نعي الشيخ ابي سعيد امين ابو غنام
واحسرتاه لأمة التوحيد على رحيل العلم الفريد، والعقل الرشيد، مصباح الظلام، وعين الانام، الشيخ ابي سعيد امين ابو غنام
احبائي قد غبتم فيا عظم وحشتي لغيبتكم عني ويــــا عظم لوعتي
دعا داعي التفريق شتت شملنـــا وددت مماتي كــــان قبل التشتت
فيـا ليت مذ نادى منادي رحيلكم دُرجت باكفاني وكــــانت منيتي
ايا جيرة قد اسكنوا القلب حسرة وقد حمّلوني الهم يا ثقل محمـلي
وقد اورثوا جسمي السقام ببعدهم وارموا فؤادي في سهـــام البلية
رُويدًا ألا يا بَين حسبك مـا جرى اخذت لأحبابي وأحرقت مهجتي
وخلفتني يا بَين في الدار حـــائرا حزينا كئيبا في بــــلائي وشدتي
واسقيتني كأسا من الهم والشجى بفــــــرقة احبــابــي وبعد الاخلة
ايا رب برّد مــا بقلبي وخاطري وعوّضني عنـهم بصبر وسلوتي
سلامي على الاحباب ما نسّم الصبا ومـــا عنّ للمشتاق ذكر الاحبة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" صدق الله العظيم
ما زلنا محزونين على فراق الشيوخ السادة الميامين شيوخ الطهارة والدين ورمز الورع والعقل الرزين الرصين الذين لم يزالوا ينتقلون في العقد الاخير بشوقهم الى جوار ربهم الواحد تلو الاخر ليلحقوا بركب من سبقهم من مماليك الدين اصفياء القلب واليقين الى ذلك النعيم نعيم الملائكة الروحانيين المقربين وأصحاب اجنحة الشوق الى مشاهدة جلال القدوس رب العالمين الذين عرفوا وأيقنوا ان لا راحة في الاخرة لمن تعجل الراحة في الدنيا ولا حظ للنفوس في النعيم لمن آثر حظ الاجسام في دار الفنا ولا اكرام في المآب لمن رام الكرامة في الدنيا ولا غنى في الاجل لمن كد بدنه رغبة في العاجل وتحققوا ان الدنيا ميدان والأجسام خيل والنفوس فرسان والسباق هو الى الله فما يلحق بالقوم ألا من شمّر ولا يباري في حلبة السباق إلا من ضمّر ولا جعل الله للعبد جنتين ولا قدّر له براحتين ولا حكم له بنعيمين فنعيم الاخرة ينال بالصبر والاحتمال وعذابها يطال على اهل التعدي والضلال ففي الجد والعزائم تحصيل الغنائم حتى فجعت امة التوحيد الامس بخبر وفاة العلم الفريد، والعقل الرشيد، مصباح الظلام، وعين الانام، اخر اكبر الاقوام في العمر والسلك والنظام، الشيخ ابي سعيد امين ابو غنام رحمات ربي عليه من بلدة عرمون اللبنانية عن عمر ناهز الـ 98 عام .
ان شيخنا الجليل الشيخ ابو سعيد امين ابو غنام من بلدة عرمون اللبنانية ما هو الا من اولئك الاقوام الذين طاروا على جناح الشوق الى المليك العلام فعلم ان الدنيا ساعة فجعلها طاعة والنفس طمّاعة عودها القناعة فاكتفى من الدنيا بالقليل وعاش فيها كعابر سبيل يطلب منها الكفاف وينظر فيها بالعفاف فشمر عن ساق العزيمة وقصد الطريق المستقيمة بالصبر والاحتمال والرضى وطول البال وانعزل في خلوته ليصفَ له الحال ويتقرب الى نور الجلال حتى انعذق به فانساه حب الجاه والمال وسلك مسلك المؤمنين من الرجال وارتوى من منهل اهل الفضل في الصمت عن القيل والقال فكان له قدوة حسنة بمن عاصره من الاسياد اصحاب التقى والورع والزهد والتدقيق في لهجة اللسان خوفا من الزيادة والنقصان ألا وهو سيدنا الشيخ ابي حسين محمود فرج رضوان الله عليه من بلدة عبيه الميمونة بلدة سيدنا امير الامراء ونجيب النجباء ونقيب النقباء اميرنا السيد قدس المولى روحه ونور ضريحه والذي البسه العباءة المقلمة رمز الاتقياء والارتقاء.
تميز شيخنا الراحل فقيد اهل الدين والدنيا بصدق النوايا وحسن السريرة ونبوغ ورزانة ورصانة العقل وقوة الادراك والفهم والعلم والاناة والحلم والتواضع والسكون ورياضة النفس فكان لرياضة نفسه بشوش الوجه والمحيا خصه الله بحسن الصورة وكمال الصحة والجسم كان يدعو الاخوان الى الالفة وحسن المعاشرة ولم الشمل وتنقية الاجواء من الكدورات والابتعاد عن السياسة الجسمانية واتباع السياسة الروحانية فاحدث جوا من الروحانية ودعا الى نهضة في تعاليم والدين وشرع سيد المرسلين لتتحد النفس بالعلوم الالهية وترتاض بها لتسوح في رياض الحقائق وتسبيح الخالق حتى صار ثقة ومقصدا للاخوان ومحجة لهم في كل اوان يعرفونه بالعقل الرجيح وسدادة الراي والنقى والتقى والورع
فكان لحضوره هيبة ووقار ولكلامه وقع واستحضار ونور ومنار ولتواضعه وابتعاده عن الجاه مرضاة لمولاه بأن لا يشرك في عبادته سواه وان لا يراءي في طاعته مخلوق سواه رفض تلبيسه العمامة المكورة حتى وقع القدر ان تجري هذه المهمة على يد شيخنا الجليل شيخ العشيرة وسيد الجزيرة المرحوم الشيخ ابي محمد جواد ولي الدين الذي بقي متفردا في العمامة وأراد قبل رحيله من دار الدنيا ان يبلغ الامانة فقطع على الشيخين الجليلين المرحوم شيخنا الشيخ ابي سعيد امين ابو غنام والشيخ ابي يوسف امين الصائغ اطال الله بقاءه عدم الرفض والاعتراض لتلبيسهما العمامة المكورة لئلا تلحق ذمته في عدم ايصالها واستمراريتها في امة التوحيد وكان ذلك في أواخر عام 2006 وكان لوقع الخبر على الاخوان السرور والغبطة والبهجة ورجوع الروح بعد وصولها الى التراق .
عاش شيخنا ما يقارب المائة عام في طاعة باريه وبالرغم من عمره الكامل فرحيله يعتبر خسارة كبيرة وفادحة لا تعوض لامتنا التوحيدية ولكن لا اعتراض على امر رب العالمين وما علينا إلا الرضى والتسليم بقضاه فهو العليم الحكيم بخلقه وما يراه فعزاؤنا بأمتنا التوحيدية عامة في كل مكان وبأقربائه وذويه خاصة في لبنان ورحمات ربي عليه مدى الازمان جمعنا الله به في الاخرة في نعيم الجنان مع زمرة اهل الصفا من الخلان وإنا لله وإنا اليه راجعون .
ملاحظة نعت مشيخة العقل في لبنان فقيدنا الغالي وستقام الصلاة على روحه الطاهرة اليوم الخميس الموافق لـ 19/12/2013 م الموافق لـ 16 صفر 1435 هـ في تمام الساعة الثانية بعد الظهر في بلدته عرمون له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء
الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية
والهيئة الدينية في الجولان والكرمل والجليل
ينعون
بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره بوفاة علماً دينيا من أعلام الطائفة الأجلاء، وركناً من أركانها الأتقياء، المرحوم التقي الديان العابد الزاهد شيخ المشايخ، الجليل الفاضل العالم العامل، العلم الزاهر، المنار المشع الساطع،المرحوم سيدنا
الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام
رحمه الله
الذي وافته المنية مساء امس الأربعاء عن عمر ناهز المائة عام في بلده عرمون بلبنان بعد مسيرة حافلة من الزهادة الطهر والعبادة العلم والعطاء وخدمة الدين رحمه الله، وسيقام له موقف تأبيني يوم الجمعة 20/12/2013 الموافق 17 صفر 1435 هجري الساعة الثانية عشرة ظهرا، في مقام سيدنا شعيب عليه السلام لفقيدنا الرحمة ولكم من بعده طول البقاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
باسم الطائفة الدرزية الفقير لله خادم الطائفة
موفق طريف
.
.
{YouTubeVideo id=jm8ialIqZM0}
.
{YouTubeVideo id=hTM3lkQxc4c}
