المتشابه في آيات القران الكريم

20.05.2020 מאת: عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بغداد
المتشابه في آيات القران الكريم

 

المتشابه في آيات القران الكريم


(الحلقة الأولى )

ان الإعجاز في لغة القرآن التي حفظها بلغة العرب ومفرداتها جاءت بصور عديدة لا نكاد نحصي منها الا وجاءت صورة أخرى تضيف الى معانيها كماً ونوعاً من الكمال والقدرة والتعجيز ، ولربما كانت المتشابه في آيات القران الكريم التي وردت في اكثر من سورة لنفس الحدث واحدة من هذه الصور العديدة.

والمتشابه لغةً ، مأخوذ من الشبه والتشابه بمعنى المماثلة في الصفات ، والتعريف اصطلاحاً على انه ما  استأثر الله بعلمه ، او ما احتمل اكثر من وجه وما احتاج الى بيان ، بردِّه الى غيره. 

والمتشابه اما ان يكون باللفظ فيصيبه الغموض بسبب اللفظ وإما ان يكون بالمعنى فيرجع الى جملة الكلام وتركيبه من بسط واختصار ونظم ، ولربما يأتي المتشابه في جهة اللفظ والمعنى معاً.

وبالعودة الى القران الكريم فالآيات المتشابهات هي التي تحمل اكثر من تفسير كما في قول الله تعالى في سورة آل عمران ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذّكر الا أولوا الألباب ).

وهنا جاءت الآية القرانية على مذهبين في التفسير أولهما الوقف ، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى هو اعلم بتأويله وان ما تشابه منه لا يعلمه الا هو سبحانه، اما الثاني( والراسخون في العلم ) وهو كلام مبتدأ ومستأنف معطوف على قوله تعالى ( وما يعلم تأويله الا الله ) وبذلك يكون المعنى ان المتشابه في القران يعلمون  في تفسيره الراسخون في العلم .

وقد قال ابن عباس ( رضي الله عنهما) أنا من الراسخين في العلم والذين يعلمون تأويله  وصدق رضي الله عنه فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا له فقال( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ).

وهنا لابد ان نقف الى الاستنتاج الهام بان الذين ذهبوا الى حصر علم التأويل في حق الله سبحانه وتعالى إنما يقصدون بذلك التإويل بالمعنى الثاني اي الحقيقة التي يؤول اليها الغيب وهذا امر لا يختلف عليه اثنان ، لان حقيقة الغيب لا يعلمها الا الله ، أما الذين ذهبوا الى انه يمكن للعلماء العلم بالتأويل فانهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الاول اي معنى التفسير وهذا أيضا لا يختلف عليه اثنان.

وخلاصة القول فأن المتشابه في القرآن لا يتنافى مع المحكم فالقرآن كله محكم بمعنى انه متقن غاية الاتقان وهو أيضا متشابه بمعنى انه يصدق بعضه بعضًا ، اذا ما عرفنا اصطلاحاً ان المحكم ما عرف المقصود منه والمتشابه ما غمض المقصود منه.

ولنا حلقة أخرى لبيان الأمثلة التي وردت بهذا المعنى من المتشابه في آيات القران الكريم وما خفي بنفس اللفظ لتحمل اكثر من تفسير لها.

نفعنا الله واياكم وعلمنا من دينه ما لم نكن نعلم والحمد لله رب العالمين .

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים