وداعًا يا صاحب شجرة البلوط

وليد صادق, رحل عنا قبل ساعات شخص عظيم الأثر عرفته طيبا جميل النفس ودودا كريما صاحب خصال طيبة ومعرفة وجرأة وصراحة.

26.03.2015 מאת: الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر
وداعًا يا صاحب شجرة البلوط

كان ضيفي في عشرات البرامج التي قدمتها.. وقد تحدث في أحد البرامج الأخيرة عن رحيل صديقه المربي المعروف محمود ذياب وها هو نفسه، يرحل عن هذه الدنيا.. رحمك الله الأستاذ وليد صادق، عضو الكنيست ونائب الوزير الذي لم يتردد في قول كلمته. حتى إذا لم تكن هذه الكلمة تتماشى مع التيار.. وداعا أبا خالد.. صاحب الشجرة ذات الجذور الضاربة في التراب المقدس والأرض والتاريخ.

قبل سنوات استضفته ضمن برنامج "لقاء نادر" الذي أجريته معه فأشار وليد صادق إلى صعوبة الأوضاع التي تعيشها مدينته الطيبة فيما يتعلق بالمخدرات والعنف والجرائم آسفا على ما ضاع من بهاء هذه المدينة التي كانت منارا للعلوم والثقافة - كما قال . ونوه وليد صادق إلى أن "العرب في إسرائيل، يمكنهم أن يكونوا جسرًا للسلام بين إسرائيل والعرب وذلك لإتقانهم الثقافتين العربية والعبرية في الوقت ذاته". وقال صادق أنه يشعر أن "عضو الكنيست النائب حنا سويد، يمثل النائب المثالي" في نظره، لأنه يعمل من أجل خدمة مجتمعه ووطنه بعيدًا عن التصريحات النارية الطنانة والرنانة.

وأدلى الضيف في لقائه مع نادر أبو تامر بتفاصيل من زيارته السرية إلى تونس في حينه حيث زار ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، وعندما كان الأمر محظورًا، منوها " إلى انبهاره بطيبته وحنيته". وضمن البصمات الشخصية حدث وليد صادق قائلا في المقابلة : " لقد نشأت يتيمًا حيث مات أبي بعد ولادتي بعام، لكن أمي التي كانت شابّة دفعت الغالي والرخيص لأجل تربيتنا خير تربية" منوها أنها هي "مثلي الأعلى".

وليد صادق

وكان أهداني كتابه الأخير بالعبرية بعنوان "منفي في وطنه، من الطيبة إلى الكنيست" حول سيرة حياته ما بين طفولته في مدينة الطيبة ودراسته الجامعية والتعرف على كنه حياة الجمهور اليهودي محاولا من خلال هذا المؤلف نقل رسالة إلى الجمهور اليهودي الذي، كما يقول، لا يعرف العرب والفلسطينيين بصورة حقيقية فعلا. ويسرد فيه العديد من القصص ابتداء من شجرة البلوط التاريخية التي يعتبرها أمًّا رؤومًا لأجيال من أبناء بلدته ويتحدث عن مشاريع مختلفة قام بها وحول انطباعاته عن الحياة السياسية والبرلمانية موجها نداءه إلى أعضاء الكنيست العرب بأن يكونوا أكثر اهتماما بالجمهور العربي وطلباته.

وأشار صادق إلى أن الطالب العربي يصل الجامعة مهزوزا من ناحية الثقة بالنفس فحتى لو عرف الإجابة قد لا يشارك وذلك لأننا لم نعوده على إبداء الرأي. مؤكدا على ان الإبداع لن يتحقق إلا في ظل الديمقراطية.

ودعا صادق إلى عدم استخدام أسلوب حشو المعلومات في دماغ الطالب وإنما تعليمه التحليل والاستنتاج والإبداع لا الإيداع.

بوركت روحك يا أبا خالد وليسكب الله عليها النور والمحبة والرأفة والرحمة الكبيرة بقدر حبك للناس والأرض والتراب ولبلدك وشعبك..

תגובות

מומלצים