المغامرة

04.05.2019 מאת: امال ابو فارس
المغامرة

 

"حوشيلنا شويّة بردقان عن الشّجرة... عندي ضيوف"!
رمى بالأمر واستدار عائدا من حيث أتى...!

أنا!؟...أنا أقطف برتقالًا عن الشّجرة؟! وفي ساعات اللّيل الحالكة؟! ...تلك الّتي تخافُ الظّلمةَ؟!...تلك الّتي ترى أشباحًا تلاحقها لو أسدلَ اللّيلُ ستارَ العتمة بينَ فيافي المدى؟! إنّها تخافُ العودة وحدها ليلًا، يسقط قلبها بين رجليها وهي تقطع الطّريق القصيرة المؤدّية من "رأس الشّارع إلى البيت" فتدخلُ بسرعة البرق وتوصدُ البابَ خلفها بالمفتاحِ حتّى لا يلتقطها الشّبحُ بيديه العملاقتين!

... مضت دقائقٌ قصيرة وأنا أفكّر كيف سأقطف "البردقان" عن الشّجرة في عزّ اللّيل! أخذ قلبي يخفق ويخفق... سمعت طرقاتِهِ تملأ فجواتِ جسدي! 
... ها هي تجمّعُ بعضًا من شجاعتها...تشقُّ البابَ... تسترقُ النّظرَ خارجًا بحذرٍ، لكنّها لم ترَ إلّا الظّلامَ الدّامسَ، والاشباحَ المتربّصة خلفَ الأشجارِ! فتغلقُه بسرعة البرق بالمفتاح! 

لم أجرؤ على الخروج؛ فقلبي أضعف بكثير من خوض هذه المغامرة!! لم أفكّر حتّى بتكرارِ المحاولة!
جاء بعد برهة قصيرةٍ ... وقال: "حوشتي البردقان..."؟ لم أجرؤ على البوح! فخوفي منه كان أكبر بكثير من الغوص في العتمة! 

: "يلّا.... إسّا....."!!

أخذت صحنًا من المطبخ، فتحتُ البابَ ورميتُ بنفسي بين أحضان العتمة كمن يرمي نفسه من الطّائرة بدونِ مظلّةٍ! ... ركضتُ مسرعة في اتّجاه الشّجرة... أخذتُ أمشقها وأمشقها ....امشقُ "البردقان" وأرميه في الوعاء! ولساني يهذي ويردّد:  "بسم الله الرّحمن الرّحيم! بسم الله الرّحمن الرّحيم!.... بسم الله الرّحمن الرّحيم!.... بعدد حبّات البرتقال الّتي سقطت في الصّحن، ... لا أذكرُ  كم حبّة قطفت! ولا أدري إذا كنت قد ملأت الوعاء أم لا....! 


 

תגובות

מומלצים