صَــرْخَــةُ حَــنــيــنٍ إلــى ألــزَمَــنِ ألــجَــمــيــلِ

أسيرُ في ألشوارعِ ألمُكْتظّةِ بوجوهٍ مخْتلفةٍومتنوعةٍ...ألمُكْفهرّةُ منْها وقدْ رسمَ ألبؤْسُ وأليأْسُ وتعبُ ألسنينِ ألتجاعيدَ عليْها,وألزاهيةُ ألراضيةُ ألمرْضيّةُ يمْلأُها ألغِبْطةُ وألسرورُ.

10.07.2011 מאת: عـــلـــوش حـــديـــد
صَــرْخَــةُ حَــنــيــنٍ إلــى ألــزَمَــنِ ألــجَــمــيــلِ

أما أنا فقدْ ركبني ألذُهولُ من هوْلِ ما رأيْتُ...ألمكانُ ما زالَ نفْسُ ألمكانِ على إخْتلافِ ألأشْخاص
وألبيوت وألشوارع وألزمان,لكنّي أضعْتُ تلْكَ ألوجوه ألمأْلوفة وصُعِقْتُ مِنْ وجوهٍ جديدةٍ أجْهلها
مُبْهمةٌ شاحبةُ ألوجْهِ ذاتَ تضاريسٍ لا تُفسّرُ ولا تُبشِّرُ بخيْرٍ بلْ تُنْذرُ بمستقبلٍ لعينٍ.
يا لهوْلِ ما أرى!...أمْ أنّ عيْنايَ ترْفضُ إدْراكَ ما جرى؟!...أمْ أنّ قلْبي ألصغير فشِلَ في إسْتيعابِ
ما حصلَ؟!...أيْنَ عاداتنا وتقاليدنا ألرائعة؟!...أيْنَ كلُّ تِلْكَ ألصفات ألجميلة ألتي كانتْ توحِدُنا
وتميزُنا عن سائرِ ألطوائفِ وألمخْلوقات؟!...هلْ أصْبحتْ مجرد شعارات؟!...أمْ أنّها  للأسف سقطتْ
معْ هُبوبِ ألرياح لتُصْبحُ بقايا ذكْرياتٍ؟!...كيْفَ بطيْشنا ألغيْر مبرر سفكْنا دماءَ تلْكَ ألصفات؟!...أمْ أنّها
ما زالتْ هنا تتألمُ وتبْحثُ عنْ بقايا إنْسان؟!...كيْفَ سمحْنا لأمْواجِ ألإنْسانية ألنقيّة أنْ تتحطّم وتتكسّر
على صُخورِ ألحقْدِ وألأنانية؟!...أيْنَ ألتقْوى ومخافة ألله؟!...أيْنَ ألقناعة وألنخْوة؟!...أيْن ألنوايا ألحسنة
وألمحبّة ألتي لا تنْتظرُ مُقابلاً؟!...أيْنَ ألتكاتف وألتضامن وألمساعدة ألتي لا تعرفُ حُدوداً؟!...أيْنَ حق ألجار على ألجار؟!...وأيْنَ إحْترام ألصغار للكبارِ؟!...وأيْنَ مشايخنا ألكرام وأيْنَ ألتواضع وحفْظ ألإخْوان؟!...وكيْفَ إخْتفى عنْ وجوههمْ معالمُ ألوقار؟!...أيْنَ بني معْروف مَنْ تغنّى بنبْلهم وكرمهمْ ألوفٌ وألوف؟!...أيْنَ إحْترام ألوالديْن وألبر وألإحْسان؟!...أيْنَ ألعيد وبهْجة ألعيد وعادات ألعيد؟!...أيْنَ ألروابط ألأسريّةوأيْنَ وأيْنَ وأيْنَ؟!؟!.
ألبارحة ولِدْتُ...في أول ألسبعينات,ومضتْ ألسنونُ كرفّةِ عيْن,كيْفَ يُعْقلُ أنْ أضعْتُ على ألطريق كل هذاألكّمْ ألهائل مِنَ ألسنين؟!.
أكادُ لا أصدقُ أنّنا نعيشُ في نفْس ألمكان!!!...أكادُ أقْسمُ أنّنا تائهون قدْ أضعْنا ألعنوان!!!...أيْنَ كل ما كان؟!...بحثْتُ عنْ هؤلاء ألذين تنْطبقُ عليْهمْ صِفة إنْسان فلمْ أجد,وحينَ تعِبْتُ من ألبحْثِ إعْتليْتُ مرْكبةَ ذكْرياتي
مُخلِفاً آلامي وأشْجاني وعُدْتُ إلى ألماضي ألقريب بقلْبٍ يتقطّعُ ويتأرْجحُ ويتبعْثَرُ بيْنَ ألحاضر وألماضي,ونفْسي
ألحزينة يكْتنفها ألشوْقُ وأللوْعةُ وألحنينُ إلى كلِّ جميلٍ في ذاكَ ألزمن ألجميل.
أذْكرُ كيْفَ كُنا ننْتظرُ أوّلَ أيامات ألعُشرِ بفارغِ ألصبْرِ لنبْدأ ألتحضيرات وألإحْتفالات بقدومِ ألعيد,وكُنا نرْتضي بألقليل فنشْتري ثياباً متواضعة وقليلاً من أللحوم وألمحليّات فتجتمعُ ألعائلة ونُعايدُ بعْضنا ألبعْض ونطْلبُ ألرضى من ألوالديْن ليرْضى ألله عليْنا,ونأْكل قليلنا وألإبْتسامةُ لا تُفارقُ وجوهنا,فنشْكر ونذْكر ألله قبْل ألأكْلِ وبعْده.
أذكر كيْف كانَ هذا أليوْم ألعظيم يوْم تصافي ألقلوب وألنفوس وألترفع عن ألصغائر,فيصْطلحُ ألأخ مع أخيه وألجار مع جاره وألصديق مع ألصديق,وإذا كانَ ألخلاف كبيراً تدخّلَ ألمشايخُ وألوجهاءُ وحلّوا ألأمور بألتي هي أحسن.
أذْكرُ كيْفَ كانَ ألجيران يجْتمعون صباحَ ألعيد ويذْهبون لزيارة مَنْ كانَ مكْسور ألخاطر من ألجيران,ويحْملون
معهم ألطعامَ وألحلْويات لإخْراجه مِنْ حالة ألحُزْن وألحِداد.
أذْكرُ كيْفَ كانوا أهْل ألبلد يقفونَ في ألأعراس وألأفْراح وقْفة رجُلٍ واحدٍ,ويقدمون لأهْل ألفرحِ ألدعْمَ ألمعْنوي وألمادي,وجرتْ ألعادة أنْ يسْبق يوْم ألفرح أسْبوعٌ من ألإحتفالت يتخلله ألدبكات ألتراثية ألشعْبية على صوْتِ ألشبيبة أوْ أليرْغول حتّى ساعات ألليْل ألمتأخرة بدون مكبرات ألصوْت وألخمر وإسْتعراض لآخر ألموديلات وألرقصات,وبدون سِباق ألتباهي وألتكبر ألمزيّف وتحميل ألبشر ألأحْمال ألماديّة ألثقيلة ومشقات ألسفرِ وخطر ألطريق.
أذْكرُ بساطة ألعيْش وألسعي وراء قرْش ألحلال وألإجتماع على ألسرّاءِ وألضرّاءِ,حتّى ألموْت كانَ مخْتلفاً في ذاك ألزمن ألجميل,عنْدما كانَ لا يزال ألفرْد يتألم على ألم ألجماعة والجماعة يتألمون على ألم ألفرْدِ وتجمعهمْ ألأُلْفةُ وألمحبّةُ وألتضامن ألإجتماعي وألروابط ألأسريّة وألإنْسانية.
حتّى ألروابط ألأسريّة ألضيقة كانتْ أقْوى وأجْمل من أليوم بكثير قبْل إصابتها بمرضِ ألتفكك ألذي أضعفها وجعلَ ألأسْرةَ ألصغيرة هشّة تنْكسرُ أمامَ ألرياحِ ألخفيفة.
كانتْ ألعائلة تجْلسُ للطعام بقلْبٍ وجسدٍ واحدٍ فيأْكلون من صحْنٍ واحدٍ قلَّ فيه ألطعامُ وكثرت فيه ألبركة,وكان ألحمْد لله قبْل وبعْد ألأكْلِ على قليلٍ كتّلهمْ ولم يُفككهمْ ويفرقهمْ.
أليوْم ضاعتْ هيْبةُ ألوالد ولمْ يَعُدْ ألآمر ألناهي,وعلت أصْواتُ ألصغارِ على ألكبارِ,وتخاذلت ألأمُ وتكاسلتْ عن إرضاعِ أوْلادهاألترْبية ألصالحة وألصفات ألحميدة.
ويبْقى ألسؤالُ:هل بألفِعْلِ ذلكَ ألزمن أفْضلُ من هذا أمْ إنّها أنانية ألأجيال وتغْيير ألمِنْظار يجْعلُ كلَّ جيلٍ يرْمي بمشاكلِ ألعصْرإلى أحْضانِ أجْيالٍ أخْرى؟!؟!.
أخْتمها فأقول:لا يُمْكن للإنْسان أنْ يحِن لحُقْبةٍ زمنيّةٍ لمْ يعِشْها ولمْ يتذوّقها إلا في حالات قليلة تجتمع ألعوامل تجعلُ ألمرْءَ يكْره زمنه ألحاضر فينْتقي من مخيلتهِ فترةً زمنية تلائمُ خصالهُ وعاداته وتطلعاته فيرْجع إليْها بمخيلتهِ,أما نحْنُ ألذين عشْنا ألماضي بمرِّهِ ألحلو وفقْرهِ ألذي غرسَ في داخلنا ألقناعة وصنعَ منا رجالاً لا تكْسرنا شِدّة.
نحْنُ...نعمْ...نحْنُ...ألشاهِدون على ألعصْرِ وألقلائل ألمتبقون من حدائق ألزمن ألجميل...تاْكلنا ألحسْرة وتقطْعنا مفْرمةُ ألحزْنِ وتنْزفنا كلّما تذكرْنا ما كان...ونحِنُّ إلى زمنٍ كانَ فيه ألإنْسانُ إنْساناً.

תגובות

2. ולק אסילללללל לפני 13 שנים
כל משכתב לצערי הרב כולכך נכון ואמתי אך בס לו נרגע
1. همس الرعد לפני 13 שנים
للاسف

מומלצים