سلامة الإنسان في حفظ اللسان!!!

يقول تعالى في كتاب المبين‏:‏" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا"، وقال رجل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوصني: فقال له: "احفظ لسانك"، ثم قال: يا رسول الله أوصني، فقال...

29.11.2007 מאת: פורטל הכרמל והצפון
سلامة الإنسان في حفظ اللسان!!!

"احفظ لسانك"، ثم قال: يا رسول الله أوصني، فقال صلّى الله عليه وسلّم: "ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم".، لأنه ما من شيء أعظم من اللسان يأتي بالدمار ويخرب الديار ويجر البلاء ، وقيل ما حبس الله جارحة في حصن أوثق من اللسان، الأسنان أمامه، والشفتان من وراء ذلك، واللهاة مطبقة عليه، والقلب من وراء ذلك، وسجنه بطول صمته عن الكلام لقوله تعالى في القرآن :"فالينظر الإنسان مما خلق ... ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين" فالشفتان لسجن اللسان ووالعينان لتشهدان على ما يعمله وأيضا اذنان لتكونا شاهدتين على ما يقول، لقد زين بارئ الخلائق سبحانه بمشيئته الحكيمة الإنسان بنعمتي التفكير والتكلم، وفضله بهاتين النعمتين علي كثير ممن خلق تفضيلاً من أنواع الحيوانات وغيرها لكن ينبغي للإنسان أن يُحسن استعمال هاتين الموهبتين وأن يعرف أي الموهبتين أفضل، الكلام أم السكوت؟! سُئل الإمام علي بن الحسين (ك) عن الكلام والسكوت ... أيهما أفضل؟! فقال: لكل واحد آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضلُ من السكوت، قيل: كيف ذلك يا أمير المؤمنين؟! قال: لأن الله عزوجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ... إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استُوجبَت ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت، إنما ذلك كله بالكلام! ما كنت لأعدل القمر بالشمس إنك تصفُ فضلَ السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت. واللسان جارحة عظيمة فيها يجترح الإنسان الخير والشر كباقي الجوارح السبعة ولكنه  أخطرها وأعظمها تأثيرا في شتى المجالات لأن اللسان هو ترجمان القلب والمعبّر عما يخفيه وهو سبب لحتف الإنسان في بعض الحالات كما قيل :"مقتل الرجل بين فكيه " وأيضا:" الإنسان بأصغريه قلبه ولسانه " وقيل:" لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك "وأيضا:" لسانك أسدك إن صنته حرسك وإن خنته افترسك " والله خلق اللسان للإنسان ليكون له لغة تعبير ووسيلة إتصال مع الاخرين وآله يستعملها في نشر الفضيلة والخير وهي لغة الخطابة فالإنسان تميّز عن الحيوان بالنطق والكلام وهذا دلاله على رقيّه وتفوقه عن سائر المخلوقات لأنه هدف الله دون غيره ،  فالإنسان عليه أن يكون ضابطا للسانه لا يستعمله في الكذب لأن الصدق أجمل حلية يتحلى بها اللسان، لقول الإمام على بن ابي طالب (ك):"الصدق من الإيمان كالرأس من الجسد"، وأيضا لا يستعمله في الزور والبهتان والنمينة والغيبة والمزاح والهزل والسخرية والمساخر والإستهزاء والثرثرة والشتائم والقذف والسب والتشهير ولا في ثناء الإنسان لنفسه لأن مادح نفسه مذموم عند الله وعند العبيد،  ويجب عدم ذكر عورات الناس لقول الإمام الشافعي:                        لسانك لا تذكر به عورة امريء              فكلك   عورات   وللناس   ألسن وأيضا قيل :                      نزّه   لسانك  عن  قول  تعاب به             وارغب بسمعك عن قيل وعن قال  فسلامة الإنسان في حفظ اللسان لأنه كما قيل:" أشد الناس بلاء وأكثرهم عناء من له لسان مطلق وقلب مطبق ، فهو لا يستطيع أن يسكت ولا يحسن أن يتكلّم" ، وقيل :"إعقل لسانك إلا عن أربعة:  حق توضحه ، وباطل تدحضه ، ونعمة تشكرها ، وحكمة تظهرها "، فالكلام عشرة أجزاء تسعة أجزاء صمت والجزء العاشر قلة الكلام ، وقد عرف عن النبي  لقمان –ع-  بكثرة الصمت فدخل مرة على النبي داوود ووجده  يصنع درعا للحرب وداوود كان أول من صنع درعا حربيا لذلك عرف باسمه "دروع داوودية"، فلما كان الذي يصنعه داوود شيئا غير معلوم فلم يسأله لقمان عما يصنعه حتى أكمل صنعه وقال سيدنا داوود :"نعم درع واقي للقتال "، فعندها علم لقمان ما الذي صنعه داوود فقال :" الصمت حكمة وقليل فاعله "،لأن بالصمت يغوص الإنسان بفكره كما يغوص البحّار الى قاع البحر ليستخرج الآليء واليواقيت والأرجوان والعنبر، فهو القائل :"لا شيء أطيب من اللسان إذا طاب ، ولا أخبث منه إذا خبث" ،  فاللسان عضو صغير به يكشف الأطباء عن أمراض الجسد ، والحكماء عن أمراض النفس، واللسان هو الجهاز المسؤول عن حاسة الذوق في الجسم وبواسطته يميز الإنسان أنواع المذاقات والتي هي الحلو والمر والحامض واللحم والحرّيف، وهكذا أيضا اللسان ممكن أن يكون حسب هذه المذاقات ، فجمبع الفتن والمشاكل نابعة من اللسان، لأن اللسان إذا خرج عن سيطرة العقل صار كالمنجنيق الذي يرمي عشواءي ويحرق ويدمر ، ونحن في عصر يسيطر فيه الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، مما يزيد الوضع سوء بسبب  التفوهات الخطيرة التي يطلق لها العنان تحت ما يسمى حرية الرأي وحرية التعبير، وأيضا ما يقوم به البعض من نشر مناشيرفيها قذف وتشهيروتشكيك وتخوين لأناس يقومون بخدمة مجتمعهم فالقلم كما قيل:" أحد اللسانين" ،  مما يسبب  تفريق وتمزيق وحدة الصف ويؤدي الى إيقاع الفتنة والخلف مما يورث الفشل ويحبط العمل، وكأننا أصبحنا نعيش في غاب ينهش الجميع ببعضهم  كوحوش كاسرة كل واحد يريد أن يوقع بالاخر ضحية، فيكثرالتهديد والوعد والوعيد، فيتسلط الخوف والرعب، والقتل والدمار، فنرى الدول تخوض معارك ومشاحنات كلامية فيما بينها ثم تتحول الى حروب دامية، والفصائل السياسية التي تعلو المنابر وترعد وتزبد كما يحدث بين الفلسطينيين وبين  اللبنانيين وفي العراق بين الامة الواحدة في الدين والمعتقد  وفي دارفور في السودان وغيرها في جميع اصقاع الارض كما في إيران ومصر والنوبة والهند والسند وباكستان وأفغانستان وارض أفريقيا وغيرها الكثير ككوريا وكوبا وفنزويلا، وأيضا التهديدات الروسية الأمريكية فيما بينم بسبب تزاحمهم على السيطرة وموازين القوى، وما تصريحات الرئيس الإيراني الفارسي العجمي الاشوري الا لتصعيد الوضع من سيء الى أسوأ فهو لا يسكت عن تفوهاته التصعيدية الحرارية التي باتت تهدد بضربة أمريكية ذات دمار شامل للمنطقة التي لا يعلم بها غير الله ومن أوتي علم الغيب  ولا يمكن لأحد أن يسلم منها ، فالسيد نجاد حديث العهد لا يتعلم من أغلاط من سلفه كهتلر الذي وقف ضد العالم باسره وكان مصيره الاختفاء دون رجعة أوكالرئيس العراقي صدام حسين الذي  دمّر العراق بلاد الرافدين وزعزع أمن الامة العربية وأمن الشرق  وكان لسانه سببا لحتفه شنقا الذي صادف شروق أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم "الله أكبر"، فليت السيد أحمدي يضع عقله في رأسه وينظر الى أبعاد أقواله لقوله تعالى :" والعاقبة للمتقين" وأيضا قيل : اعقل وتوكل " فالامور تحتاج الى عقلانية وتعقل وحكمة ووضع الانسان نفسه في مقدارها لئلا يصبح معيرة وشماتة  للغير فكفانا شماتة بسبب تهورات قادة طائشين لم يعرفوا ان يرعوا أمتهم فادخلوها حروبا ضروسة طحنتهم تحت رحاها فنكسوا رؤوس امتهم وأنزلوها الى حضيض القاع ولم يعد يمكن اخراجها، فمهما يكن الانسان محقا فلا يخرجه حقه عن الصراط المستقيم فيقع بما هو أخطر ويعرض شعبه الى ما هو أعظم، فالقائد عليه أن يسلك بامته مسلك السلامة فلا يعرضها للأخطار دون اضطرار لذلك فالقيادة يجب أن تكون حكيمة لا يسيطر عليها الغضب والطيش والنزاقة والتسريع في الامور بل التروي في اتخاذ القرارات لما هو صالح للامة فما ينفع الامة عند ضربها بالنووي او غيره من اسلحة الدمار الشامل والغير تقليدي، ثم أن المسؤولين يطعن بعضهم ببعض ولا يوفون بوعوداتهم مما يشحن الجو بتضارب الآراء وهذا ما يحدث في قرانا في المجالس المحلية بسبب تهم الفساد الاداري إبتداء من الرئيس وإنتهاء بالموظف البسيط ، فالكبير يهين الصغير وبالعكس وتضيع الهيبة والمودة ومن المؤسف ان نرى في مجتمعاتنا حربا كلامية لا يعلم نهايتها الا الله ، فمن العار والعيب ان نطلق العنان لالسنتنا بحق بعضنا البعض ونجرد بعضنا من القيم والاخلاق" ليس هكذا تورد الابل" ليس هكذا تحل الامور وهي ان يوجه احدنا الى الاخر اصبع الاتهام في العبث في مصالح العامة فعلى جميع رجال الساسة ان يتعاملوا بالاحترام المتبادل والحوار للخروج من ازمات دون الانشغال بالشتائم والتهم ، فالمجالس والبلديات هي مؤسسات لادارة شؤون المواطن وتقديم الخدمات ليس اكثر ولا اقل وليس الهدف منها نشر الخلف بين مواطن واخر والاستخفاف به فلا نريد ان يتعاطى اي ممثل الخلف والصراع الشخصي فلا نريد ان نسمع او  نرى شخصا يشتم او يهين الاخر لا رئيسا ولا عضوا ولا ممثلا عن فئة واخرى  فالخلف يورثنا فقط الفشل والشقاق والتفرقة وكلنا ابناء جلدة واحدة اخوة في الدين والمعتقد واقارب في النسب والحسب وجيران واصدقاء وكما قال تعالى عمن يغتاب اخيه  : " ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه " ، وباختصارفبهذا الصراع الكلامي اصبحنا  وكأننا نعيش في اجواء معركة" هرمجدون" التي يعتقد اليهود بأنها الحرب النهائية لهذا العالم،وهذه الحرب تعني غضب الرب( وهي في المنظور المسيحيين المتجددين او المسيحيين المتصهينين واضعي فكرة عودة اليهود الى ارض اسرائيل وبناء الهيكل مكان قبة الصخرة والاقصى كشرط اساسي لعودة المسيح) مجزرة بشرية هائلة، أو حرب نووية يباد فيها معظم البشرية ( لذلك اليوم نسمع بالتهديد النووي في الشرق )، وهي حرب يأجوج ومأجوج والتي ستأتي بالدمار على البشرية جمعآء، فلنتق شر أنفسنا بضبط ألسنتنا،ولا نطلق العنان لمن أحقه الله بالسجن ولا نستعجل في محاسبة بعضنا، وإذا وجهنا ملاحظة فلتكن في نطاق الأدب وعن نية صافية وعدم التجريح والإهانة، لأنه في النهاية كل إنسان مسؤول عما ينطق به لسانه، ولسنا بحاجة لإذكاء نار الفتنة بيننا، فلا بد من يوم يكون فيه حصاد لما نقول، فلنعتبر لما يجري في فلسطين والعراق ولبنان بين الاخوة انفسهم مما حرمهم الامان والراحة والاطمئنان و كما قال الشاعر ابن المقري :                                                                        زيادة القول تحكي النقص في العمل                ومنطق المرء قد يهديه للزلل 

              فكم ندمت على ما كنت   فهت   به                 وما ندمت على ما لم تكن تقل

תגובות

6. roro לפני 15 שנים
7fth allsan
5. غدير قنطار לפני 16 שנים
للشيخ منير فرو
4. عامر לפני 16 שנים
سلامه النسان في حفظ اللسان
3. אבסם לפני 16 שנים
כול הכבוד
2. غدير قنطار לפני 16 שנים
للشيخ منير
1. רובי לפני 16 שנים
שיח מוניר

מומלצים