لا يَمْدَحُ الأَسَدَ إلَّا أَسَدٌ مِثْلُهُ (بِتَصَرُّف)

08.07.2020 מאת: بروفيسور لطفي منصور الطيرة
لا يَمْدَحُ الأَسَدَ إلَّا أَسَدٌ مِثْلُهُ (بِتَصَرُّف)

 

قِصَّة قصيرة (زكريا تامِر)
لا يَمْدَحُ الأَسَدَ إلَّا أَسَدٌ مِثْلُهُ (بِتَصَرُّف)
رًُوِيَ أنَّ الأَسَدَ مَلِكَ الغابَةِ، أَرادَ أنْ يَحْتَفِلَ بِعِيدِ جُلوسِهِ عَلَى عَرْشِ الْمَمْلَكَةِ، فَجاءَتْ حَيَواناتُ الْفابَةِ - وَهُمْ رَعِيَّةُ الْمَلِكِ - لِتَهْنِئَةِ مَلِكِهِمْ بِهَذِهِ الْمُناسَبَةِ السٌَعِيدَةِ.
تَقَدَّمَ النَّمِرُ وَاعْتَلَى مِنَصَّةَ الْخِطابَةِ، وأخَذّ يُهَنِّئُ الْمَلِكَ ويتَمَنَّى لَهُ دَوامَ الْمُلْكِ، وَمُضاعَفَةَ قُوَّتَِهِ، والنَّصْرَ عَلَى أعْدائِهِ. سُرَّ المَلِكُ مِمّا قالَهُ النَّمِرُ وشكرَهُ عَلَى خُطْبَتِهِ الجميلَةِ.
ثُمَّ تَقَدَمَ الفيلُ فَهَنَّأَ وتَمَنَّى لِلْمَلِكِ العُمْرَ الْمَديدَ والْقُوَّةَ والْعَظَمَةَ.
وكادَ الاِحْتَفالُ يكتَفي بِما قالَهُ النَّمِرُ والْفيلُ، لَوْلا إلْحاحُ الْحِمارِ عَلَى المُشارَكَةِ في التَّهْنِئاتِ، فاقتَحَمَ الْمِنَصّةِ وَوَقَفَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْخَلْفِيَّتَيْنِ، وَرَفَعَ الأمامِيَّتَيْنِ وأخَذَ يَنْهَقُ بِبَلاغَةٍ عالِيَةٍ، وَلُغَةٍ جَميلَةٍ راقِيَةٍ خَلَبَتْ أسماعَ المُسْتَمِعينَ.
وَبَيْنَما كانَ الْحِمارُ يَتَحَلَّى في فُنُونِ القَوْلِ، وَقَدْ شَخَصَتْ إلَيْهِ الأبْصار، وإذا بِالأسَدِ يَثِبُ عَلَى الْحِمارِ وَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً صَرَعَتْهُ في الحالِ.
جُنَّ الشِّبْلُ وقالَ: لِماذا قَتَلْتَهُ يا والِدِي؟ وَاللَّهِ لَمْ يَقُلْ إلّا خَيْرًا!!!
الْتَفَتَ الأسَدُ إلَى ابْنِهِ الشِّبْلِ وقالَ لَهُ:
آهِ يا وَلَدِي! أنْتَ ما زِلْتَ صَغِيرَ السِّنِّ، فَافْهَم:
"لا يَمْدَحُ الأَسَدَ إلّا أَسَدٌ مِثْلُهُ"


آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים