احتفاء كوني بابن السماء!

04.06.2019 מאת: شاهين شاهين الاْردن
احتفاء كوني بابن السماء!


( جنون لغوي في زمن القتل )
( مشهد من رواية زمن الخراب )


محمود شاهين

ذاهنت ملكة الألوان الملك راجية أن يتيح لها نزع ألوان الحداد ، لتصبغ المعراج لبرهة بالألوان . أذن الملك لها بالبرهة كرمى لابن السماء ، أشارت بحركة من يدها وشمخت برأسها وارتعشت ، فأضفت على المعراج كل الألوان . تضرج الكون ، كل الكون ، وتلألأ بالألوان الألوان ، وراح يلثم عيني الطفل ، فلثم الطفل عيون الألوان .

أبرقت ملكة السراب من أفق عانقت فيه السماء كثبان الصحراء ، فبدت وكأنها بحر سطعت عليه أشعة وضاء ،حسرت الألوان ألوانها ليلف المعراج السراب بألوان الحداد ، قهقه الطفل ، والسراب يدغدغه ، فقهقه الكون والمعراج .

انتفضت ملكة السديم وذاهنت السديم .احتشد السديم مزغرداً من  كل فج ، وشكل هودجا للطفل يقله براق ، وتحف به فراشات من سديم مهاق ، اعتلى الطفل الهودج باسما فانطلق البراق . ضحك الطفل ولوح للكائنات بيد مهراق !

طفح الكيل من السديم بالينابيع والشلالات والأنهار ، فصبت على جانبي طريق المعراج مطرا هراق . تمايل سنا أسراب شعل النيران وتراقصت حوريات الماء في ماء رقراق ، وحلقت في سماء المعراج أسراب القاق ، فضجت القلوب والحروف والقوافي والأطباق بالقافات ، فضج الكون والكائنات بالمرح والجنون والقيق والقاق ، وبين السديم وطفل السماء طاب في الهودج على أحنحة البراق العناق .

هاجت في الأكوان المحيطات ، وثارت الدلافين والأسماك ،وتلاطمت على الصخور الأمواج ،والتجت مياه البحار، ومخرت الحيتان العباب ،وفاضت على رمال الشطآن اللجاج ، ومارت في الأفلاك أقمار ، واضطربت في السموات كواكب ونجوم ، والتمعت بروق وقصفت رعود وناحت كلاب وعوت ذئاب وثغت معز وماءت قطط وحنًت نوق ورغت نعاج ، وتذاهنت وحوش مع طيور ونباتات مع خيول ، وماد في الكواكب أديم واصطخبت حول القصر أصوات عجعاج ، وأقبلت من المشارق أعاصير وهطل من المعصرات مطر ثجاج ، وسفت الريح في الصحاري الرمال ، فعلت في الفضاء عواصف وارتفع العجاج ، وتأججت في السماء شعل النيران ، فاضطرم الأجاج ، وهدلت حول العرش أسراب اليمام ونعق البوم ونعب الغراب ، وشدت النوارس والحداء ،وغضب العنب والبرتقال ، وانفجر العدم بالبكاء وتصدع في مرايا النفوس الزجاج .

وهامت في كواكب الإنس أرواح وانتفض في الأجداث رميم العظام ، وأطل على الأكوان نور نبي وأشرق في السحاب وجه يسوع وخيم على السماء جلال العذراء ، وهتفت باسم دمشق الجراحات ، وأشرعت للطفل حضنها سيناء ، وأحنت لبوذا أغصانها الأشجار ، وكبر لاوتسه باسم التاو ،ولاح في الغيهب السحيق وجه براهمان ،وسبح باسم أهورا مازدا وإندرا ، مترا وأهرمان وزرادشت والنار ، وأّنّ في أعماق الأرض تراب الشيرازي والكندي وابن العربي وابن الفارض والجيلي والخيام ، وصرخ باسم الله رفات الحلاج .

فالتعجت في جروح دمشق اللواعج واعتلج في قلوب الملحدين المؤمنين والمؤمنين الملحدين اللعاج ، وذرف جبريل والملائكة عدا اسرافيل في عرش الله الدموع وازدحمت في مملكة السحر الكائنات ، ليعم الكون الإحتجاج ، فتلجلج في طريق الموكب السماوي المعراج !!

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים