إِغْــتِـــيــالُ بُـلْــبُــل
حـيـفـا!
إِغْــتِـــيــالُ بُـلْــبُــل
حيـفـا ! أتـيـتُـكِ قي ضحًى مُـتـهـلِّــلِ ... يا درةَ الـزمَـنِ الجمـيـلِ الأمـثـلِ
فـيـك الحـضـارة أشـرقَــتْ انــوارُها ... فـوق المَـدائن في الـزمـانِ الأولِ
فَــــنٌّ وإبـــــداعٌ وثــــورةُ ثـــــائـــرٍ ... في قـالـبٍ مُـتـجـانــسٍ مُـتـكـامـلِ
فَـلَـكَـمْ سَـعـيـتُ إلى الأَحِـبَّـةِ هائـمًــا ... والشوقُ نارٌ في الفؤادِ المصطلي
فَـأَرى عـلى (الـهــادار)أيـــاتٍ لـنــا ... صُــوَرَ الأحـبـةِ عـندَ ذاك المدخلِ
فَمِنَ البيوتِ تُـطِـلُّ أطـيــافُ الـمُـنى ... أُمي وأخـتي في فِـنـــاءِ الـمـنــزلِ
وأرى بِـســاحةِ بَـيْـتِـنا صـيـصـانـنا ... ودَجـاجـتي مـشـغــولـةً بالـبُـرغُـلِ
فَــأَنــا وأُخـتي حــول أمي دائــمًـــا ... ونـقــول للأفــراحِ لا لا تـرحــلي
أُمي أراهـــا في لــبـــاسٍ أخْـضــرٍ ... في هـدأةِ الصبحِ الجميل المُخْـمـلِ
وَبِـبَـســمــةٍ وضّـــاءةٍ لا تَـخــتَــفي ... وتـقـولُ للـشـمسِ المضيئةِ أقـبـلي
والعَـصـبـةُ الخـضراءُ فوق جبينها ... والوجـهُ يـقـطــرُ بالـنّدى المتهلِّــلِ
وأبـي أراه بـهـــيــبـــةٍ عــربــيّـــةٍ ... بِـشــواربٍ كـانت مَحَـطَّ الأجْــدَلِ*
يـمـشي كأَنَّ المجـد يـمشي خَـلـفـه ... مِن عزمِهِ خُلقـت صخورُ الأَجْـبُـلِ
والـسـنـديـانةُ قربَ بَـيـتـي لم تزلْ ... فـيـهـا بـقـايـا مِنْ عـبـيـر الكـرمــلِ
سبعونَ عامًا بَــلْ تــزيد ولم تَـزلْ ... حيفا ويـافـا مع سفوحِ المجـدَلِ (م)
تـرنـو إلـيـنـا والحـواجــز بـيـنـنـا ... والــدمـعُ أزرى بـالعـيــونِ الـذُّبَّــلِ
فَـيـعــودُ لي أمسي بِـكــلِّ مَــرارةٍ ... يَـأتي عـلى الأرواح مـثلَ الحنظـلِ
(حَيُّ الكـنـائس) كَــمْ أهـيـم بأَهـلهِ ... وأَذوبُ شــوقًـا في حَـنايـا السّـاحلِ
وإليك يا (واد الصليب )صـبابَـتي ... بِـصـفـاء قـلـبِ الراهِـبِ المُـتَـبَـتِّـلِ
وأحِـنُّ (لـلـنـسـنـاس) في أفـيـائــه ... وتـنـفُّـس الأشجارِ في صُـبْـحٍ جَلي
مِنْ فوق جسْرِ الشلِّ أرقُـب طيفها ... تـأتي إليَّ بـشـعـرهـا الـمُـسـترسلِ
(حلِّيـصة) الحبِّ الـبريء حـيـاتنا ... تـرنـو إليَّ بِـرقــةِ الـقـلـبِ الـخَـلي
هـذي الأمـاكن لم تـزل تروي لنا ... قصصَ التآمــر في اغتيالِ البُـلبُـلِ
مـا زالـتِ الأيــام تـشـهــد للـمَـلا ... حتى الرياح من الجنوب وشمألِ(م)
أَنّــا طُــردنــا عُـنــوةً وبِـقـســـوةٍ ... وتَـفـنَّـنــوا في قـتــل شَـعْـبٍ أعزلِ
وَتـبَـخَّــرتْ أحـلامُـنـا في لحظـةٍ ... مـع وعْـدِ بَـلـفـورالصفـيقِ الأَرغَلِ*
وتَشـتَّتَ الشعبُ الجريحُ ولـم يَـرَ ... يــومًــا هـنـيـئًــا في الـزمان القابلِ
فَـأمــامَــه نَـفَــقٌ طـويــلٌ مـظلـمٌ ... والخَـوفُ يكـبـرُ في دُجى المستقبلِ
والحاكـمـون بِـأرضنا في غَـفـلةٍ ... قَـتَـلـوا بِـقـلـبِ الـشـعـبِ كـلَّ تفاؤلِ
هَـلّا لــنــا مِـن عَــودةٍ يـا أهـلـنا ... وتزول عن أرضي عصابةُ (نبتلِ)*
ويـعـودُ للأرضِ السلـيبةِ ْأهـلُهـا ... فـالـقـمحُ في شـوقٍ لصـوتِ المِنجَلِ
حيفا ! سَـنـرجِـعُ للديـار حبيبتي ... وعْــدُ الإِلـــهِ مـع الخميـسِ الجحفَـلِ
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
