نظـــــــــــــــرة فــــي يــقظة وتنبيه وتـــــذكار !!!

قال تعالى في سورة العصر: " والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات * وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فالله تعالى اقسم على أن كل إنسان في خسر

21.11.2014 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظـــــــــــــــرة  فــــي  يــقظة  وتنبيه  وتـــــذكار !!!

الجزء الأول  نظـــــــــــــــرة  فــــي  يــقظة  وتنبيه  وتـــــذكار !!!

إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات * وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر* فالدنيا بدون إيمان بالخالق والعمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه لا تساوي شيئا * لان حطامها فناء * ونعيمها هباء * وسعادتها عناء * وراحتها شقاء * والعمل الصالح والآخرة هو البقاء * وعمل الصالحات لا يتم إلا بالتواصي بالحق والحث عليه * والتحلي بالصبر والاستناد إليه * والقيام بالفروض والواجبات الدينية له وعليه * وصيانة الإخوان * والمعاضدة لهم في السر والإعلان *وحث بعضهم البعض على التوبة واليقظة وعمل الخيرات * وتجاوز الصعوبات * لبلوغ أسمى الغايات* والاستعداد ليوم هو حتما آت * لقوله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر‏" * وقال أيضا : "إن الساعة آتية أكاد أخفيها" * وأيضا : " الساعة آتية لا ريب فيها " * وأيضا : " فإذا نقر فى الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير " * وكما قال يسوع المسيح –ع- في الإنجيل الطاهر:  "طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا" * فكونوا ليوم لا مرد له مستعدين * ومن الغفلة مستيقظين *وبحبل الطاعة متمسكين * وبجلباب التقى متسربلين * وبدروع الورع متقلدين *واعبدوا الله حق اليقين * ولا تغرنكم  غرر الأيام والسنين * فزماننا  جولة للشياطين * وامتحان للبرية أجمعين * وعقباها للأتقياء الانقياء الأصفياء الصابرين* وطوبى لانقياء القلب بمشاهدة رب العالمين *

لقد قيل:  " إنك لا تهدي من تحب ولكن الله يهدي من يشاء " * وهناك من يسيء فهم هذا الكلام* لان كلمة "من يشاء " تقع على الإنسان الذي يشاء الهداية وليس الله * لأنه إذا كان الله يهدي من يشاء فيكون قد ظلم الخلق * لأنه يكون هدى أناسا ومنع الهداية عن ناس* ولكن إذا قلنا الله يهدي من يشاء أن يهتدي فهو اصح واسلم للإيمان * فننفي عن الله الظلم * وهذا من باب التوحيد * لان الله لا يحب الظالمين * فكيف يرضى أن يكون ظالما ؟ ومن هنا جاء قوله تعالى في القرآن : " من يهدي الله فهو المهتدي * ومَن يضلل فأولئك هم الخاسرون" * وأيضا قال : " الله لا يهدي القوم الظالمين" *  فحاشا الله من الظلم  وتعالى عما يقولون الجاهلون علوا كبيرا  *

وقيل أيضا : " إن من أهدى نفسا خير ما طلعت عليه الشمس "* فكيف إذا استطاع العبد أن يهدي من إخوانه وأخواته  أكثر من نفس ؟ قال تعالى : " إن في خلق السموات والأرض * واختلاف الليل والنهار* لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم * ويتفكرون في خلق السموات والأرض* ربنا ما خلقت هذا باطلاً * سبحانك فقنا عذاب النار " * فنعم الله لا تعد ولا تحصى * واكبر هذه النعم هي معرفته تعالى حق المعرفة والإيمان به حق الإيمان * والتقرّب إليه بحقيقية القربان * لان من أمات نفسه لأجل الله فقد أحياها * والموت هنا قتل النفس الأمارة بالسوء من اجل مرضاة باريها  *  الله لان النفس كما قال عنها بارئها : " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي" * وهي مركبة من أخلاط ممتزجة متضاددة القوى* مركوزة فيها شهوات مختلفة * وهذه الشهوات أشبه بأحجار كبريتية كامنة فيها نيران * في حال إذا اشتعلت لا تقدر أن تطفئها الناس جميعا لو اجتمعت على اطفائها * والنفس في حال تغلب الشهوات عليها  *  تصبح صريعة للغضب  *  الذي هو ثمرة من ثمار الجهل * والذي هو ضد العقل  * والحلم والاناءة والسكون* وهو احد مهلكات النفس والجسد * لأنه يعمي البصر والبصيرة * وتصير النفس في حال الغضب كالسفينة في لجة البحار تتلاطمها الأمواج * فلا للقبطان عليها سلطان * ولا لركابها أمان * ولا يعلم مصيرها إلا الرحيم الرحمان * فأقول وبالله المستعان :

إخواني وأخواتي * جاء على لسان الله تعالى لابن آدم : يا ابن ادم أفنيت عمرك في طلب الدنيا * فمتى تطلب الآخرة ؟  يا ابن ادم من أصبح حريصا على الدنيا * لم يزدد من الله إلا بعدا * وفي الآخرة إلا جهدا * وألزم الله تعالى قلبه همّا لا ينقطع أبدا * وفقرا لا ينال غناه أبدا * وأملا لا ينال مناه أبدا * يا ابن ادم كل يوم ينقص من عمرك وأنت لا تدري * ويأتي كل يوم رزقك من عندي وأنت لا تحمدني * فلا بالقليل تقنع * ولا بالكثير تشبع * يا ابن ادم ما من يوم جديد إلا ويأتيك من عندي رزق جديد * وما من ليلة إلا ويأتيني ملائكتي من عندك بعمل قبيح * تأكل رزقي وتعصيني * وأنت تدعوني فاستجيب لك * خيري إليك نازل * وشرك إلي صاعد * فنعم المولى أنا * وبئس العبد أنت*  تسألني فأعطيك * واستر عليك سوءا بعد سوء *وقبيحا بعد قبيح * أنا استحي منك وأنت لا تسحي مني * وتنساني وتذكر غيري*  وتخاف الناس وتأمن غضبي * يا ابن ادم لا تكن ممن يطلب التوبة بطول الأمل * ويرجو الآخرة بلا عمل * يقول قول الزاهدين * ويعمل عمل المنافقين * إن أعطي لا يقنع * وان منع لا يصبر * يأمر بالخير ولا يفعله * وينهى عن الشر ولا ينتهي عنه * ويحب الصالحين وليس منهم * ويبغض المنافقين وهو منهم * يا ابن ادم ما من يوم جديد إلا والأرض تخاطبك وتقول:  يا ابن ادم تمشي على ظهري ومصيرك في بطني * وتذنب على ظهري وتـُعذَّب في بطني * ا ابن ادم إني ما أخلقكم عبثا * ولا جعلتكم سدى * ولا أنا غافل عما تعملون * وأنكم لن تنالوا ما عندي إلا بالصبر على ما تكرهون * في طلب رضائي * والصبر على طاعتي* أيسر عليكم من الصبر على حر النار * وعذاب الدنيا أيسر عليكم من عذاب الآخرة * يا ابن ادم كلكم ضال إلا من هديته * وكلكم مريض ألا ما شفيته * وكلكم فقير إلا من أغنيته*   وكلكم هالك ألا من أنجيته * وكلكم مسيء إلا من عصمته * فتوبوا إلي أرحمكم  * ولا تهتكوا استتاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم * شَهـِدت نفسي لنفسي أن لا اله إلا أنا وحدي * لا شريك لي * من لم يرض بقضائي * ولم يصبر على بلائي * ولم يشكر على نعمائي * ولم يقنع بعطائي * فليطلب ربا سوائي * وليخرج من تحت سمائي * يتبع... يتبع... يتبع..

תגובות

מומלצים