اخواني أسرعوا الى التوبة قبل اغلاق باب الرحمة

قال تعالى وهو عزّ من قائل : " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون".و قال ايضا : " يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر".

11.01.2021 מאת: منير فرّو
اخواني أسرعوا الى التوبة  قبل اغلاق باب الرحمة

 

اخواني لقد اقتربنا من نقطة الصفر، نقطة الانتهاء، نقطة الصيحة، التي يعلن فيها الرب وملائكته عن انتهاء الدنيا الفانية، والانتقال الى الاخرة الباقية، فهنيئا لمن كان للقاء ربه مستعدا، وفي طاعته راغبا مجتهدا، وبأوامره مؤتمرا، ولنواهيه منزجرا وغير معترضا، وتبا لمن اشرك بخالقه واتبع هواه، وانشغل عنه بسواه، واعترض على حكمه فيما أمره وقضاه ونهاه، فلا يلوم نفسه يوم يلقاه. 

اخواني لا اقول لكم ذلك لأدبَ بكم الرعب والجزع، ولكن لأحذركم من العاقبة، لان العاقبة لما يعقبها، والتي هي "دار العقبى"، و"دار الاخرة"، التي اعد الله ثوابها لعباده الصالحين المتقين، وعقابها للكافرين به والمستكبرين، فويل وسوء الجزاء لمن عصى الله وما اطاعه فيما امره ونهاه، والبشرى لمن طمع في ثواب الله وما عصاه، وصدق في الغيب قبل ان يراه.

اخواني انظروا الى ما يجري في عالمنا من قتل واقتتال، ولهو وانشغال، وغفلة وضياع بال، وجهل واجهال، والهروب من الواقع الى عالم الخيال، وطرب ومجون ودلال، وزنى وفجور وخمور وفساد مال، وملوك وسلاطين وسوء حال، وزوج وزوجة وابن وابنة يخوضون في الحرام وينفرون من الحلال، كل هذه الاحوال والتي لا يسع المكان لذكرها، لطولها ولما تحدثه من كلل وملل وملال، لم نرها ولم نسمع عنها إلا في نبوءات الانبياء، وما جاؤا به من رسالات من عند الحق سبحانه .

 اخواني ان علو الباطل في الارض، لهو اكبر دليل على فساد الارض، وقرب حساب الخلق، لان اعمال الخلق قد فسدت، ولا بد من تغيير، كما حدث قبل طوفان سيدنا نوح عليه السلام، ليطهّر الارض من فساد العالم الانساني فحدَث ما حدَث.

 اخواني بعد فساد الارض في هذا الزمان، لن يعد هنا كرة اخرى، ولن يكون هناك فرصة للعالم الانساني ليصلح نفسه، ولن يرسل الله الى الخلق انبياء ورسل كما ارسل في السابق بعد ان ختمها بالخاتم الامين عليه افضل الصلاة وأتم التسليم،  فالزمان قد ولى وذهب، وحجة الله قد اقيمت على الناس وكل الناس بتكرار الرسل والحقب، ولن ينفع انسان اصلاح ما عطب، عند حدوث الحدثان، وضيق المكان، ووقوع صيحة الغثيان، واهتزاز الثقلان .


 اخواني انظروا الى ما يجري مؤخرا في عالمنا من احداث وتغييرات وأحوال بعد ان ابتعد الناس عن دين ربهم ورسالاته السماوية كيف عاقبهم بوباء الكورونا فغير كل ما اعتادوا عليه الناس في كل المعمورة منذ خلق الكون رأسا على عقب وكأن كل شيء توقف والحياة انعدمت فلا افراح ولا اتراح ولا اعياد ولا اجتماعات ولا لقاءات وحتى الصلوات توقفت وبات لقاء ثلاثة وما فوق غريبا وعجيبا خوف انتشار عدوى الكورونا.
فباختصار فقدت البشرية كل شيء يسعدهم ويفرحهم وكأن دار الدنيا الفانية اقتربت من نهايتها وسقطت اقنعتها وبانت على حقيقتها الزائفة والمخادعة والغرورة  لتلفظ انفاسها مثل السراب اللامع لتدخل في بداية جديدة تكون سرورا واغتباطا ونعيما ابديا لناس وبؤسا وحزنا وجحيما سرميا لناس وهي دار الاخرة الباقية التي طالما حذر الله الناس منها على يد رسله وانبياه لانه كما قال تعالى في القران المجيد : " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا  وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى"    

اخواني ما زال هناك ايام وسويعات قليلات، لمراجعة كل واحد منا نفسه والذات، ومحاسبتها على سوء اعمالها قبل ان تُعرَض على ربها، لأنه عندها " لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم"، ولن تنفع الحسرات والظنون . 

اخواني اني انصحكم وانصح نفسي معكم، لأننا قادمون على يوم لم تشهد البشرية مثله، ولن تشهد مثله مرة اخرى، لأنه "اليوم الآخر" والأخير، و"يوم الفصل"، و"يوم الجمع"، و"يوم التغابن"، و"يوم الغاشية"، و"يوم الواقعة"، و"يوم الطامة"، و"يوم الصاعقة"، و"يوم التناد"، و"يوم القيامة"، و"يوم الحساب"، و"يوم الحسرة"، و"يوم الندامة"، 

فاسرعوا الى التوبة، قبل ان تداهمكم الاوبة، عندها لن ينفع الظالمين معذرتهم، لقوله تعالى : " وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".

اخواني  اغتنموا المهلة، وتداووا من العلة، واخرجوا من احبال الهوى والشيطان الجهل، وارتبطوا بأنوار الهدى والإيمان والعقل، واستيقظوا من نومتكمن واقلعوا عن سهوتكم، قبل ان تأتيكم الصيحة وانتم غافلون، وتوفون اجوركم وانتم لا تظلمون، وأسرعوا الى ربكم بالتوبة والانابة، ونادوه بقلوب خاشعة وعيون دامعة:

 "يا مولانا اقبل توبتنا قبل غلق البابا، يا مولانا اقبل توبتنا قبل غلق البابا، نحن رضينا بك احبابا، نحن رضينا بك احبابا، فارض بنا احبابا، ارض بنا احبابا، ارض بنا احبابا يا رحيم يا كريم يا وهّابا".             
   

 

תגובות

מומלצים