ورد

28.10.2019 מאת: عصام البيض
ورد

 

تلسعها أشعة الشمس وسياط زمن مرير، يهينها رجل أجلف يمتطي سيّارة، تتأفف في وجه الأرض شفاه العاهرات، وأمّي على الرصيف أمّنا جميعا، تنكّل بها الدنيا في بلاد المسلمين، والورود بين أحضانها للبيع وليست لها، للعاشقات المنعّمات في رغد القصور، للمرضى عند مصحات الشفاء لا الشقاء، ورجاء الأمّ العجوز في رغيف وبطاطس وغرفة تجمعها، تواري فيها الدموع وأثار السياط وتتوجّع الأمهات

ومن يسمع أنين الأرض غير فلّاح كريم، وجارها كان بخيلا ولها عيال مرضى، تركها الحليل باكرا خطفه الموت منها، إرتاح الرجل والمرأة في النار، لها الله كما لنا الله وعار علينا، نشهد عذاب الطاهرات ونستنشق الأريج، وأمي هوائها من مخارج العربات، تلّح في مطلبها تسد به جوعا، والبقال دائن وبائع الخضروات، من أجل ماذا يحترق الفراش...!

الدافع إملاق مجحف ولا زكاة، الناس أحبوا رصد الكنوز وعلى الرصيف روح، تتألّم في سكون وتلسعها الشموس، التي تنير حيوات الأخرين وتسلخ جلد الورود، ذبلت من كثير الضربات وعناء عظيم، ستختصم لدى بارئها غدا يوم الحساب، ثمن السيجارة يا سيدي يشتري كل الورود، ووشاح من زوجتك يسترها وتدعو لك، وصاحب البيت لو كان له قلب لأكرم مقام الأمهات، جعلوها تقتات على الفتات في كبد، كنّا كذلك وكنّا دراويش، أملنا في السماء أمّي وبستانك في جنان الرحمان الرحيم...
 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים