اذار يبكي المعلم كمال جنبلاط والباشا سلطان

في شهر آذار فقدت الطائفة المعروفية شخصيتين عظيمتين قل مثيلهما في العالم، وقل أن يجود الزمان بمثلهما، وقد دعيا لوحدة الوطن كل حسب مفاهيمه

02.03.2021 מאת: منير فرو
اذار يبكي المعلم كمال جنبلاط والباشا سلطان

 

الاول دعا الى العلمانية لا الى  الطائفية لحفظ  الوطن من التمزق الطائفي، والاخر كان شعاره " الدين لله والوطن  للجميع" ، وسيبقيان قبلة يُأم إليهما في الأزمان الباقية، وفي الأيام الحرجة التي يمر بها القطر العربي عامة والسوري خاصة، لفقدان القيادة الوطنية الحكيمة، ولتغلب التيارات الدينية التكفيرية والمتعصبة التي هي اسباب هزيمة البلدان العربية امام الهيمنة الغربية والغزو الفكري و الحضاري،  فكلما تقدم زماننا المادي ضعفت القيادة وتقلص حجم الزعامة، وأصبحت غير مقبولة على الناس لتعلقها بالمادة وابتعادها عن مسك زمام الأمور بكل إخلاص فالشخصية الأولى لرمز الثورة الفكرية، المعلم كمال جنبلاط، الذي دعا الاوطان العربية من التحرر من كابوس الطائفية والدعوة الى النزعة الفكرية التقدمية نحو الانفتاح والحضارة مع التمسك بالقيم الروحية التي بفقدانها تنبيء كمال جنبلاط بسقوط الشيوعية الروسية.

والشخصية الثانية  رمز الثورة الوطنية، القائد سلطان باشا الأطرش القائد العام للقوات السورية ضد الانتداب الفرنسي، والمحرر الاول لسوريا الوطن، والفاتح لباب استقلال الدول العربية من الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، ولولا ثورته ضد لفرنسيين لما تحررت، ولا استقلت، ولا رفعت علما، أي دولة عربية في قطرنا العربي .

 16 آذار عام 1977 كان يوما مشؤوما ليس لأبناء الطائفة العربية الدرزية ، وإنما للإنسانية جمعاء، ففيها سقط رجل العلم والعبقرية، رجل الفلسفة والحكمة اليونانية الإغريقية، والفيثاغورية الافلاطونية الارسططاليسية ، والهندية البوذية الكونفوشية الغاندية، والاسطورة التيبتية الصينية ، وما تخفيه حضارة الحكمة والحكماء من وراء مرتفعات القمم الثلجية ، قمم جبال همالايا ، حيث بنى ذو القرنين سدّه الشهير، والمصرية الفرعونية،المرتبطة بتوت عنخ امون ، والملك امحوتبوحتشبوتورعمسيس ،

وهرمس إدريس القرآني المثلث بالحكمة الباني الاهرام لتكون مستودعا ومكمنا لعلوم الكون واسراره ، لتتجلى فيه الذات الالهية التي هامت بحبها ارواح الصوفيين كامثال الشيخ حسين منصور الحلاج ، وابو قاسم الجنيد ، وسري السقطي ، وابراهيم بن ادهم ، ورابعة العدوية ، وحسن البصري ، وذو نون المصري وغيرهم من اتباع المذهب الصوفي التوحيدي ، الممتد من حكمة اخوان الصفا، والبابلية الاشورية الحمورابية السومرية ، الممتدة من بلاد فارس ، وما تحمل في طياتها من امثال كليلة ودمنة،

ثم ما حملته الشرائع الدينية،والرسالات السماوية من اشراقات توحيدية منذ خلافة ادم في الأرض إلى طوفان نوح –ع- إلى عبور سيدنا إبراهيم –ع – ارض كلدان وظهور الأسباط الاثنعشر وقصة النبي يوسف –ع- الى ظهور النور من طور سيناء ( التوراة ) إلى سعير( يسوع الناصري ) إلى أن تلألأ في جبل فاران (الرسالة المحمدية ).

 لقد رأى المعلم ان تأخرنا نحن الشرقيين عن الغرب بسبب دخولنا في تفسير القومية والتي هي مستنقع ضحل تدعو الى الطائفية والتعصب الطائفي والمذهبي اللذان يولدان البغض والحقد والكراهية ويسببان الفتن والمنازعات التي تشل حركة التطور والازدهار ولبنان اكثر عرضة من غيره لتعدد طوائفه ومذاهبه وعليه يجب التغاضي عن المعتقدات والعنصريات والقوميات والتوحد تحت دستور يضمن حياة مشتركة ذات منهج تعايشي واحد ينصهر في بوتقة واحدة – وحدة وطنية وتعايش مشترك

لقد سقط هذا الإنسان متخضبا بدمه كالأسد الضرغام الذي تحلى بوصفه المتنبي في قصيدة"وصف الاسد" ، ولكن هذا الرجل الذي طالما كره العنف وحمل السلاح ها هي يد الغدر تغتاله بوابل من الرصاصفي مفرق "دير دوريت" اللبنانية حيث كان الشهيد في داخل سيارته المرسيدس مسافرا فنـزف الدم منه الى ربطة عنقه، فمال بجسده الى اليسار حيث حمل جانبه كتابه : "نكون او لا نكون" ،تلك العبارة التي ارغم كمال جنبلاط الصوفي والنباتي الذي كره اكل اللحوم ان يرددها أبان ثورة 1958 ضد كميل شمعون حيث قال : " كم هو مجرم هذا الذي اضطرني على حمل السلاح أنا الذي لا اؤمن بالعنف ، ولكن اذا كان الخيار بين العنف والذل فقط فلا مجال لنا سوى العنف ".

لقد نذر الشهيد كمال نفسه للعلم والمعرفة التنويرية والفلسفة وجعل العقل اسمى هبة وهبنا اياه الخالق فعرّج عن طريق العقل الى المعرفة فغاص في علوم الفلاسفة اليونانيين والبوذيين والمصريين والصوفيين والهنديين والصينيين، واقتفى حكمة ووداعة الناصري يسوع المسيح عليه السلام ، فتعلم منه نصرة الفقراء والمعوزين وحب السلام لقول المسيح : " طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون " .

لقد ساهم شهيد الفكر في انشاء مدرسة العرفان التوحيدية في لبنان ووضع فكرتها لان المجتمع يرقى بالعلم والمعرفة والتوحيد هو اساس تلك المعرفة الممتدة الجذور منذ القدم والمتقمصة الادوار الكونية منذ تلك الكلمة الالهية الاولى : كن فيكن ".

لقد بلغ كمال في العلم قمة كبيرة فاتقن عدة لغات وجال في البلاد بحثا عن العلم فدخل البلاد غامضة المعتقدات كالهند ووصل الغرب ، تسمى بالمعلم وهذا الاسم لا يمنح إلا لمن بلغ الكمال الانساني وسما في جوهرية العقل والنفس وشرّف نفسه عن حب الذات والأنانية وربّاها على الاخلاق والفضيلة والبعد عن المادة والشهوات، ففتح افاقه في معرفة الذات الالهية وتبحر في فلسفة علوم الاديان السماوية وعرف حقيقتها وهي ان الاديان والمذاهب كالجداول تتجمع لتشكل نهرا واحدا يصب في مصب واحد هو توحيد الخالق والإيمان برسله واحترام النفس البشرية وصيانتها من القتل الروحي والجسدي، وتدنيسها بالشهوات البهيمية.

من خلال تأملاته وتفكيره والغوص في ذاته استطاع ان يؤلف مؤلفات تحمل افاقا وأبعادا فكرية وفلسفية في علم الروح والبدن والطب والسياسة والآداب، واضعا بذلك قوانين للنفس البشرية لتتلأئم مع قوانين الطبيعة، لذلك اتبع المعلم منهجا وأسلوبا لحياته في اكله ومشربه، حيث لا يأكل إلا النبات الغير مطبوخ، ومتجنبا المصنعات من الاغذية، لأنها سبب الامراض، ويبحث عن الهواء النقي في الجبال، ويجلس القرفصاء متربعا، متبعا رياضة اليوغا، وأما ملبسه فهو اميل الى الزهد,

لقد عبّر عن السياسه بانها يجب ان تكون شريفة لتقود المجتمع الى طريق السلامة، وذلك عن طريق النخبة الصالحة، دون ان يرشح احد نفسه، ففي حال قيام الفرد بترشيح نفسه اصبح عنده غاية ذاتية، قبل ان تكون غاية لأجل المجتمع، فهو بذلك ينظر الى الديمقراطية الغربية بالسلب لا بالإيجاب، كونها تمنح اسفل الطبقات لان ترشح نفسها، مستخدمة المال لنيل اربها.

لقد وضع المعلم افكاره في عدة كتب منها: كتاب "ادب الحياة"، و"وثورة في عالم الانسان"، و"العلاج بعشب القمح، "و"الديمقراطية الحديثة"، و"فيما يتعدى الحرف"، و" حقيقة الثورة اللبنانية " وغيرها، من المؤلفات التي تحوي ادبا وشعرا وفلسفة,

لم يكن كمال بعيدا عن مجريات الامور السياسية في لبنان، والوطن العربي، وحتى في العالم، فقد بنى حزبا تقدميا اشتراكيا لإيمانه بالاشتراكية التوافقية لمصلحة الوحدة اللبنانية، وبعيدة عن الطائفية الفئوية.

تقلد مناصب في البرلمان اللبناني، وناضل من اجل وحدة لبنان وتقدمه، فلم يهمه حزبا معينا، بل كان يبدي رأيه لخصومه السياسيين، ويوضح لهم اخطائهم السياسية ليرتجعوا عنها، حرصا على كرامة لبنان وشعبه.

لقد جالس وعاشر معظم الرؤساء والقادة العرب، ورسم لكل واحد منهم صورة في مخيلته، فسمى جمال عبد الناصر بـ "بسمارك العرب"، وياسر عرفات بـ "سبع أرواح"، ومعمر القذافي "مزاجي ما بيتكل عليه"، وسليمان فرنجية "سكران بالفروسية"، ورشيد كرامي "احترق لبنان والأفندي نايم"، وكميل شمعون "خرّب لبنان".

لقد وقف كمال مع الوحدة العربية، فوقف الى جانب جمال عبد الناصر، والذي نال الزعامة بفضل تعاليمه الاشتراكية والوطنية، وناصر الشعب الفلسطيني، بعكس معظم الاحزاب والمليشيات اللبنانية، التي اتفقت على ضرب الفلسطينيين اللاجئين في لبنان.

ومما يحكى عنه انه دعا بعض زملائه الوزراء الى مأدبة في قصر المختارة، ففرحوا ظنا انه سيلاقيهم بالمناسف والقوز والقصوص والمشاوي، ولكنهم فوجئوا بمائدة من حواضر البيت، زيتون، زعتر، لبنة وبيض، فوجموا صامتين، فانتهرهم قائلا : ما بالكم تحجمون عن تناول زادي، هو عشاء واحد تتناولونه مرة واحدة في حياتكم، فما بالكم بآلاف ابناء الفقراء الذين يكادون لا يجدون مثل هذا الزاد "؟

هكذا قام المعلم بتلقين الوزراء درسا في الشعور الانساني مع الفقراء والمعوزين، وكأن لسان حاله يقول لرؤساء العالم اين انتم وصراعكم على المناصب ؟ اهتموا بحال الفقراء والمساكين ومعاناتهم، الذين لولاهم لم تصلوا الى ما انتم عليه .

ويذكر عنه ولحرصة على تعليم الاولاد، انه بكى عندما رفضت الحكومة اللبنانية طلبه بتعيين 500 معلما بحجة ان الخزينة خاوية .

لقد تنبأ كمال بسقوط روسيا الاشتراكية الشيوعية في حال عدم تعديل بعض النقاط، وهكذا حدث فعلا سقطت وتفردت أميركا  بالهيمنة.

وأخيرا لا يمكن للسطور ان تف حق هذا الرجل، وستبقى البشرية جمعاء مدينة له لأفكاره وآراءه، التي فيها صيانة الانسانية من التمييز العنصري  والعرقي والديني، لأنه دعا الى دولة تشبه جمهورية افلاطون الفاضلة، او اراء المدينة الفاضلة للفارابي، او كمدينة توماس مور التي اسماها " اليوتوبيا " وتعني البلد الذي لا وجود له لمثاليته، التي من النادر ان نجدها في عالمنا المادي هذا.

وستبقى تعاليمه حجة على السياسيين الذين اعاثوا في الارض فسادا لإتباعهم سياسة الاهواء والمقاصد، ففرقوا الشعوب بالتلاحم والنزعات الطائفية  رحم الله الشهيد المعلم .

قال الشاعر القروي : فيا لك "أطرشا" لمـا دعينـــــــا         لثـــــــأر كنت أسمعنا جميعا

تعجز الكلمات عن مدح من كان بطلا في الواغات، من كان شجاعا لا يخاف الموت والآهات، ولا يطلب الموت إلا بكرامة، ولا يهمه كثرة الأعداء ورهبة سلاحهم، ولا تغره  الزعامة والجاه  والمناصب، ولا النساء وحب الدنيا وزينتها، نعم ذلك الرجل المتواضع بالرغم من الشهرة التي نالها واهتزت له السلاطين والملوك وكبار الدول المستعمرة وجنرالاتها،

لان معظم القادة الثوريين الذين حلوا مكانه بعد انتصار حركة التحرر الوطنية أساؤوا بقصد أو بغيره لمطامحهم ونواياهم الأولي حين خاضوا غمار معركة التحرر الوطني وتحولت السلطة بعد انتصار الثورة إلي غنيمة بين أيدي رجال حرّفوا حركة التحرر الوطني عن مغزاها البعيد الذي يعانق العدالة الاجتماعية ومنعت الوطن من الازدهار والتطورالاقتصادي، لذلك سلطان باشا يعتبر من القادة القليلة في العالم الذين استطاعوا أن يحافظوا علي نزاهة مراميهم بعد الاستقلال، كامثال المهاتما غاندي ، و نهرو في الهند، و شارل ديغول بعد الحرب العالمية الثانية وتحرير فرنسا، و تشي غيفارا في أمريكا اللاتينية الذي رفض المناصب السياسية وغادر كوبا إلي بوليفيا للكفاح ضد الطغاة، ونجد سعد زغلول في مصر، و نيلسون مانديلا في إفريقيا.فهؤلاء القلة قادوا حركات تحرر وطني ولم يلوثوا تاريخهم بمكاسب مادية أو إيديولوجية ضيقة، فسلطان لم يقصد من نضاله سوى صيانة العرض والارض والدين والكرامة المقرونة بهذا الثالوث المقدس فهو لا يريد ان يقال عنه او يشار اليه بالبطل او الزعيم كيف لا؟ وهو الذي رفض ان يكون رئيسا لجمهورية سوريا بل طالب بأن تبقى سوريا موحدة وعدم تقسيمها الى دويلات فهو لا يريد ان يكون رئيسا لدويلة في جبل العرب كما حاول الفرنسيون من خداعه بذلك بأن يمنحوا جبل الدروز حكما ذاتيا واستقلالا فرديا عن باقي المناطق السورية فسلطان كان على علم من المؤامرات الفرنسية لاضعاف ثورته العاتية ضدهم وعرف حق المعرفة بأن الجبل بابطاله قلعة صمود وتحد لكل من يعتدي عليهم وباب مفتوح امام من يقصد حمايتهم وضيافتهم المعروفية، لقد سئل سلطان ذات يوم وقبل وفاته بسنتين عن أسباب عزوفه عن الشأن السياسي بعد الاستقلال، فصمت برهة ثم تنهد وقال أربع كلمات تترك سامعها في حيرة واحتمالات دون جواب قاطع "رحم الله زمان الثورة" ، فلا أحد يعرف ماذا قصد بحديثه هذا هل كان يقصد أن التاريخ ليس للبيع أم أن ثلة السياسيين الذين جاؤوا من بعده وحلوا مكانه في ذاك الوقت ولم يكونوا بحجم المسؤولية الوطنية الملقاة عليهم.

"سلطان باشا الأطرش"القائد والثائر والإنسان الرّوحي البسيط البعيد عن حنكة السياسيين دهائهم أكاذيبهم وخداعهم، الذي خاض حروبا ضد الأتراك الطاغيين المتجبرين، الذين أعدموا والده ذوقان، فكان أول من رفع العلم العربي فوق داره معلنا بنفسه الأبية التي لا ترضخ للعتاة الكفاح والنضال،

ثم أعلن الثورة عام 1925 على المستعمر الفرنسي، الذي لا يعرف عن العرض والشرف والدين سوى التعدي والهتك والسفك والاستحلاء والاستباحة، وهذا تالله تأباه كل نفس تجري بها دماء عربية معروفية أصيلة، رضعت ثدي العزة والكرامة والمروءة والشهامة،

ففي أول زيارة قام بها جمال عبد الناصر زعيم الامة العربية  لسلطان باشا الأطرش في بيته في القريا ، فوجئ  بالبساطة التي يعيشها بها هذا البطل الذي اهتزت المعمورة بجهاده ونضاله في منزله المبني من الحجر البازلت الاسود والصلب والمضافة المفروشة بالسجاد اليدوي ورائحة القهوة تمتزج برائحة الخبز العربي، والخير والحقيقة، فقال عبد الناصر بعد أن التقاه : " إن كنت أنا ثائراً فأنت أبو الثوار نستمد منك الحكمة والشجاعة ونري فيك رمزاً نخجل من أخطائنا أمامه"  نعم هكذا كان سلطان رجلا مهيبا وقورا في مظهره  بسيطا روحانيا متواضعا  في حياته فهو البطل الشجاع المغوار الذي يتصدى لاعدائه يخيفهم يرعبهم وينقض عليهم كما الصاعقة ومع هذا فهو الانسان المؤمن الوادع بين يدي خالقه يفاجأ بمضافته المبنية على البساطة والتواضع كل من سمع عنه حتى يكاد يظن انه ليس امام هذا الرجل الذي سطر اروع ايات التضحيات والبسالة من اجل تحرير شعبه من براثن الاحتلال الغاشم المتسلط والمتعنت الذي لا يعرف معنى الرحمة فسلطان كان انسان بكل ما للكلمة من معنى فهو يكره السياسة ولكنه يموت من اجل وطنيته وعروبته فهو يعشق الحرية ككل انسان مناضل ينشد الحرية لغيره  كما لنفسه

قيل:" ان حين كان احد الباحثين يسال قائد الثورة السورية الكبرى، رمز القائد المقدام، الفارس المغوار، البطل الهمام، سهوة الصامت الاكبر ، واقل زعماء الثوار في العالم كلاما وأكثرهم تواضعا،عطوفة سلطان باشا الاطرش، عما قام به من اعمال في المعارك  التي خاضها الدروز، كان يجيبه : " الدروز هم الذين قاتلوا، وهم الذين استبسلوا وانتصروا وجميع المجاهدين هم الذين صنعوا امجاد الثورة "..... ولما ألح الباحث على تبيان دوره، أجابه : " كنت واحدا من الدروز".

ان قصة أدهم خنجر والذي كان القادح الذي انطلقت منه شرارة الانتفاضة ضد المستعمر الذي طفح ظلمه وزاد عتوه على من أبت نفوسهم الظلم والضيم وذلك بوجود بعض المتعاونين العملاء الذين غرّهم زغل دراهم وجاه المحتل، فكانت أشبه بمقتل ولي عهد النمسا عام 1914  السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى بعد أسباب كثيرة وكما يقال : كانت كالقشة التي زادت على كومة القش التي يحملها الجمل حتى كسرت ظهره"،

 فلم ينحنى مرة أمام الذل والاستسلام ولم تدمع عينه إلا مرة واحدة، وهو الذي قاد المعارك الطاحنة ورأى الشهداء من رجاله يسقطون بين يديه ، وبقي رابط الجأش، كما قال رفيقه المجاهد "شكيب وهّاب" وذلك عند وجودهم مع سلطان في المنفى، في شرقي الأردن،  بعد إخفاق الثورة السورية عام 1926، نزلت دمعة هذا القائد ليس وجعا ولا حزنا ولا خوفا وإنما حين رأى بعض رجاله في المنفى في النبك شرقي الاردن، حيث عاش مع رفاقه في واد مقفر يتقاسمون رغيفا واحدا من الخبز ليبقوا على قيد الحياة ويموتون في ساحة الجهاد دفاعا عن دينهم وعرضهم ووطنهم،

فذكر كمال وسلطان سيبقىان مغروزين  في فكر كل واحد منا الى الابد مهما طال الزمان.

 

 

תגובות

1. אשר גינצבורג לפני 3 שנים
يا معلم

מומלצים