للحقيقة والتاريخ

زيارة مقام النبي شعيب علية السلام بين الماضي والحاضر, كيف تم الغاء الاحتفالات في السابق.. حقائق تكشف لأول مرة, الزيارة انتجت أروع عملية تواصل بين الطائفة الدرزية وقيادات الجماهير العربية, كان على الشيخ عوني خنيفس والنائب ابو معروف أن لا يتنازلا عن حق الحديث.

30.04.2016 מאת: هادي زاهر
للحقيقة والتاريخ

كل عام وأهلنا جميعًا بخير،  مرت زيارة المقام الشريف هذا العام وأعتقد أنه من المفروض أن نستعرض ما جرى ولو باقتضاب كي نستخلص العبر اللازمة، مرت مراسيم هذه  الزيارة عبر الزمن في مراحل عدة، إذ اقتصرت قبل قيام الدولة على الصلوات والتواصل بين ابناء الطائفة الدرزية من جميع الاقطار العربية، وبعد قيام الدولة مرت مراسيم الزيارة بمحطات كثيرة، إذ وجدتها السلطات الإسرائيلية مناسبة لتعزيز نفوذها، فنسقت مع الزعامة التقليدية برامجها وتحولت الزيارة إلى منبر لتسويق سياسة السلطة  الهادفة إلى تضليل أهلنا، حيث كانت تقام منصة (الشرف) ويحضر مندوب الإذاعة الإسرائيلية المدعو " ابو جرير"  ليلقي نفس الكلمة في كل عام مع تعديل طفيف، يطعمها بأبيت من الشعر نظمها امير الشعراء احمد شوقي وشاعر النيل حافظ ابراهيم وغيرهما من شعراء الأمة في مدح بطولات الدروز عبر التاريخ ثم يحضر مندوب الحكومة ومن هناك كان يرعد ويزبد مهددًا الدول العربية وكان الدولة تفتقد إلى الاذاعات التي كان يمكنها أن تبث سمومها من خلالها

هذا المشهد النشازي أثار خفيضة القوى الوطنية داخل القرى الدرزية ممثلة بلجنة المبادرة الهيئة الوطنية الوحيدة التي كانت متواجدة أنذاك، قررت هذه اللجنة الغاء المهزلة مهما كلف الثمن وقد استعدت ولكي يكون التنسيق متقنًا وقريبًا من المقام، استأجرت قي تاريخ 1974 -4 – 24 شاطئ " تمار" في مدينة طبريا  وهناك اوصى الشهيد عاصم الخطيب ابو رزق السكرتير الأول للجنة المبادرة بعدم الإنجرار وراء ردود فعل الموالين للسلطات، قال قد نسمع المسبات ونتعرض للتحرش من قبل الموالين وعلينا أن نتعالى لان السلطات تريد أن نتحول من مجابهتها لمجابهة أهلنا

وبعد أن وضعت الخطوط العريضة للمظاهرة، تحولت السهرة إلى برنامج فني وأدبي تلقائي حيث القى الشعراء وهم كثر قصائدهم، كانت ليلة من ليالي العمر حيث سهرنا حتى ساعات الفجر، كان هناك شاعر المقاومة طيب الذكر سميح القاسم الذي القى القصائد الحماسية وقد انظم إلى السهرة الفنان سمير الحافظ الذي غنى من كلمات الشاعر سميح أغنية "دولا" والتي تقول:
دولا حيروني دولا عذبوني
دولا دولا دولا دولا دولا دولا
دولا دولا دولا يا عيوني
لطشوا أرضي دولا
لعنوا عرضي دولا
قالو أخرس لا تتنفس  كرمال أمن الدولة
ركبوا على السرج دولا
مدوها عالخرج دولا
بدهن نبدل كل الارض بقنينة كوكاكولا

في الصباح انطلقنا إلى ساحة المقام الشريف، بهدف الانتصار على الباغين مستذكرين بمشيّد عصب المقام الفاتح صلاح الدين، وهناك رُفع رئيس لجنة المبادرة فضيلة الشيخ المرحوم فرهود فرهود إلى المنصة ليلقي كلمته رغم انف المعارضين وتدفقت الجماهير التي تبين بأنها تغلي حقدًا على سياسة السلطة الغاشمة، واستطاع رجال الامن من السيطرة على الوضع إلى حين ولكن بركان الغضب انفجر مجددًا مع وصول رئيس الوزراء أنذال "يتسحاق رابين" كاتب هذه السطور كان آنذاك ما زال غلامًا انتبه مع عدد من الغاضبين إلى ان انبوب الصرف يمر على حائط بمحاذاة المنصة فصعدنا إلى السطح حيث الساحة العليا وقمنا بكسر الانبوب فما كان من الجالسين إلا النزول عن المنصة والهروب وهكذا تم الغاء هذه الاحتفالات، ولكن اللص الذي هرب من الباب عاد ليدخل من الشباك، لتقتصر الزيارة السنوية لاحقًا على حضور ممثلًا عن الحكومة لتقديم التهاني بدون شوشرة في غرفة مقفلة، يقتصر المشهد على عدد محدد من الحضور واستمر الحال هكذا عدة سنوات ورويدًا رويدًا انفتح الباب وتوسعت دائرة الحضور ودائرة الخطب  وأصبحت تشمل عدة جهات حيث يحضر ممثلين عن كافة الاحزاب والطوائف العربية وهناك يقدمون التهاني ويلقون الخطب الداعية إلى المحبة والسلام بين جميع شرائح المجتمع

وهنا لا بد من الاشارة الايجابية حيث أن الزيارة انتجت اروع عملية تواصل بين الأهل في جميع القرى الدرزية وبين قيادات جماهيرنا العربية ولم يعد الحفل يقتصر على السلطة وزعانفها، والمطلوب هو تعزيز هذا التواصل بين الشباب ايضًا من كافة ابناء شعبنا، وهنا أريد أن ننوه إلى أن شمعون بيرس اراد قبل ثلاث سنوات أن يحضر إلى المقام قبل أن يغادر منصبة كرئيس للدولة، وقد دعا السيد رفيق حلبي رئيس مجلس دالية الكرمل المحلي إلى استقباله بما يليق به على حد تعبيره وقد جاءت هذه الرغبة بعد مصادرة قسم من اراضي الجلمة والمنصورة التابعة لسكان عسفيا ودالية الكرمل فوصل جهز المخابرات بان هناك من سيعمل على منع الرئيس من الدخول إلى المقام فما كان منه إلا أن الغى الزيارة.

ولكن وما لفت انتباهي هذا العام هو غياب لجنة التواصل عن مكبر الصوت، وهنا اعتقد انه ما دام الجميع يُسمع صوته يجب أيضا على لجنة التواصل أن تُسمع صوتها، فلماذا لم يتحدث الشيخ عوني خنيفس رئيس اللجنة؟  يجب أن يقال للمسؤولين الحكوميين الذين يحضرون: لماذا تستهتر السلطات بالطائفة الدرزية بشكل خاص حيث تسمح لأهلنا من كافة الطوائف العربية بزيارة الدول العربية لمقابلة اقربائهم، في حين انها تمنع ابناء الطائفة الدرزية فقط من زيارة الاهل هناك، وبما انه هناك من يتبجح بالخدمة في الجيش، كان على ممثلنا النائب "ابو معروف" أن يقف ويقول بصريح العبارة أن هناك من يرفض الخدمة في جيش الاحتلال، فلماذا تنازل عن حق الكلام.. لماذا هذا الكرم الزائد؟!!       

תגובות

3. نديم לפני 8 שנים
قرية الرامة
2. לא מעניין לפני 8 שנים
זה חג דתי בלבד
1. نمر לפני 8 שנים
المغار

מומלצים