وحدة معروفية درزية تنطلق من مدينة الكرمل
صباح السبت 10 تشرين ثاني ابتدات الوفود الدرزية من الجولان والجليل والكرمل تصل الى ساحة البلدية وبيت آل زيدان في دالية الكرمل . كان في استقبال الوفود رئيس البلدية واعضائها ومشايخ المدينة شبابها وكهولها...الآلاف المؤلفة من المشايخ المتديننين ومن الاخوان الزمنيين تجمهروا في عرسا عربيا درزيا صامتا صارخا في نفس الوقت كل واحد يفهمه على طريقته ومن منطلق اجتهاداته ان كانت دينية ام دنيويه.
هذه الوحدة الدرزية الضخمة براسة فضيلة الشيخ موفق طريف وفضيلة الشيخ صالح القضماني والقضاة الدروز الافاضل والاجاويد التقاه والشباب والكهول ان دلت على شيئ تدل على تضامنا درزيا صارخا ووحدة صف لم تكن سابقا. هذا التضامن الكبير مع المقدسات الدرزية , مع الارض والعرض , مع ام الشقف والزراعة, مع اهلنا في البقيعة. مع الزابود وساجور وحرفيش وجميع قرانا , تضامنا ايضا مع رؤساء مجالسنا ومع عمال وموظفي المجالس الذين لم يتقاضوا رواتبهم شهور طويلة. هذا التضامن يذكرني بمقولة للزعيم اليهودي موسا دييان (משה דיין) حيث قال في احد كتبه " ان الجراح الدامية سبب وحدتنا" .
الطائفة الدرزية تنزف دما منذ 60 عاما واليوم فقط اليوم نعلن عن وحدتنا المعروفية في مدينة الكرمل لتكون الانطلاقة الى النضال الكبير في سبيل مصالح الطائفة وخاصة المساواة التامة في الحقوق وقمع فكرة مصادرة اراضينا ومنع تدنيس مقدساتنا. قال لي احد المشتركين (سلمان خير حلبي) مسيرة الف ميل تبدأ بخطوة وهذه هي الخطوة الاولى في انطلاقة هذه المسيرة.
مشايخنا الافاضل وعلى راسهم فضيلة الشيخ موفق طريف الذين يعملون ليل نهار لرفع كلمة الدين وكلمة الحق وتقريب القلوب ورص الصفوف وايضا ينادون لعمل الخير والسلام بين الناس هؤلاء الافاضل الذين " يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر" لهم الفضل الكبير في هذه الوحدة ولهم الفضل الكبير في مسيرتهم الاخلاقية الدينية لنتذكر دائما وابدا بديننا بعاداتنا وتراثنا الاصيل.
حين قدم الوفد الدرزي الى مدينة الكرمل يراسه فضيلة الشيخ موفق طريف والشيخ صالح القضماني والقضاة الافاضل ومشايخ الدين عادت بي ذاكرتي الى عشية معركة بحمدون في الشوف الاشم حيث قاد المشايخ الى هذه المعركة المصيرية حتى النصر فضيلة الشيخ ابو محمد جواد (اسد الشوف) . وايضا تذكرت الشيخ ابو عادل نعمان عندما قاد المشايخ الى تحرير قبر الامير السيد في عبيه آمل بان شيخنا الجليل وبهمة مشايخنا الافاضل ان يحذو حذوهم وان يقودوا نضالنا حتى الحصول على ما نستحقه كمواطنين في هذه الدولة الا وهي المساواة التامة وانقاذ اراضينا من المصادرة وتوفير العيش الكريم لابناء طائفتنا.
من شدة الحماس والاعتزاز بطائفتي وشيوخها ومن هذا المشهد الرهيب ونور المشايخ المشع تذكرت عطوفة المجاهد الكبير سلطان باشا لاطرش وخطبه الحماسية الوجدانية التي تتلائم في هذه المواقف حيث قال في خطابه عشية اعلانه للثورة العربية الكبرة بعدما اسندت اليه قيادتها:
" الى السلاح ايها الوطنيون, الى السلاح تحقيقا لاماني البلاد , الى السلاح تاييدا لسيادة الشعب وحرمة الامة, الى السلاح بعدما سلب الاجنبي حقوقكم, واستعبد بلادكم, ونقض عهودكم, ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية, وتناسى الاماني القومية.... الى السلاح ايها الوطنيون لنغسل اهانة الامة بدم النجدة والبطولة. ان حربنا اليوم هي حرب مقدسة".
سلطان العرب ابن الطائفة الدرزية الذي تربى على الاصالة والقيم والتي منها الصدق والاستقامة والفضيلة وصون العرض والحفاظ عن الارض والتضحية بالحياة دفاعا عن الكرامة سلطان الذي نادى " الحق يؤخذ ولا يعطى" كم هي الصدفة مماثلة اذ اليوم تعيش الطائفة الدرزية في ظلم وسلب حقوقها ونهب اراضيها وتدنيس مقدساتها والتعدي على كرامتها من قبل المؤسسة ورجالاتها.
نحن بدورنا ننادي الى الوحدة الدرزية ورص الصفوف والى نضال درزي موحد للدفاع عن ارضنا وكرامتنا ومقدساتنا والحصول على حقوقنا السليبة. الشرف العظيم ان المشايخ الاجلاء يكونوا قادة لهذا النضال.
اننا نأمل ان يكون هذا اليوم تحولا كبيرا في تاريخ طائفتنا واستمراريته ضرورية آملين للجميع التوفيق والصحة والخير.