نظرة في الدّروز والحيط الواقف

ردا على تفوهات راب صفد اليميني المتطرف وادعائه بأن الدروز يقفون دائما مع الجانب القوي...أبناء المجتمع المعروفي القليل بعدده ، دائما وأبدا كنا السرارة التي تسند المدماك الأول لكل دولة أو أمبراطورية قامت في شرقنا وعلى مرالتاريخ ،وذلك لأننا نعمل حسب مقولة السيد يسّوع المسيح-ع- : " أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".

13.12.2007 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظرة في الدّروز والحيط الواقف

قال تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" وقال السيد المسيح-ع- : "أنتم نور هذا العالم "، فعندما كنت صغيرا كنت أذهب برفقة والدي –أطال الله عمره- الى العمل معه في البناء والعمار ، فأساعده في إحضار حجارة البلوك وتجهيز الطين ليبني به ، وكلما أراد أبي أن يبدأ ببناء المدماك الأول من الحائط ويضع خيط العمار بين الحجر الأول والآخر ليكون الحائط مستقيما ، يطلب مني أن أحضر له حجارة  حصى صغيرة (سرارة) ليضعها تحت حجارة البلوك لتقف متوازية حسب ميزان الماء.

قائلا لي : "يا ابني" سرارة بتسند أكبر حيط " ، فأقف حينها متفكرا في قرارة نفسي سائلا ذاتي : "كيف لسرارة صغيرة أن تسند حائطا شامخا ؟" ، ولكن أخرج مع ذاتي بعبرة : " أن الله القادر القاهر يجعل من الضعيف ما يعتبر به القوي ، وأن الله يضع سره  كما قيل :" في أضعف خلقه" ليظهر لخلقه عظمته, فهكذا نحن أبناء المجتمع المعروفي القليل بعدده ، دائما وأبدا كنا السرارة التي تسند المدماك الأول لكل دولة أو أمبراطورية قامت في شرقنا وعلى مرالتاريخ ،وذلك لأننا نعمل حسب مقولة السيد يسّوع المسيح-ع- : " أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".

وهذا هو شعارنا في كل دولة أن نكون امينين لكل دولة نعيش فيها بغض النظر عن العقيدة التي تدين بها حتى لو كانت مجوسية، فجنود القائد صلاح  الدين الأيوبي 1138) –1193 م) كانوا من أبطال بني معروف الموحدين، والذي انتصر على الصلبيين في  موقعة حطين مما جعله يقوم بتشييد مقام نبي الله شعيب إكراما لصاحب المقام وللدروز ،وبانتصاره هذا منع الصليبيين من احتلال القدس وأصبح مفخرة للأمة العربية بخلود الزمان، ثم المغول بقيادة جنكيز خان ثم هولاكو(1217-1265) اتثقوا بالدروز وقلـّدوهم المراتب العالية وأيضا لما جاء المماليك (1250-1517) استعانوا بهذه الطائفة المعروفية لإقامة دولتهم وكسر أعدائهم ، وأيضاالأتراك ( 1280 – 1922 ) علموا قدر هذه الطائفة فاستعانوا بهم لإخماد الثورات ضدهم.

وكذلك الأمير فخرالدين المعني الثاني الكبير(-1635-1572)- الذي قام باعمار لبنان ثقافيا واقتصاديا وعمرانيا ونشر التسامح الديني فبنى الجوامع والكنائس وأهمها كنيسة البشارة في الناصرة وهي ثاني كنيسة للنصارى من ناحية القيمة الدينية والتي منها كانت انطلاقة بشارة السيد المسيح برسالته وقد قاوم المعني  الحكم العثماني المستبد  الذي كان سببا لجهل ووحي ثقافة الامة العربية في الشرق ،وأيضا جاء العصر الشهابي ( 1516-1842) الذي ما زال لبنان يتغنى بعمرانه وفنه وقصوره وأقنية المياه والنوافير والتي جلبت للبنان السواح من كل العالم  مما زاد من اقتصاده.

وأيضا عندما قدم نابليون بونابرت القائد الفرنسي لأحتلال الشرق (1769-1821) وقف الدروز أمامه سدّا منيعا ومنعوه من إقتحام أسوار عكا مما أفشل حملته الإستعمارية على شرقنا وقد حاول نابليون أن يقنع الدروز من خلال الرسائل لأن يستجيبوا طلبه فرفضوا مما جعله يتوجه الى احتلال مصر ,ايضا تصدى الدروز لجيوش ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا الذي حكم مصر(1848) وقد كان الباني الأصل مما يدل أنه مستعمر وليس معمّر 

ومنعوه من احتلال سوريا  ثم جاء دور القائد والثائر الكبير ، عطوفة سلطان باشا الأطرش(1925) مترأسا أشبال بني  معروف الأشاوس ومحررا الأراضي العربية السورية من الإستعمار الفرنسي الغاشم ،الذي اهتزت المعمورة ببطولته وبطولة المعروفيين البواسل الذين كانوا يتصدون لدبابات وطائرات الفرنسيين بأبسط الأسلحة اليدوية.

وأيضا حرّر سوريا من حكم الطاغية أديب الشيشكلي(1954) والذي اغتاله البطل الدرزي نواف غزاله في البرازيل انتقاما لشهداء الدروز، ثم جاءت ثورة الأمير مجيد أرسلان والذي استطاع أيضا من تحرير لبنان ومنحه الاستقلال ورفع العلم اللبناني في بلدة " بشامون " ، ثم جاء دور دروز الأزرق والذين ساعدوا بدورهم الأسرة الهاشمية في تثبيت حكمهم .

وجاء  دور دروز إسرائيل والذين بقوا متشبثين في أرضهم ومحافظين على عروبتهم مسطرين بصمات الصمود حيث بقيت قراهم متجذرة في جبال الكرمل والجليل كتجذر السنديان والبلوط والصنوبر والزيتون  والارز وقد كان لهم الفضل الكبير في إبقاء العدد الكبير من القرى  العربية في أماكنها دون الرحيل كما كانت القرى الدرزية في زمن الاحتلال ملاجئا للمهجرين من ديارهم.

عاملهم أهلها معاملة الضيوف المحترمين ولبقاء الدروز في أرضهم  يقول الشاعر المعروفي والعربي الكبيرالاستاذ سميح  القاسم : " إذا كان التشبث بالارض خيانه ، فاني أعتز بأني أكبر خائن في العالم ، لأني أكبر  متشبث بأرضي  وبعروبتي"وأيضا كان لهم الفضل الكبير في تحقيق مفاوضات السلام بين إسرائيل والدول العربية المجاورة ولوفائهم وإخلاصهم جعل دولة إسرائيل تحترمهم.

وأيضا في حرب 1967 بقوا دروز هضبة الجولان صامدين في قراهم لم يرحلوا كغيرهم تشبثوا في أرضهم لتبقى خضراء تنبت التفاح والكرز من مياه ثلوج جبل الشيخ وتفتخر بهم سوريا الام وأيضا في عام 1982 عند غزو اسرائيل لارض لبنان بقوا الدروز في أراضيهم مكرمين يحمون من التجأ اليهم من باقي الطوائف التي لم تجد ملاذا الا بين أحضان بني معروف ،ثم لا ننسى الفضل الفكري والثقافي الكبير في مجال الطب والفلسفة والاجتماع والسياسة الذي قدمه المعلم والاستاذ الفيلسوف المغدور كمال  بك جنبلاط وأيضا ما قدمه في دعم القضية الفلسطينية،والوقوف الى جانب قاداتها وعلى رأسهم " ياسر عرفات "، وأيضا دعمه المستمر لزعيم أكبر دولة عربية ، الرئيس جمال عبد الناصر، ومده بالاراء والأفكار الاشتراكية الصائبة لقيادة الأمة.

وخلفه ابنه المحنك سياسيا رئيس حزب التقدمي الاشتراكي ، والمنتصر الانتصار الساحق في حرب الجبل في الحرب الأهلية على المخططات الامريكية التي أرادت تجزأة لبنان وتحويله الى طوائف مستقلة، فوقف وقفته الجبارة وبعزيمة بني معروف الاشاوس فحرّر لبنان من التدخل الاجنبي في لبنان ومنحه الاستقلال وقام مؤخرا بالمصالحة مع عدوه في حرب الجبل أمين الجميل والبطريارك الماروني نصرالله صفير لتوحيد لبنان واطفاء الطائفية، وأيضا ما قام به سماحة الشيخ محمد أبو شقرا شيخ العقل في توحيد الصف اللبناني والحفاظ على عروبته.

كما لا يمكن نسيان ما قدمه أمير البيان شكيب أرسلان للأمة العربية في أثناء الحربين العالميتين الاولى والثانية، وما قدمه أيضا من ثروة أدبية لا تكال بمكيال، وأيضا ما قدمه الأمير عادل أرسلان في الثورة الكبرى، وما يقدمه الأمير طلال أرسلان إبن الأمير مجيد أرسلان ، في الأحداث الاخيرة  التي جرت وتجري  في لبنان في ظل الفوضى الأمنية ، ومسلسل الإغتيالات الدامية ، وأكبرها حجما إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وأيضا في الفن والموسيقى والشعر والزجل والرسم فلا يمكن أن ننسى الموسيقار فريد الاطرش الذي أظهر معجزاته على آلة العود الة الموسيقى العربية وأيضا الشاعر سميح القاسم وطليع حمدان عملاق الزجل وهناك أيضا للدروز في المهجر وفي الاوطان العربية باع كبير في الطب وفي صناعة اعضاء بشرية وزراعتها وعلم الذرة والفضاء وهندسة الطيران والتكنولوجيا الحديثة لا يسع المجال لذكرها هنا.

وكانوا قد قدّموا للعالم خدمة لا تقدر بأثمان ،كما أن قرانا الدرزية تعتبر مراكز للندوات الادبية فها هو بيت الدين في لبنان يستضيف أشهر الفنانين والشعراء والكرمل الذي أصبح محجا للأدباء والشعراء في إسرائيل ولا ننسى دوربعض  النساء الدرزيات اللواتي خدمن البشرية في مجالات كثيرة لا مكان  لذكرها هنا ثم إذا رجعنا الى تاريخ الأديان ، فكان الدروز أول المسارعين في نشر كل دين يدعو الى توحيد الخالق.

حتى جاء الرسول الأمي العربي وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبشرا ونذيرا بدين الإسلام ليختم الشرائع السماوية جميعها ويخرج الناس من الظلمات الى النور ومن العذاب الى الثواب ومن النار الهاوية الى الجنة العالية ويحذرالخلائق بقرب الاخرة يوم تبلى السرائر وينكشف المخفي في الضمائر ويعرضون لا يخفى منهم على الله خافية، ثم يكون المأوى الدرك الأسفل من النار ثم لا يجدون لهم نصيرا،فدخلوا فيه أفواجا أفواجا لأنهم أنتظروا مجيء الأسلام لذكره في التوراة والانجيل وأنه يكون خروجه من جبل فاران في مكة على يد الفارقليطس أي محمد صلعم لان الفارقليطس أوالفارقليط كلمة يونانية تعني أحمد ومحمد ومشتقة من الحمد وهذا اسم الرسول محمد صلعم الذي جاء في الانجيل مسبحا ومكبرا للخالق،ثم جاء الفاطميون( نسبة الى السيدة فاطمة الزهراء أطهر نساء الارض رضوان الله عليها وإبنة رسول الله الأكرم وزوجة الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وإبناءها الحسن والحسين والذي الأخير منه يظهر الإمام المهدي المنتظر عليه السلام لينشر القسط والعدل على الارض بعد ملئها جورا وظلما)

ليعيدوا بناء الإسلام وأركانه فبنوا دار الحكمة في مصروجمعوا العلماء ونشروا العلوم على اختلاف صنوفها وبنوا الجوامع وشيدوها وأهمها جامع الأزهر وأقاموا الصلاة في أوقاتها والزكاة وواجباتها وجاهدوا في سبيل الله  وانتصروا على الخصوم وحجوا الى بيت الله الحرام وعمروا السقيات وامنوا الطرقات وكانوا أول من احتفل بعيد النبوي الشريف ليصبح سنـّة وما زالت مصر تفتخر بالاثارات الفاطمية، فنحن وبكل تواضع ، كنا وما زلنا العامود الاساسي الذي يرتكز عليه هذا العالم،لنصرة الحق ونشر الفضيلة.

ومن أجل ذلك اصطلحت جميع الأمم على تسمية الدروز بـ" بني معروف"لأننا كما قال السيد المسيح : " أنتم ملح الأرض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح "، فإذا كنا مع الحيط الواقف كما يزعم هذا الراب لجهله بتاريخ من أشادوا التاريخ والدول والأمبراطوريات ورفعوا منار الامم،وعملوا على نشر السلام والسعي من أجل تحقيقه بين الشعوب لتزول الأحقاد والضغائن التي يملأها  قلبه فيعلنها على الملأ ليخوّن الأمناء في البلاد ويتهمهم باناءه الذي ينضح بما فيه من البغضاء والحقد والكراهية لان عينه لا ترى النور وترجع خاسئة حسيرة، فهذا يدل على أنه لا يمكن لأي حائط كان أن يقف ويشيّد بدون الحصى  الصغيرة (السرارة) والتي هي نحن لأن السرارة كما قال لي أبي : " تسند أكبر حيط ".

תגובות

5. مجد وهبه לפני 16 שנים
شكر وتقدير
4. مهنا حلبي לפני 16 שנים
الدليه
3. امين زاهر לפני 16 שנים
شاعد على التاريخ
2. רובי לפני 16 שנים
ראיה
1. غدير قنطار לפני 16 שנים
للشيخ منير فرو

מומלצים