تاجر الحمير وحواجز الأمن

05.05.2020 מאת: نبيل عودة الناصرة
تاجر الحمير وحواجز الأمن

 قصة من الأدب الساخر: نبيل عودة

كان جلال صاحب حمار يتنقل به بين حزب قومي عربي وحزب صهيوني يهودي، رغم ان الحواجز كثيرا ما تغلق الا انه متقد الذكاء ودائما يجد طريقة للدخول والخروج من والى وهو راكب على حمار.

عُين قائد جديد للحاجز ولاحظ ان جنوده يعطون لراكب الحمار حق المرور وقتما شاء وكيفما شاء، دخولا وخروجا، وتساءل: هل اسقط الجنود التشديدات الأمنية؟ الا يعقلون؟ سأحاسبهم حسابا عسيرا. لعله ينقل مواد حربية هذا العربي الذي يبدو غبيا. يجب ان افتشه شخصيا. ترى ماذا ينقل على حماره حتى يجعل الجنود يسمحون له بالمرور وهم يضحكون ؟

كان يبدو جلال فقيرا وبائسا مثل حماره، لكن المثل العربي يقول "يا ما تحت السواهي دواهي" والقائد تعلم ان لا يثق بالمنظر البائس لأي عربي.
راقب مرات عديدة عبور الحمار وراكبه البائس دخولا وخروجا، وكيف يرحب به الجنود ويناولهم من خرج الحمار علب لم يعرف في البداية ما هي.

 قرر ان يفحص ما يجري. ليتأكد هل يرتكب جنوده حماقات قد تكون قاتلة لهم او لغيرهم من أبناء إسرائيل؟

لم يكن صعبا ، بعد التحقيق الأولي ان يكتشف ان راكب الحمار يقدم هدايا من علب دخان فاخر لجنود الحاجز وهذا أشبه بتصريح مرور. غضب القائد وطلب ان يحضر جلال وحماره الى مكتبه. 

- كيف تنجح بالمرور رغم ان الحواجز القومية بيننا مغلقة؟
- يا سيدي انا رجل فقير يشفق على الجنود فأمر.
- لكني وجدتك تقدم لهم علب دخان فاخر؟ من اين لك هذا المال وانت ترتدي اسمالا مهترئة؟
- يا سيدي هذا لا شيء بل حسنة لمن يرحموني ويجعلوني أعبر.
- هذا مخالف للقانون وستعاقب عليه.
اخرج جلال ربطة دخان أمريكي فاخر من خرج الحمار وقدمها هدية للقائد.
-ما هذا صرخ القائد؟
هدية صغيرة من رجل غلبان؟

تأمل القائد ربطة الدخان، وحسب ثمنها، ووجد انها أكثر من معاش يومين في الشهر. سأل: -كيف تنجح ان تقدم هدايا دخان وانت فقير وتدب على عصا ولا تملك سيارة فاخرة بل مجرد حمار متهالك مثلك؟ كيف تربح الأموال لشراء هذا الدخان الفاخر؟

-اصارحك القول سيدي القائد على شرط ان لا تمنعني من المرور وسأقدم كل السجائر التي احضرها لحضرتك فقط؟
-حسنا .. اتفقنا.

-يا سيدي انا مجرد تاجر حمير، اشتري من الحزب القومي العربي حمارا عجوزا قربت نهاية أجله بسعر بخس جدا، وانتقل به عبر الحاجز الى رجال الحزب الصهيوني الذين يشترونه بمبلغ كبير ليلعب عليه الأولاد او يربطونه بحدائقهم ليشاهده من لم يروا حمارا في وطنهم السابق. وقبل عودتي اشتري حمارا صغير العمر وابيعه للحزب القومي بمبلغ كبير، بذلك احقق أرباحا كبيرة وشهرة كبيرة أني تاجر حمير بارع. وهكذا سيدي أكرر شراء حمير متهالكة وابيعها للجانب الصهيوني واشتري حمير شابة وابيعها للجانب العربي .. ولعلمك سيدي بسبب كثرة المخالفات أصبحت تجارة الحمير مربحة جدا .. وخاصة ان الحمير لم يشملها قانون القوميات، وهي معفية من الترخيص السنوي ومن التأمين والصيانة الميكانيكية، ولا تشملها مخالفات السير .. فلا أحد يميز بين حمار عربي وحمار يهودي .. لذا يجري التعامل مع الحمير بمساواة كاملة.

ضحك القائد من ذكاء جلال، وقال: -اذن لي ربطة دخان مع كل دخول وخروج؟

-بل ربطتين سيدي القائد!!

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים