أريدُ لعينيكَ وطنًا جميلا
لم أعلمكَ صغيري أن تصيرَيومَ الفطام ِ ذئبًا ولا تنينا!
أريدُ لعينيكَ وطنًا جميلا
لكنَ العصافيرَ أبت أن تستفيقَ
بأوطان ٍ أغرقوها دمًا وحملوها سكينا!!
فماذا أفعلُ بذات ِ زغب ِ
تبحثُ عن الفيء ِ والشجر ِ
وهذا المكانُ ليسَ للحالمين َ في الأرض َ
فنحنُ بلادٌ تمشي على الألغام ِ وتحلمُ بالأنجم ِ !!
أريدُ الهروبَ بكَ حيثُ لا أدري
فأنا يا صغيري
انتظرتكَ سنينَ عمري
وأخافُ على عينيكَ من الخوف ِ
وأخافُ على شفتيكَ من لعق ِ الدم ِ
وأخافُ يومًا أن ينبتَ في ثغركَ نابُ
وأخافُ الحطامَ أن يصيرَ بعينيكَ قلاعًا وبعضَ قبابِ !
أنا لم أعلمكَ صغيري أن تصيرَ يومَ الفطام ِ ذئبًا ولا تنينا!
وأخافُ من الدنيا التي تنامُ عندَ الأعتاب ِ
أن تعلمكَ كيفَ تمشي على الأهداب ِ !
فكن صغيري إبنًا لأم ٍ تموتُ كي تنبتَ زهرةً في اليباب ِ !
وكن عظيمًا لكن ليسَ لتعلو فوقَ الرقاب ِ !
فالعظماءُ يكبرونَ فوقَ الأكف ِ
لا يصهلون على الجباه ِ
وينزرعون في القلوب ِ
لا ينزرعونَ وردًا ذابلاً فوقَ الثياب ِ !
نعيمة عماشة
كرملية الحضور جولانية الجذور