الهزة الارضية التي احدثها بحث الدكتور رفيق ابراهيم

لقد أحدث بحث الدكتور رفيق ضجة إعلامية كبيرة لأنه يبعث على الشك في كل ما يدور حول طرق تدريس اللغة العربية واكتسابها في المراحل الاولى في اسرائيل والعالم العربي.

07.06.2012 מאת: امال ابو فارس
الهزة الارضية التي احدثها بحث الدكتور رفيق ابراهيم

الدكتور رفيق ابراهيم من قرية كفر سميع، محاضر وباحث مختص في علم النفس العصبي في معهد ادموند لبحث الدماغ عند ذوي العسر التعليمي في جامعة حيفا. لقد نشرت وسائل الاعلام المختلفة من صحف محلية ومجلات ودور اذاعة اسرائيلية آخر ابحاثه الذي اجراه مع بروفيسور زوهر افيتار. كما تم نشره في خارج دولة اسرائيل نظرا  لأهميته. لقد أحدث هذا البحث ضجة إعلامية كبيرة في اسرائيل والعالم؛ لأنه يبعث على الشك في كل ما يدور حول طرق تدريس اللغة العربية واكتسابها في المراحل الاولى في اسرائيل والعالم العربي.  كما أنه يدعو الى اعادة النظر في كل ما يتعلق بالنسبة لاكتساب اللغة العربية مقارنة مع غيرها من اللغات، خصوصا وانه يتم تقييم الطلاب العرب واليهود في اسرائيل في لغات الأم معتبرين اللغة المعيارية لغة الأم للطلاب العرب.

ان اعتبار اللغة المعيارية لغة الأم، يجعل التدريسيين يبالغون في توقعاتهم من أداء الطلاب عند الاكتساب، أكثر من باقي اللغات التي يتعلمونها في المدرسة. بينما يكشف الواقع اللغوي أن الطلاب يجدون صعوبة كبيرة في اكتساب هذه اللغة حسب أصولها، ويفضلون عليها اللغة العبرية أو الانجليزية. هذا الواقع لا يقتصر على دولة اسرائيل إنما يتعداها الى معظم الدول العربية كتونس والجزائر والمغرب ولبنان، حيث تسيطر هناك لغات اخرى كالانجليزية والفرنسية.

تأتي اهمية هذا البحث كونه يكشف للعالم ما يحدث في دماغنا عند اكتساب اللغة العربية مقارنة مع اللغة العبرية والانجليزية. وإنه ليس مفهوما ضمنا ان اللغة المعيارية لغة الام كما انه ليس من السهل اكتسابها نظرا لمميزاتها الفونولوجية والاورتغرافية والقواعدية. لقد افترض البحث ان صعوبة الاكتساب عند ذوي العسر التعليمي خاصة، سببها الاشكالات والبلبلة التي تحدثها اشكال الحروف. فكما نعرف هناك حروف تتشابه لفظا وتختلف كتابة بفارق بسيط (كالنقطة والخط: ن ت ث – ص ض – ط ظ ...). هذه الحروف تتشابه كتابة وتختلف لفظا. ثم ان هناك حروف تلفظ ولا تكتب (مثل نون التنوين، الالف في اسماء الإشارة، احد حروف الشدة، الالف التي أدغمت في المدة). كما انه توجد حروف تكتب ولا تلفظ (كال التعريف في درج الكلام قبل الحرف الشمسي، الالف التي فوقها همزة وصل، الالف الفارقة بعد واو الجماعة) هذا عدا عن الاشكال العديدة للحرف: في اول الكلمة وسطها وآخرها, كما انه توجد حروف تكتب بصورة معينة وتلفظ بصورة اخرى مثلا: (صوت / تلفظ صوط)، (اجتهاد / تلفظ اشتهاد) تسمى هذه الظاهرة اللغوية אסימילציה (צליל הופך דומה לסביבתו) بعد تقديم هذه اللائحة من الصعوبات التي يواجهها الطالب العادي في اكتساب اللغة العربية كم بالحري ذوي العسر التعليمي؟

لقد تم فحص عمل الدماغ أثناء القراءة السريعة وتبين أنه نتيجة للصعوبات التي تم ذكرها لمجموعة من الطلاب ذوي العسر التعليمي الذين لغتهم الام عبرية، عربية أوانجليزية. تبين عند إجراء المقارنة أن الهيموسفيرا اليمينية في الدماغ تشارك في عملية القراءة عند الطلاب الذين لغتهم الام عبرية وإنجليزية؛ ولا تشارك في عملية القراءة في اللغة العربية، وذلك لأنها تستند على معلومات كليّة عند التمييز. هذه الهيموسفيرا لا يمكنها تمييز اجزاء الكلمة بل تميز الكلمة كوحدة كاملة لأنها ترى الاجسام كاملة في الطبيعة. أما الهيموسفيرا اليسرى والتي وظيفتها تمييز الاجزاء فتعمل لوحدها عند اكتساب اللغة العربية. هذا يعني ان مكتسب اللغة العبرية او الانجليزية يستند عند القراءة على "الهيموسفيرات" الاثنتين؛ بينما لا يحدث ذلك عند مكتسب اللغة العربية إذ تعمل الهيموسفيرا اليسرى لوحدها. تبين أيضا أن العلاقة بين الحرف وصوته تشكل هي الاخرى عبئا على دماغ مكتسب اللغة العربية.

ما معنى ذلك؟ او بكلمات أخرى: كيف نترجم استنتاجات البحث الى الواقع الدراسي؟ يحاول هذا البحث أن يقول أنه على كاتبي مناهج التعليم الاخذ بعين الاعتبار ان اللغة العربية من اكثر اللغات صعوبة في الإكتساب بسبب مميزاتها الفونولوجية والاورتوغرافية؛ لذا يجب تقديم التسهيلات للطالب وإعطائه الوقت الكافي في اكتساب اللغة، فليس مفهوما ضمنا ان جميع الطلاب يستطيعون اكتساب اللغة العربية في الصف الأول، فكثيرون منهم يصلون الى مرحلة القراءة السريعة والدقيقة في نهاية الصف الثاني أو حتى الثالث. كما ان البحث يؤكد انه لا بد من وجود طريقة لتعليم اللغة العربية من بين طرق التعليم الثلاث (التركيبية والتحليلية والمختلطة) تكون الأكثر نجاعة وتساعد الطالب في اكتساب اللغة العربية.

لو اخترنا الطريقة التركيبية التي تعمل من الاسفل الى الاعلى أي من الجزء الى الكل، والتي تعتمد على الحرف والمقطع ليتم بناء الكلمة فإنها تتنافى مع نتيجة البحث المذكور الذي اثبت ان نصف الدماغ الايمن لا يشترك عند اكتساب قراءة اللغة العربية لأنه يعتمد على معلومات كلية ويميز الكلمة كوحدة كاملة.

لو اخترنا الطريقة التحليلية التي تعمل من الكل الى الجزء، والتي تبدأ بالجملة أو الكلمة، ثم يتم تحليل الكلمات في مراحل متأخرة الى صوائت طويلة أو قصيرة وبعدها تحلل الصوائت الى فونيمات. قد يكون الطالب معرضا الى اكتساب الكلمات كصور فوتوغرافية حسب هذه الطريقة ويصبح عاجزا عن تفكيك وتحليل الكلمات الى أجزائها  الصغيرة، مما يؤدي الى ضعف في الإملاء وفي دقة القراءة.

وهنا اريد ان اقول شيئا خطيرا من خلال مهنتي كمدرسة لهذه اللغة: ان معظم طلابنا يكتسبون كلمات اللغة العربية كصور فوتوغرافية وكوحدات كاملة وليس كأجزاء، والدليل على ذلك ان الطلاب يجدون صعوبة كبيرة في تحريك الكلمات (وضع الحركات فوق الحروف) بالرغم من انهم  يقرؤون بطلاقة.

كذلك فإن غالبية الطلاب يتخلصون من الحركات عند الكتابة والقراءة في مراحل متقدمة جدا (الصف الثاني أحيانا) ومع هذا يمكنهم كتابة معظم الكلمات بصورة صحيحة، ولو طلبت منهم التحريك يجدون صعوبة في ذلك - أتمنى ان يجرى بحث في يوم من الايام في هذا المجال يثبت ما أقوله-   واني على يقين ان معظم التدريسيين يلاحظون ذلك من خلال ممارستهم للمهنة. يدعي أعداء هذه الطريقة انها سببا في فشل الطلاب عند الكتابة والتعبير، لأنها لا تركز على الحرف وصوته؛ وإنما على الكلمة كوحدة كاملة.

بعد كل هذا أرى ان افضل طريقة لاكتساب اللغة العربية هي المختلطة، أو ما تسمى بالتوليفة او التوفيقية. هذه الطريقة تدمج بين الطريقة التركيبية والتحليلية معا. تعمل هذه الطريقة باتجاهين: من الاعلى الى الاسفل ومن الاسفل الى إلى الاعلى. أي من الكلمة الى المقطع ثم الحرف، ومن الحرف الى المقطع الى الكلمة. فيبدأ التدريسي بالكلمة ويعرضها كوحدة كاملة، وبذلك يساعد جزء الدماغ الايمن في المشاركة في عملية اكتساب القراءة للمبتدئين، بعدها يبدأ بتحليل الكلمة الى أجزائها الصغيرة (صوائت طويلة وقصيرة وفونيمات) وبذلك يساعد جزء الدماغ الايسر عند التحليل. تتم هذه العملية كحلقات متواصلة ويتبعها عمل دقيق ومكثف لكتابة الكلمة مع حركاتها نسخا وإملاء.

תגובות

17. رياض - مُدَرِّس سابق לפני 12 שנים
الى المُعَلِّق رقم 16
16. מורה לפני 12 שנים
לא מרגישים שינוי עד לרגע זה
15. حدا לפני 12 שנים
كل الاحترام دكتور
14. درزيه جامعيه לפני 12 שנים
استاذ ابراهيم
13. رائد לפני 12 שנים
أثمن هذا البحث
12. דתי מעל 50 לפני 12 שנים
מס- 9 אתה צודק
11. سميعاويه متزوجه في الكرمل לפני 12 שנים
أول المهنئين
10. איכפת לו לפני 12 שנים
ועדה פידגוגית
9. סטודנט לפני 12 שנים
ד"ר אברהים גילה לנו גם שדת זה לא רק- "אסור תקליט
8. أم طبيعية לפני 12 שנים
دايما مستعجلين على الاولاد -لماذا؟
7. מרפאה בעיסוק-ירכא לפני 12 שנים
יישר כוח לחוקר ותודה לך אמאל
6. معلمة لغة לפני 12 שנים
تحية الى الدكتور ابراهيم
5. الباحث عن الحقيقه לפני 12 שנים
العقل هو الحكم
4. maha לפני 12 שנים
מאמר מעניין
3. مدرسة لغة عربية לפני 12 שנים
الوزارة هي المذنبة
2. בחור לפני 12 שנים
לאמל כל הכבוד
1. منير فرو לפני 12 שנים
شكرا لك اخت شكرا لك د

מומלצים