رائد فتحي، هل الدروز مرتدون ام كفار؟!"

لم يكن ما سمعناه من اجحاف في حق بني معروف من الشيخ رائد فتحي بجديد، بل سبق وحذا حذوه عدة اشخاص لا اود ذكر اسمائهم.

لقد صرح الشيخ رائد فتحي في محاضرة على ما يبدو بتحريم اكل الذبيحة عند الدرزي اذا كانت من ذبحه؛ اما اذا كانت من ذبح غير الدرزي فيمكن اكلها مع انه لا يفضل ذلك. ثم انه سئل عن غير الذبيحة كاللبنة والخبز، فأجاب بأنه لا يفضل اكلها ايضا من عندهم. ثم يتطرق الى التساؤل حول اذا كان الدروز كفارا ام مرتدين، فيقول: الكفار يمكن الاكل من عندهم اما المرتدون فيجب مقاطعتهم ومحاربتهم.

ويضيف قائلا: نحن نتهجم على الشيعة بينما نسلم على الدرزي وفي هذا تعارض كبير لأنهم (اي الدروز) مرتدون؛ فيجب عدم التعامل معهم.

كان هذا كل ما صرح به رائد فتحي من مدينة ام الفحم.

وهنا اوجه كلمتي لك وأقول يا شيخ رائد، بان كل ما وصفت به بني معروف لا ينطبق عليهم؛ لأنهم بعيدون كل البعد عن الكفر. ولا يجوز لك ان تتجاوز الحدود مع هؤلاء  القوم الاطهار الأتقياء الاتقياء لأنهم اشرف خلق الله، فمنهم يمكنك تعلم العبادة والتواضع والوفاء والكرم وعزة النفس.

الكافر هو من كفر بالله وبرسله، معاذ الله ان يكونوا هكذا!. الموحدون يقدسون كل الانبياء فالمسيح عليه السلام الذي أفاض النعم على خلقه  نبيهم، ومحمد صاحب الكلمة نبيهم والخضر نبيهم وشعيب عليه السلام نبيهم. كل نبي ارسل على هذه الارض مقدس عندهم لأنهم رسل الله!

الموحدون - صفوة الخلق- يرون بالسلام وبالمحبة عنوانا للحياة الآمنة، ويدعون الى احترام الديانات والرسل والأنبياء. فالأنبياء أرسلهم الله عز وجل ليعرفهم به، ولكي يحثهم على عبادته،  وما جاء من عند الله إلا كل طيب ومفيد فكيف يكفرون بهم؟ الموحدون شعارهم الوفاء، ففي كل بلد يسكنون فيها يظهرون الولاء له ويتماهون فيه ليصبح جزءا من حياتهم.

الموحدون مسلمون حقيقيون فمن مثلهم يعرف كيف يسلم اموره للباري عز وجل راضيا بقضائه وحكمه؟ وهذه احدى الفرائض المركزية في عقيدة التوحيد. اذ يجب الرضا والتسليم بأمور الباري عز وجل. والموحد لا  يتذمر ولا يمتعض من ارادة الله وحكمه. فهل يجوز لك ان تقول عنهم كفارا؟

ان تسمية الدروز بهذا الاسم خطا فادح، فسموا في الماضي هكذا نسبة الى نشتكين الدرزي الذي زور رسائل الحكمة. وما ترونه على مواقع الانترنيت من معلومات حول الدروز ما هو إلا من صنع يديه ليوقع بالموحدين؛ حتى يكرههم الجميع. لهذا فان الموحد يرفض حتى هذه التسمية.

وهذه المعلومات المعروضة عن الموحدين عارية عن الصحة تماما. بما أن دين التوحيد دين سري حتى الجهال  الدروز يجهلون كنهه كيف اذن بالآخرين أن يعرفوا فحواه؟

لقد قرأت في احد مواقع الانترنيت عن الدروز اشياء مضحكة وسخيفة لا تمت بصلة الى معتقداتهم يقولون فيها، ان الدروز سموا بنو عجل لأنهم يضعون عجلا من ذهب ويصلون له في المعابد. ويمتنعون عن اكل الملوخية لان العجل تزحلق بها! حتى ان البعض يعتقد انهم من عبدة الاوثان وقد حللوا شرب الخمرة ايضا مع العلم انه يحرم على الموحد شراء حاجاته من دكان يشتبه بها انها تبيع الكحول.

كلام باطل وسخيف كأصحابه. افتراءات وأقوال لها بداية وليس لها نهاية. اما بالنسبة لقصة العجل فان بعض الرحالة في القرون الوسطى الذين زاروا الشرق الأوسط، رأوا الدروز يعبدون في خلوة تحت الأرض، فزعموا انهم صنعوا لهم عجلا من ذهب لكي يصلوا له فيها، ومن هنا انطلقت هذه الشائعة. بعض الرحالة ايضا اعتقدوا ان الدروز هم بقايا من جيش السمو رائيين الذين جاء ليحاربوا في هذه المنطقة، ثم انقطعت اخبارهم. وذلك لأنهم بواسل وشجعان ولا يقدر عليهم احد. لقد اختلف الرحالة حول كنه بني معروف، إلا ان جميعهم اشادوا بكرمهم وكرم اخلاقهم وشجاعتهم وبسالتهم.

لكل هؤلاء الذين يجهلون حقيقة هذه الطائفة المعروفية نقول: حتى لا تشوهوا صورة الموحدين الدروز نبين لكم خلاصة ما يؤمن به الموحدون بما يلي: الانسان خلق لعبادة الله وليس للتمتع في هذه الدنيا، ثم ان الموحد يحرم على نفسه كل شهوات الدنيا ليعذب نفسه ولا يدعها تتملك حواسه لان النفس امارة بالسوء.

ثم يحرم على الموحد القتل، فالقتل يعد من احدى الكبائر عندهم؛ لان الله خلق هذه الروح وهو الوحيد الذي يجوز له اخذها. فجريمة القتل فاحشة لا تغفر ابدا عند الله؛ لأن الله القوي الجبار القهار ليس بحاجة لعبيده حتى يقتلوا من اجله. فلو اراد فانه يزلزل الارض تحت أقدام الكافرين لتبتلعهم احياء كما فعل في قوم مدين.

ومن الكبائر أيضا الزّنى والفحشاء. يعتبر الزنى من الكبائر العظمى، فحتى لو حصل بعد ذلك زواج على سنة الله بين الزانيين هذا لا يبيض صفحتهما ابدا. لقد حلل الله الزواج من امرأة واحدة للإنجاب فقط، وليس للتمتع.

فمن ملك شهواته الحيوانية كان اقرب الى الملائكة. وهنا يكمن جوهر الاختلاف بين الموحدين والإسلام: فالإسلام يعترفون بتعدد الزوجات وبزواج المتعة، وزواج الميسر، ورضاعة الكبير وغير ذلك، اما عند الموحدين فان هذه الامور غير واردة بتاتا، كما ان بعض المسلمين انفسهم يمتنعون عنها.

بالنسبة للطلاق فان الموحد والموحدة على السواء يمكنهما طلب الطلاق في حالة عدم الانسجام بين الزوجين، أو عدم الانجاب أو الخيانة. ولا يجوز للمطلق ان يعيد زوجته بعد الطلاق ابدا. اما المسلم فيطلق واحدا، واثنين وثلاثا. ولا يجوز له ارجاع الزوجة في المرة الثالثة حتى يزوجها لصديق له، ثم يطلقها هو الاخر فيستردها اليه من جديد.

لكل دين اعرافه وشرائعه وقوانينه، ونحن بدورنا نحترم كل انسان وكل دين ونتقبله كما هو.

نحن لا نناقش في امور أي ديانة. لأن كل الديانات السماوية التي انزلت من عند الله تدعو الى الصلاح والخير بين الناس،  فلم اسمع عن دين يدعو الى الكذب أو السرقة أوالقتل. لذا وجب علينا تقبلها كما هي لان هذه مشيئة الله.

اعلم أن معظم صديقاتي اللواتي اكن لهن الاحترام والتقدير مسلمات متدينات، ونحن نتبادل الزيارات ونسافر سويا، ونشعر بالمحبة والاحترام المتبادلين. لان الانسان قبل كل شيء انسان. ولا يجوز التعصب، لان التعصب الديني يأتي بالفتن.

صلي لربك يا شيخ رائد وأصلح نفسك أمامه، ودع امور الله لله. "فالله الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السموات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه، يعلم ما بأيديهم وما خلفهم ولا يحيطون من علمه شيئا إلا بما شاء، وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم! فإذا كان باستطاعة رب العالمين حمل السموات والأرض فباستطاعته ايضا ان يجازي كل نفس بما فعلت ولا يحتاج الى معين.

أخيرا، نحن نتقبل من رئيس المدينة اعتذاره عما بدر منك يا شيخ رائد، لكن ذلك لا يكفي، اذا عليك الاعتذار بنفسك عما بدر منك. فنحن في القرن الواحد والعشرين نعيش في نفس المنطقة. يجب ان نعيش بسلام، فعليك أن تنادي بالتسامح الديني وبالسلام بين الطوائف، لان الإنسان يتطور نحو الافضل ولا يتراجع الى الوراء. ثم يمكنك يا شيخ رائد ان تأكل اللحم اين شئت، وان تأكل اللبنة اين شئت، فلن ندعوك الى ولائمنا ابدا كما انك لست اهلا حتى نستضيفك في بيوتنا! فلا يدوس بيوتنا إلا الكرام! واعلم أنه ليس من حقك التبجح بأشرف خلق الله وتنعتهم "بالمرتدين" لأنهم قوم كرام، يخافون الله، ومسلكهم طريق الاستقامة قولا وعملا. لا يخافون ولا يهابون الموت، ولا ينامون على ضيم! فأحلامنا تزن الجبال رزانة    وتخالنا جنا اذا ما نجهل!

اليكم بعض المقتطفات من موقع "نجمة الدروز" تعدد مناقب بني معروف:
مقتطفات من أجمل ما قيل عن بني معروف

المؤرخ الفرنسي بوجي سان بيير:
الموحدون قوم طيبوا السريرة نيرووا الفكر ذو مشاعر محببة صبورون نشيطون مستقيمون امناء انسانيون يتمسكون بمثلهم حتى حدود الخرافة لا يخلفون وعدا ولا يغدرون.

العلامة كرد علي:
الموحدون يحافظون على عاداتهم وأخلاقهم العربية الاصيلة من اباء ووفاء وحسن عشرة وكرم وإجارة الملهوف وحماية المستجير ومروءة وشهامة.

الاميرة الايطالية بلجيو جوزو:
لقد مكثت في جبل الموحدين ثلاث سنوات وكنا ثلاث نساء غربيات فلم تسمع واحدة منا خلال هذه السنين كلمة واحدة او حركة مريبة او شعرنا بريبة تحمر منها وجوهنا لأن الموحد يموت في الدفاع عن الشرف. (عن كتاب الدروز لمؤلفه بورون ترجمة عادل تقي الدين

نابليون بونابرت:
عندا كنت محاصرا عكا قدمت علي شرذمة من الفرسان الموحدين بقيادة الشيخ عمر ظاهر, فاندهشت لرجولتهم وعزيمتهم وإيمانهم بقضيتهم وأحسست في نفسي ميلا شديدا اليهم , ودافعا قويا يقربني من كل فرد منهم فتمنيتهم لو كانوا فرنسيين لأقاتل بهم العالم بأسره .

الشاعر الفرنسي الأكبر لا ما رتين:
إن الكرم والضيافة عند الموحدين أمر مقدس وكذلك حماية الضيف ، والمستجير عنوان حياتهم ومن أجل ذلك يضحون بأنفسهم وهذا ما حصل بعد معركة نافارين عندما التجأ إليهم بعض الأوروبيين هربا من الأتراك فحموهم آمنين مطمئنين كل الطمأنينة وبالرغم من كوننا أعدائهم ,لأن شعارهم الادبي يقول كل الناس أخوة وهذا ما يقوله الإنجيل لنا غير أنهم يحفظونه ويعملون به أكثر منا.

شاعر النيل حافظ إبراهيم فيقول:
عافوا المذلة في الدنيا فعندهم *** عز الحياة وعز الموت سيان

المؤرخ الانكليزي نمري:
الدروز بحق, افتك اقلية على وجه الارض.

بطرس البستاني:
أنهم يمارسون ضبط النفس والعفة وصدق اللسان ويتجنبون السفه والبذاءة ويرفضون المال الحرام.

وقال مشارقه:
ان الدروز يتجنبون فحش الكلام أكثر من جميع الطوائف وعندهم مزيدا من القناعه في معيشتهم وعدم الشراهه مع الاحتشام في ملابسهم ومعاشرهم ويراعون حق الجوار لمن يسلك معهم بالاستقامة يصبرون على الضيم وعندهم من عزه النفس بما لا يقاس بهم غيرهم.

الدكتور محمد علي الزعبي:
أن الصدق والمروءة والغيرة والنجدة والشهامة والمحافظة على الجار وردع المظالم صفات عربيه اسلاميه مستقره بالموحدين الدروز جاريه في اجيالهم مجرى الدم منذ بايع أجدادهم رسول الله ص تحت الشجره نعم لقد تسلست مكارم الاخلاق العربية في الدروز وساعد على الاحتفاظ بها صفاء عروبتهم وتوجيه مذهبهم.

الكاتب البلجيكي كريتوفيكس:
الدروز جبليون نشيطون حافظوا على استقلالهم وأبوا أن يخضعوا لأمير أجنبي عنهم.

الفرنسي بيجيه سان بيير:
الدروز قوم طيبو السريره نيروا الفكر ذوو مشاعر محببة صبورون نشيطون مستقيمون أمناء إنسانيون يتمسكون بمثلهم حتى حدود الخرافه.

وقال فيهم أحد الشعراء الانكليز:
الدروز شجعان أشداء أباة ذوادون عن الحرية وهذه المنازل الملتصقة بالعواصف منازلهم أنهم وحدهم بينما كل من حولهم يركع خاشعا للسيف العثماني. يعلمون رايه الطغاة ذات الهلال الشاحب أن تخاف الغضبات الوطنيه.

شهادة الجنرال شارل ديغول رئيس الجمهوريه الفرنسيه:
خلال زيارة كان يقوم بها الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول للبرازيل، أثناء محاكمة نواف غزاله، الذي اغتال العقيد أديب الشيشكلي هناك. سئل ديغول عن رأيه بالعشيرة المعروفية فكان جوابه بمثابة شهادة دامغة، خففت كثيرا من مدة الحكم على نواف غزاله. قال الجنرال ديغول إن "العشيرة المعروفيه من أشرف العرب وأكرمهم . بيوتها ومضافاتها فنادق مجانية ومقاهي مجانية . إنها تحب الحق وتموت في سبيله .

لا تتعدى على أحد ، ولا تنام على ضيم . تحمي الضيف والدخيل بالدم وتبذل الغالي والرخيص فداء كرامته ، وحمايته واجب مقدس عندها . عاداتها وتقاليدها من أشرف العادات ... حاربناها لكنها هزمتنا . ولم يذلَّ الجيش الفرنسي إلا أمام العشيرة المعروفيه فقط ، رغم كل الانتصارات التي حققها في أكبر المعارك المصيريه".

قال الكابتن الفرنسي بورون:
ان الدروز لهم عادات شريفه وهي احترام النساء وعدم التعدي على الأعراض وقد حافظوا على هذا المبدأ على تعاقب أجيالهم كما اشتهروا بانتصاراتهم على من يفوقهم عدداً. ومما يذكر لهم انهم في حروبهم لا يتعرضون لما يٌمس الآداب وما سمع انهم سطوا على عرض ولا قتلوا نساء ولا الأطفال وربما احتمى نساء اعدائهم ببيوتهم بعد قتل ازواجهن.

وعن الحرب الأهلية عام 1860م قال دانيال ابلس رئيس الجامعه الأمريكية في بيروت:
ان المرأة من خصوم الدروز كانت تمر بمعسكراتهم آمنه لا يرفع اليها طرف ولا يقع في اذنها كلام وهذا ما لا تستطيع ان تدًعيه أمم غربيه تتبجح بمدنيتها ثم تتنكر بالحروب لحضاراتها ..ان الشهامة في ذروتها عند بني معروف