"رؤيا" "عبثيّة" "كارونيّة"

19.03.2020 מאת: ماهر فراج - الرامه
"رؤيا" "عبثيّة" "كارونيّة"

 

كأنّني طفلٌ في قُماطِهِ يستصرِخُ أمَّهُ، أنتظر قبلةً من شفتيها تطبعُها عل خدّيَّ بأخاديدِهما، فتُطمئِنُني في هذا الضّباب،

أهو ضبابُ ما قبلَ القيامةِ بقليل؟ كأنّ مسرحَ اللا معقول ينتفضُ على أركانِه ليعلنَ عن لا معقولِهِ الأخير،

أهو انتحارُ ظلالِ "بيكيت" مِنْ على قممِ الافرست قاذفا نفسَهُ في "الروضةِ الرضويّة "؟ أم طيفُ "سارتر" قابعٌ في إحدى زوايا "دربِ الآلام" حيث الرّجوعُ الأخير يردّد تعويذتَهُ الشّهيرة "الوجودُ ليسَ إلا عبثًا، والوجودُ الإنسانيُّ كلُّه لا داعيَ له فهو مُجرّدُ سُخفٍ لا تَلقى أيَّ تفسيرٍ يقنعُكَ بضرورتِهِ"،

أو انعكاسُ "بريتون" مُتَّكِئٌ على برجِ "فيزا"، يتوسّلُ من خلالِ نُقطةٍ في دماغِهِ تائهًا بينَ تناقضاتِ الوجودِ العدمِ طارحًا "مصادفتَه الموضوعيّة" من خلالِ حُلمٍ غيرِ مفهوم،

أو لعلّهُ شبحُ  "تريستان نزارا" يدعونا لعشائِهِ العلنيِّ الأخير فوقَ كتفَي "تمثالِ الحريّة" يمتطي لعبتَه الخشبيّةَ على شكلِ حصانٍ جنيٍّ وهو شاخصٌ بهستيريا سوداءَ مرّةً في "كاتدرائية القديس باسيل" وتارةً  في  أحضانِ "البيتِ العتيق" يرتّل  على ألحانِ هيفاء وهبي ترتيلةَ بَعثِنا الأخيرة:

"كلُّ شيء يساوي لا شيء إذن: فاللاشيء هو كل شيء، ويستغيث ويناجي علّ أحدا يبني سورا "صينيّا" جديدًا ومن نوعٍ آخرَ يكتنفُ الكونَ ويحميه!
 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים