بَيْروتُ تَحْتَضِنُ الغُرَباء والزّائِرينْ،

10.08.2020 מאת: بروفيسور لطفي منصور
بَيْروتُ تَحْتَضِنُ الغُرَباء والزّائِرينْ،

 

بَيْروتُ تَحْتَضِنُ الغُرَباء والزّائِرينْ، تَلْعَقُ جِراحَها وَتَسْتَكينْ، آهِ يا بَيْروتُ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمينْ، أنَّكِ في قَرارِ القُلُوبِ تُقيمينْ، وَفي عُيونِنا أيْنَ رَحَلْنا تَسْكُنينْ، نُفاخِرُ بِكِ الدُّنْيا يا زَهْرَةَ الْياسَمينْ، يا أُمَّ الْحَضاراتِ يا مَوْئِلَ الْعُلَماءِ العامِلِينْ، أَيْنَ الأَوْزاعِيُّ يُشْهِرُ سَيْفَهُ في وُجوهِ الْمُعْتَدِينْ، أيْنَ البُسْتانيُّونَ واليازجِيًّونَ وما سَطَّروا منِ عِلْمٍ وَمَعاجِمَ، وَمُوَسّعاتٍ دُرَرًا في قَلائِدِ العربيَّةِ مُعَلِّقونْ، أيُّها المُتَرْجِمُ الإلياذَةِ سُلَيْمانُ رَمُزُ العَظَمَةِ غادِرْ مَضْجَعَكَ وانْظُرْ بيروتَ، وأخْبِرْ هوميروس عن فِعْلِ الجاهلينْ، وَأنْتَ أيُّها الأبُ الصَّديقُ كَم حَنَوْتَ عَلَيْنا بما كَتَبْتَ  أيُّها المارونُ يا أبا مُحَمَّدٍ أيْنَ “الرُّؤوسُ” فَرُبَّما الْتَهَمَها .حَريقُ الْعاتِينْ.
وَجُبْرانُ يَبْكِي، ونَبِيُّهُ يَنوحُ، ومَواكِبُهُ رَحَلَتْ تستغيثُهُ لِلُبْنانَ صائِحَةً: وَيْحَكَ يا جُبْرانُ أخبِرْ مَيًّا أَنَّ عَرُوسَ الشَّرْقِ بيروتَ قَدْ كَحَّلَتْ عَيْنَيْها بالرَّمادِ بِفِعْلِ الطّاغينْ.
وَشُحْرورُ الْوادي يُجَفِّفُ دُموعَهُُ، وَكم له من يَدٍ، وَنَهْرُهُ قدْ جَرَى دَمًا مِنْ قَلْبِ بَيْروتَ النّازِفِ، وقدْ أمْسَكَ بِمِنْديلِهِ مُلَوِّحًا مُنْشِدًا:
أَخِي إنْ ضَجَّ بَعُدالحَرْبِ غَرْبِيٌّ بِأعْمالِهْ
وَقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وَعَظَّمَ بَطْشَ أبْطالِهْ
فَلا تَهْزَجْ لِمَنْ سادُوا 
        وَلا تَشْمَت بِمَنْ دانا
بَلِ ارَعْ صامِتًا مِثلي    بِقلبٍ خاشِعٍ  دامِ
         لِنَبْكِي حَظَّ مَوْتَانا
وَمِثْلُ شَقائِقِ النُّعمانِ التي تُشَقِّقِ الصّْخُور لِتَظْهَرَ مُرْتَدِيَةً ثَوْبَها الأُرْجُوانِيَّ الرّائِعَ، كذالِكَ بَيْروتُ سَوْفَ تَخْرُجُ كالماردِ من قَعْرِ المُحيطاتِ لِتَبْنِيَ نَفْسَها، بِسَواعِدِ أهْلِها، لِتَعودَ عَروسَ الشَّرْقِ. ةاللّهُ ولِيُّ الصالحينَ.

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים