مواقفنا تُعرّينا

01.04.2019 מאת: صالح أحمد (كناعنة)
 مواقفنا تُعرّينا

 

لاهــــونَ مَركِبُنا يَـرنــو لِماضيــنا
عافــونَ والـدّنيا كانَت بِأيدينا
.
أرواحُنا ما اهتَدَتْ تَشقى تُعاتِبُنا
ظمأى تُرجّي سَــرابًا  في بوادينا
.
ما مِن صَهيلٍ هنا يَحكي تَباسُلَنا
وهمًا جنوحُ الرّؤى يُغري تَرائينا
.
على جنونِ النَّوى نَقضي ويَسكُنُنا
ليــلٌ  نَلــوذُ به  نَطــويه  يَطــويـنا
.
نَسقيهِ ما نَسـتَقي من ظَنّنا شـغَــفًا
نُعيرُ لــونَ الرّدى معنى تَعازينا
.
كم لفّنا الصّمتُ في أفياءِ سَكرَتِنا
والصّمتُ روحُ السّدى تُحيي تَشظّينا
.
لا يبزُغُ الفجرُ حتى تنجلي حُلَكٌ
والنـّورُ يُهدي الرّؤى مَجلى تَصافينا
.
يا ليلُ ويحَ النّهى صَيَّرتَنا شَــفَقًا
كم كُنتَ كفَّ السـدّى تُذكي تَهاوينا
.
باتَت مَواجَعُنا للوهمِ تُسـلِمُنا
نشكو  مواقِـفُــنا باتَـت تُعَـرّينا
.
نمضي جنونُ الهوى يقتادُ خطوَتَنا
وما يُغَــذّي الهَــوى إلا تَـمادينـا؟ 

ويلاهُ ليت الهوى يُذكي مَواجِعَنا
أو لَـيــتَـهُ يُــغــني إلا تَـباكينا
.
عذرًا دمشقِيَ لم تفديكِ أمنيتي
وجمرةُ الحـسّ نُهـديها فَتُـشـقينا
.
عذرًا فنارُكِ لا تَـشـتاقُ أدمُعَنا
لو كانت الخيرَ ما ارتاحَتْ أعادينا
.
وغارت الرّومُ لم تَرجع لمَشرِقِنا
وما اسـتَـفادَت مَجـوسٌ من تَـلَهّــينا
.
وما استباحَ عَدُوٌّ أرضَ مقدسنا
وما اسـتَـبَـدّ غريبٌ في نواصيـنا..
.
بغدادُ عذرا ألِـفنا قَهرَ أنْفُسِـنا
فَمَـن يُعَــلِّـمُنا قَـهـر الهَـوى فينا
.
أو مَن يُعلّمُنا حرفًا  يُترجِمنا
جرحًا تَأبّى على معنى تَأسّـينا
.
والقدس تسأل عن جدوى تَحاوُرِنا
نحن الألى للسُّـدى صِرنا شَــرايينا
.
نُهديكِ ما لا نرى مِن عّذرِنا صفةً
وهـمًا ويَـبـقى بهـا زورًا  تَغَـنّيـنا
.
يا قدسُ كُفّي النِّدا ماذا سوى عطشٍ
يا جنَّةَ الأرض قد  يَجني تَراخينا
.
يا رعشة الموت مرهونٌ لها عنقي
ويصيرُ ليلُ الرّدى يُشـقي تَـناسـينا
.
كلّ الشّوارع قد ضاقت بأمتِعَتي
كيف ارتَضيتُ شرودي دونها دينا؟
.
يا (غَزّةْ) عزّ الصّدى من أحرفٍ صَمَتَت
أأقُصُّ عنكِ الرُّؤى واللّيلُ يَحوينا
.
شُقّي ثيابَ الدُّجى عودي مَرايا الفَضا
يَأتيكِ صوتُ الـنُّـهى.. كُنّاكِ كونينا
.
يا أختَ فجري أنا أحرقتُ أشرِعَتي
مُذ باتَ فيكِ المَدى مَعنى تَجافـينا
.
سكنتُ قلب الرّجا.. مَنحتُهُ لغتي
أَمَّلتُ فيهِ  الـنّـِـــــدا يَحـيا ويُحـيـيـنا
.
أمَّلـتُهُ أفُقًا مَعــنــاهُ لُحـمَـتُنا
تَزهـو ولونُ الهـدى فيها يُحاكينا
.
يشفي الجِراحاتِ في صَفحٍ ومَكرُمَةٍ
ويعودُ صوتُ الهـدى للحقِّ حادينا

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים