نظرة في يسوع المسيح وولادته السعيدة

اولا لا بد من تقديم التهنئة لكل المؤمنين بالروح القدس يسوع الانسان يسوع ابن البشر يسوع الايمان يسوع الشمس المنيرة والحقيقة الساطعة يسوع الكلمة في البدء يسوع الالف والياء البداية والنهاية يسوع فيه خٌلق الكون مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى ٱلأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ.

01.01.2021 מאת: منير فرو
نظرة في يسوع المسيح وولادته السعيدة

 

ٱلْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ» (كولوسي ١: ١٦).

يسوع الكائن قبل ابراهيم يسوع نور العالم يسوع الطريق والحق والحياة يسوع القيامة والحياة يسوع يوم الدينونية يسوع الحياة الابدية يسوع الوعد يسوع الحب يسوع الصفا يسوع الحق الذي فيه تكون الحرية يسوع المجد يسوع العلا يسوع المسرة يسوع بصر الناس والنور للبصر يسوع السمع يسوع الجمال يسوع المعرفة يسوع منتظر كل البشرية ورافع الظلم عنها باسم رب البرية  يسوع المسيح المخلص والمطهر البشرية من نجس خطيئة ادم  المقدم نفسه قربانا من اجل سعادة البشرية بروح الايمان بالله خالق السموات والارض العظيمة قدرته والنافذة مشيئته والواسعة رحمته وهو المستعد للمجيء تارة اخرى في اخر الزمان لينزل من السماء مع جنود الله ليقضي بين الاحياء والاموات وليميز الصالحين من الطالحين والاخيار من الاشرار ويملا الارض عدلا وقسطا ويرث الارض للعباد الصالحين الى ابد الاباد ويعيشوا تحت امرته وسلطته حياة ابدية سرمدية ديمومية لاتحادهم به واتحاده هو بالهه الاوحد  بعد ان كان قد نزل الى الارض روحا قدسيا الهيا اله حق من اله حق وحبل به وولد من امه العذراء وتجسد على الارض  ليعمل بمشيئة من ارسله في مجيئه الاول ليتمم ما اتى به النبي موسى ومن سبقه من الانبياء من الناموس ويخرج الخراف الضالة والرعية الصالحة من تكليف ذلك الناموس  ثم عٌذب واٌلم على الصليب ثم دفن ثم قام بعد ثلاثة ايام ثم صعد الى السماء ليجلس عن يمين الرب ليستعد للمجيء الثاني ويكشف الامثال التي ضربها في اناجيله الاربعة ويكشف مكنونات العالم منذ التاسيس ويجازي العباد ويقضي بينهم بالعدل وهو ذلك اليوم او تلك الساعة التي قال عنها في الانجيل الطاهر: " )وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده".

قصة ميلاد يسوع المسيح شهادة الإنجيل البشارة بميلاد يسوع (لوقا 1: 26 – 38)

أرسَلَ اللهُ المَلاكَ جِبرائيلَ إلى بَلدَةٍ في الجَليلِ إِسمُها النـّاصِرَةُ، إلى عذراءَ إِسمُها مَريَمُ، كانَت مَخطوبَةً لِرَجُلٍ مِنْ بَيتِ داودَ إِسمُهُ يوسُفُ. فدخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ لها: ((السَّلامُ علَيكِ، يا مَنْ أنعمَ اللهُ علَيها. الرَّبُّ مَعكِ)). فاضطرَبَت مَريَمُ لِكلامِ المَلاكِ وقالَت في نَفسِها: ((ما مَعنى هذِهِ التَّحيَّةِ؟)) فقالَ لها المَلاكُ: ((لا تَخافي يا مَريَمُ، نِلتِ حُظْوةً عِندَ اللهِ: فسَتَحبَلينَ وتَلِدينَ اَبنًا تُسَمِّينَهُ يَسوعَ. فيكونُ عظيمًا واَبنَ اللهِ العَليِّ يُدعى، ويُعطيهِ الرَّبُّ الإلهُ عرشَ أبـيهِ داودَ، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكونُ لمُلْكِهِ نِهايةٌ! )) فقالَت مَريَمُ لِلملاكِ: ((كيفَ يكونُ هذا وأنا عَذراءُ لا أعرِفُ رَجُلاً؟)) فأجابَها المَلاكُ: ((الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقُدرَةُ العليِّ تُظَلِّـلُكِ، لذلِكَ فالقدُّوسُ الّذي يولَدُ مِنكِ يُدعى اَبنَ اللهِ. ها قَريبَـتُكِ أليصاباتُ حُبلى باَبنٍ في شَيْخوخَتِها، وهذا هوَ شَهرُها السّادِسُ، وهيَ الّتي دَعاها النّـاسُ عاقِرًا. فما مِنْ شيءٍ غَيرَ مُمكنٍ عِندَ اللهِ)). فقالَت مَريَمُ: ((أنا خادِمَةُ الرَّبِّ: فَلْيكُنْ لي كَما تَقولُ)). ومَضى مِنْ عِندِها المَلاكُ.

ان التاريخ يخبرنا عند مجيء المسيح كان في العالم ثلاثة شعوب هي صاحبة النفوذ في ذلك الزمن، اليونان والرومان واليهود. كان اليوناني المثقف المتمدن، والروماني العسكري الفاتح، واليهودي المهان المحتقر. وهذه الشعوب الثلاثة تعاونت معاً ودون أن تدري، لإعداد الطريق لمجيء المسيح. مما يحملنا على الاعتقاد بأن هذا التعاون العفوي صار بتدبير العناية الإلهية.

وفي مقدمة الأمور نرى أن الله استخدم الدولة الرومانية لإعداد طريق المسيح بتوحيد أجزاء العالم المتمدن، وإشاعة الأمن في كل أجزائه، بعد أن كانت عصابات النهب والسلب تعيث فيه فساداً. لدرجة أنه لم يكن ممكناً لأي دعوة تنبعث من الديار المقدسة أن تتجاوز حدود تلك البقعة الصغيرة.

في الواقع أن النظام الروماني جعل الأمن مستتباً في ذلك الزمن مما أتاح لرسل المسيح أن يجوبوا الأقطار، ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. وهكذا صار مجيء المسيح نهاية النظام الاستعدادي وبداءة النظام الجديد الباقي بدليل قوله: «قَدْ كَمَلَ ٱلزَّمَانُ وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِٱلإِنْجِيلِ» (مرقس ١: ١٥).

وكذلك اليونان قاموا بنصيبهم وهم لا يدرون. فقد ساهموا في إعداد طريق المسيح، بتقديم اللغة اليونانية الجميلة اللينة، التي كانت قد أصبحت اللغة الرئيسية والرسمية في الأمبراطورية الرومانية الواسعة الأرجاء.

أما اليهود الذين تشتتوا في كل أجزاء الدنيا، فقد حملوا معهم أسفارهم المقدسة. لأن موسى أوصاهم أن يقرأوها في المجامع كل سبت. وكان من أهم عوامل الاتصال أن الكتاب المقدس تُرجم قبل المسيح بنحو مئتي سنة إلى اللغة اليونانية. مما أتاح للعالم الوثني أن يقرأ النبوات عن المسيح المنتظر، وبالتالي أن يستعد لمجيئه وقبوله. وأنه لغريب حقاً أن تتحد هذه الشعوب لإعداد طريق الرب وهي لا تدري. وفي هذا دليل لا يقبل الجدل على وجود يد الله في الأمر.

ولعل أغرب ما في الأمر كله الانتظار الحار الذي كانت عليه الأمة اليهودية، قبل مجيء المسيح. ويعزو الباحثون حرارة هذا الانتظار إلى انقطاع الوحي عنهم خلال خمسة قرون كاملة، ما بين ملاخي النبي ويوحنا المعمدان.

وكان طبيعياً أن ينسى الناس وتضعف الآمال المرتقبة. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، بل كان شوق الناس إلى مجيء المسيا مشتهى الأمم يزداد يوماً بعد يوم.

ومما لا ريب فيه أن الأمم، الذين اطلعوا على محتويات الأسفار المقدسة شاركوا اليهود الانتظار. وادل  دليل على ذلك مجيء المجوس من المشرق إلى الديار المقدسة لكي يسجدوا لطفل المذود.

ومما يجدر ذكره هو أنه عند تجسد الكلمة في بيت لحم حدثت أمور بالغة الأهمية أعادت الرجاء إلى قلوب منتظري الرب، وأهمها:
1.رجوع روح النبوة، الذي كان قد احتجب بعد ملاخي النبي، حيث توقفت الرؤى المجيدة، وانقطع الوحي. أما الآن فقد أُعطي من جديد. فظهر هذه الروح أولاً في الوحي إلى زكريا الكاهن، ثم أليصابات، ثم مريم العذراء، فسمعان الشيخ، وحنة النبية، ويوحنا المعمدان... الخ.
2.الفرح العظيم الذي كمل في السماء وعلى الأرض، وعبرت عنه أجواق الملائكة وهم ينشدون: «ٱلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلأَعَالِي، وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ» (لوقا ٢: ١٤).

دخول يسوع الطفل إلى هيكل الله، ليتم ما قيل بالنبي: «وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ، فَأَمْلأُ هٰذَا ٱلْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ... وَفِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ أُعْطِي ٱلسَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (حجي ٢: ٧-٩).

إن دعوة السيد المسيح عليه السلام تلت الديانة اليهودية، وذلك بمقتضى إرادة الرب، لأن أسفار التوراة أشارت إلى ظهور المسيح، وأن بظهوره تصبح الأرض المعوجة مستقيمة، لأنه سوف يكمّل الناموس الذي أتى به أبو الأنبياء، سيدنا إبراهيم الخليل والنبي موسى عليهما السلام،
وقد أشارت التوراة في فصول المزمور، زكريا، إشعيا وعاموس بأن المسيح سوف يخونه صديق، يبيعه بثلاثين من الفضة، يتخلى عنه، يجرح ويهان، يضرب ويبصق عليه، يستهزأ به، تثقب يداه ورجلاه، يصلب مع لصين يستودع نفسه على الصليب، تغطي الظلمة كل الأرض، يدفن، ويقوم في اليوم الثالث، ثم يصعد إلى السماء (لذلك آمن اليهود في الراب ليفوفابيش في نيويورك، واعتقدوا بأنه المسيح، وجلسوا بجانب قبره ثلاثة أيام انتظارا لقيامته من الموت ولكنه لم يحدث ذلك )،

وعيد الفصح عند اليهود ما هو إلا الصورة النظرية للعشاء السري للسيد المسيح، وهو ما يسمى بـ" العشاء الأخير" أو "العشاء السري" للسيد واجتماعه مع تلامذته الاثنعشر حول مائدة العشاء قبل أن يباع ويرفع على الصليب (ولهذا السبب نزلت سورة المائدة في القرآن، كما أن سورة البقرة جاءت لسبب البقرة التي عبدها بنو إسرائيل في زمن تسلم النبي موسى الوصايا العشر في طور سيناء)، وفي هذا العشاء كسر يسوع الخبز وقسّم لتلامذته قائلا لهم : " خذوا كلوا هذا لحمي "، وبعد أن بارك كأسا من عصير العنب قال : " اشربوا منه كلكم، هذا هو دمي، دم العهد الجديد الذي يراق من أجل الكثير لمغفرة الخطايا "،

لذلك يُرش في عيد الفصح المجيد دم شاة صحيحة "على القائمتين والعتبة العليا،" لأنه يرمز إلى دم المسيح الذي يحمي من الهلاك، فقام أحد تلامذته وهو يهوذا الاسخريوطي من اسخريوط وهي اليوم رام الله ببيعه للرومان والذين قاموا بصلبه( القران يختلف والمسيحية حول قضية الصلب فهو ينفي صلب المسيح بقوله : ما قتلوه وما صلبوه وإنما شبه لهم " ولكن يؤمن بكل ما جاء عن المسيح بأنه روح قدس ولد من السيدة مريم العذراء ورفعه الله إلى السماء وانه ما زال حيا وسيرجع في الآخرة ليملأ الأرض عدلا وقسطا) بسبب دعوته بأنه هو المسيح، ولرفض اليهود لشخصه وانه ليس ملكا لهم وانه قد قال بأنه سوف يهدم الهيكل الذي بنوه في 46 سنة ويقيمه في ثلاثة أيام بقوله : "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أنا أقيمه "، وقد أعنى بالهيكل جسده الذي يصلب، والذي يقوم بعد ثلاثة أيام لتتم أكبر معجزة له كانت التوراة قد تنبأت بها، وليثبت لهم أنه المخلص الآتي، وأنه أعظم جميع الأنبياء الآخرين الذين سبقوه كإبراهيم وموسى وداوود، وبذلك تم بيع المسيح وصلبه(هناك اختلاف على اليوم الذي تم فيه صلب المسيح لعدم تثبيت يوم السبت، لأنه يوجد سبعة سبوت ويمكن أن تأتي في أي يوم من أيام الاسبوع، لأن كل منها له تاريخه الخاص به، فاليوم الذي صلب به المسيح كان فيه سبتان في نفس الأسبوع ، يوم سبت عيد الفصح، والسبت الأسبوعي، وبذلك يكون السبت المذكور في (مرقس1:16) والذي بعده اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي حنوطا ليس هو السبت الأسبوعي بل كان سبت عيد الفصح الذي جاء يوم الخميس وبذلك يكون المسيح قد صلب مساء الأربعاء بين العشائين، في نفس الوقت الذي ذبح فيه خروف الفصح ليتم الرمز في المزمور : " لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا"(1 كورنثوس 7:5) )،

وكان التوقيت الزمني ليس حسب توقيتنا اليوم 24 ساعة"، ولكن نبوئته تمت، فقد قام بعد ثلاثة أيام، وهذا هو "عيد القيامة" ، فظهر ثلاثة أيام ثم صعد إلى السماء ليجلس إلى يمين الرب، تثبيتا لما جاء في التوراة على لسان النبي داوود وهو : "قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك"، وأنه القائل بأنه المزمع بالعودة الثانية للقضاء بين الأحياء والأموات في آخر الزمان، ويقتل الدجال، وتبقى دعوته ألف سنة (الملينيوم) ،

لقد جاءت دعوة المسيح على شكل رموزات وعن طريق الأمثال لأنه قال : " سأفتح بأمثال فمي ، وأنطق بمكتومات منذ تأسيس العالم "، فبدون مثل لم يكن يكلمهم، لأنه وعدهم بأنه سيأتي زمن يكشف لهم فيه أمر الرب علانية، وهو يوم عودته الثانية، وهذا ما افتتح به يوحنا المعمداني به انجيله : "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور.

كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله"،

لذلك جميع أمثال المسيح تنتظر عودته ليكشف مدلولاتها، ولكن هذه العودة سوف تكون كما قال في الليل والناس في أشد غفلة وأحلك ظلمة ونسيان للآخرة، فلا يشعر به أحد إلا من كان مستيقظا ومنتبها ومستعدا، كما جاء في إنجيل متى : "وكما كانت في أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان"

لقد شبه المسيح نفسه عند عودته باللص أو السارق، الذي يأتي خلسة، والناس نيام، لذلك قال: " وإنما اعلموا هذا أنه لو عرف رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب، فكونوا أنتم إذا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان "، فالذي يكون مستعدا ومرتقبا لإتيان ابن البشر تمنح له حيوة الآخرة ،

لم يكن مجيء المسيح بمجرد صدفة وإنما جاء ليخلص العالم من نجس خطيئة آدم وحواء وليخرج خراف بني إسرائيل الضالة من شريعة اليهود والتي دخلها العطب لذلك كان المسيح راضيا بأن يقدم نفسه للموت من أجل مراد لله ولهذا سمّي بـ "الفادي" لأنه فدى بنفسه من أجل الخاطئين ليحييهم من جديد لأن عدل الله يقتضي: " النفس التي تخطيء هي تموت"، لذلك المسيح لم يكن شهيدا بل فاديا لأنه كما جاء في الكتاب المقدّس : "حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشية ، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر ؛ الذي بجلدته شفيتم "،

بالرغم من مجيئه لخلاص عصاة بني إسرائيل وجد مقاومة شديدة من أحبار اليهود فهدم لهم السبت بقوله : " أن السبت جاء لأجل الإنسان إذ يحل فعل الخير في السبوت( هنا إشارة على أنه يوجد أكثر من سبت واحد) " ،

وكانت اليهودية قد جعلت هناك عللا وأمراضا تقطع على الإنسان صلاته كالأبرص والأعمى والأخرس والأكمة والأعرج وغيرها من العلل الظاهرة فأراد يسوع أن يريهم خطأ اعتقادهم هذا وأنه قادر أن يشفي الأبرص والأعمى والأخرس والأكمة والأعرج وحتى الميت لذلك قال لهم:

" لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل فإني الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات فإني أقول لكم: إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم وأما أنا فأقول لكم : إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم، ...

قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن وأما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه وأما أنا فأقول لكم : إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني ...

أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك وأما أنا فأقول لكم : لا تحلفوا البتة، لا بالسماء لأنها كرسي الله ...
سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر ...
سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات... فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل "،

فأراد أن يريهم أن العلل الدينية والخطايا والآثام وحب المال والذهب والغش في التجارة والحسد والقتل والزنا والسرقة هي التي تقطع الصلاة وتنجسها فضرب مثلا قائلا :"ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان ثم فسر ذلك بقوله : بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج ، وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر ، وذاك ينجس الإنسان ، لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف ، هذه هي التي تنجس الإنسان وأما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان "،

وقال أيضا : " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلـّص ما قد هلك ، ماذا تظنون؟ ، إن كان لإنسان مئة خروف وضل واحد منها فلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب بطلب الضال ؟ وإن اتفق أن يجده فالحق أقول لكم أنه يفرح به أكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل "،
لقد شبّه المسيح من كان قبله باللصوص والسراقين لأنهم لم يكونوا أمناء على رعيتهم بقوله : " أقول لكم أني أنا باب الضأن، والقادمون عليكم كانوا لصوصاً وسراقاً ، ولا يقبِل اللص إلا ليسرق شيئاً، ويقتل ، وأنا قدمت لتحيوا، وتزدادوا خيراً"،

لذلك جاء يسوع نورا للعالم ولكن أحب الناس الظلمة خوف أن تفتضح أعمالهم في النور، لذلك شبّه نفسه بالراعي الصالح وشبّه رعيته بالخراف بقوله :" أما أنا فأني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني"، وأيضا : " أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه دون الخراف، وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب وأنا أضع نفسي عن الخراف لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا "،

والأب هو الله، والإبن هو يسوع المسيح، المولود من السيدة مريم العذراء من روح القدس، وهذه هي الاقانيم الثلاثة: الاب والابن وروح القدس، أي إله حق، من إله حق، من جوهر أبيه، فالأب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الاقنوم ، والإبن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الاقنوم ، والرّوح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الاقنوم، وكلمة اقنوم باليونانية معناها هيبوستاسيس وهي مكونة من مقطعين هيبو = تحت، وستاسيس = قائم أو واقف ،لذلك هيبو ستاسيس تعني تحت القائم والاقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد في الجوهر مع الطبيعة مع الاقنومين الآخرين بغير إنفصال ،

فكما أن الراعي يهتم بغنمه، ويبذل نفسه من اجلها، وكذلك الغنم تعرف راعيها وتسمع ندائه، كذلك السيد المسيح يبذل نفسه من اجل رعيته الصالحة، التي تسمع كلامه، والذي هو كلام الرب، والذي فيه الحياة الأبدية، ولكن يقول المسيح : " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد "، وذلك يكون بعودته الثانية التي قال عنها بأنها تمام يومه الأول الذي ظهر فيه يوم دعوته في وقت الإنجيل،

المسيح وصف رسالته بثلاثة أيام، ووصف اليوم الذي ظهر به ودعوته بالإنجيل بأنها نصف يوم، وأن عند عودته الثانية، وكشفه أمر الرب علانية، يكون تتمة اليوم الذي كان قد ظهر فيه، وتكلم بالأمثال، ويكشف للعالم الأمثال التي ضربها، ويعرّف العالم مكنونات العالم منذ التأسيس، ويقوم للقضاء بين الأحياء والأموات، الأحياء بروح القدس، والأموات الجاهلين تعاليم يسّوع وأمثاله، والغير مستعدين لعودته الثانية، كما عبّر يسّوع في الكتاب المقدس عن مثل الخمس عذارى الحكيمات، اللاتي حملن مصابيحهن وزيتا في آنيتهن، فدخلن مع العريس لأنهن كن مستعدات، والخمس عذارى الجاهلات، اللاتي لم يأخذن معهن زيتا، فتأخرن عن العريس لقصورهن وعدم استعدادهن، فأغلق الباب في وجههن ولم يسمح لهن بالدخول لكثرة فعلهن الآثام،

وهذا ما أشار إليه المسيح في الإنجيل بقوله : "يشبه ملكوت السموات إنسانا ملكا صنع لإبنه عرسا،أرسل عبيده ليدعوا المدعويين الى العرس فلم يريدوا أن يأتوا، وتهاونوا ولم يكتفوا بل شتموا وقتلوا من دعاهم إلى العرس، حتى غضب عليهم وقال لعبيده:" أما العرس فمستعد وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين "،

ويقوم بتنقية البذار من الزوان، ليلقي بالزوان في النار، ويضع البذار الصالحة في خزائنها المعدة لها، ولذك قال : "طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا، الحق أقول لكم أنه يقيمه على جميع أمواله ...،

فالمسيح يسّوع "المخلّص" تبارك باسم الرب جاء لكل الناس، وكل الناس ما زالت تنتظره ليخلّصها من الاضطهاد والمعناة وكثرة الشرور والآثام، لأن الآثام كما جاء في إنجيل متى : "ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين"،

فطوبى لأولئك المضطهدين في الأرض، المشردين والمطرودين الذين يعذّبون بسبب إيمانهم، لأنهم سيمنحون الحياة الأبدية عند عودة المسيح، لأن عذاب المؤمنين بالمسيح يكون على يد أهل الظلمة الذين كفروا بمجيئه فانهالوا على رعيته المؤمنة به ضربا وقتلا وتمزيقا وتشتيتا، كما قال يسوع في الإنجيل الطاهر عن العبد الرديء: " و لكن إن قال ذلك العبد الردي في قلبه سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب العبيد رفقاءه و يأكل و يشرب مع السكارى"،

وقال أيضا: " وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي (المسيح ) لذلك قال يسّوع : " لا تقاوموا الشريرين من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر، وأيضا: " ومن سخَّرك ميلاً فامش معه اثنين، ومن سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تمنعه "،
وكما قال : "طوبى للمساكين بالروح ،لأن لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى، لأنهم يتعزون. طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش الى البر، لأنهم يشبعون . طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون .

طوبى لأتقياء القلب ،لأنهم يعاينون الله.. طوبى لصانعي السلام،لأنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من أجل البر . لأن لهم ملكوت السموات . طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات .

فأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" ، فالذي يحب الله والمسيح يحب السلام ويصنعه بين الناس ، لأن السلام هو المحبة، والمحبة هي الله، ومن يحب السلام والمسرة للناس فهو يحب الله، وأيضا يحب الذي أرسله ليعمل بمشيئته، لأن من أرسله الله يحب هو أيضا الله ويعمل لأجله، وأيضا يحب كل الرسل الذين بشّروا بظهور وعودة المسيح في آخر الزمان، ليرفع الظلم عن البشرية التي أضحت فريسة العشّارين والمرابين ورؤوس الأموال وبائعي الأجساد البشرية، لأن الرسل كلهم أيضا من عند الله،

لذلك كل من يعمل الحروب والفتن هو عدو الله وهو يبغض أحباء الله، ويخالف تعاليم الإنجيل التي هي تعاليم يسّوع المسيح بقوله : " سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين، لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم، أليس العشارون (الظالمين) أيضا يفعلون ذلك، وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون"،

وأخيرا قال يسّوع لمن يسمع كلمته : " فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب" فعيد ميلاد سعيد لجميع المؤمنين بيسوع المسيح ومجيئه وعودته الثانية، ليقضي بين الأحياء والأموات، ويخلص المضطهد البائس من سيده الظالم ، وكل عام والبشرية جمعاء بالف الف خير وروح يسوع ترفرف على جميع المعمورة المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة‏ والسلام .

 

תגובות

מומלצים