نهر دفاق

كان لعطوفة سلطان باشا الاطرش الدور الكبير في طرد الاستعمار التركي والاستعمار الفرنسي من بلاد الشام، الكثير من كتب التاريخ والاعمال الدرامية تتجاهل هذه الحقيقة، فتعالوا لنتذكر ما قاله سلطان الأطرش في وصيته لنمرر الرسالة للأجيال القادمة

02.06.2016 מאת: هادي زاهر
نهر دفاق

أخواني وأبنائي العرب...
يا اشقائي في الدم والعصب

وأنا في ايامي الاخيرة
حيث الموت الحق.. مني أقترب
آثرت أن تنتهي هذه المسيرة
موصيُا.. مودعًا
لعلي في عامي القادم
أن لا نكون معًا

منذ أوليّتني هذه الأمّة
قيادة الثورى الكبرى
لنحقق النصر وتنقشع الغمة
لقد أدّيبتُ الواجب كما يجب
حيث انطلقت الثورة
من جبل العرب الأشم
وكان شعارها الأهم
الدين لله والوطن للجميع
وقد تفجر الغضب
إلى أن تبددت الظلمة
وتفتحت فوق الروابي ازهار الربيع
وتحققت العزة والفخار
حين أذقنا المستعمر الذل والإنكسار
لذلك اوصيكم يا أبنائي
أمامكم طريق طويلة
صعاب لكنها ليست مستحيلة
ولكن ليس أمامكم سوى أن تكونوا
صفًا واحدًا صلب
لانكم في جهادين.. العدو والنفس
لذلك.. عليكم الصبر في الحرب
وتحصنوا بالوحدة والإيمان
وتراص الصفوف في الميدان
هذا هو الخيار الوحيد
حتى يبزغ الفجرُ الجديد
على أرض العرب وطرد الغزاة
وأعلموا.. أن الحفاظ على الاستقلال آمانه
وأن التفريط والتراجع محض خيانة
فكم من جريح ٍ شهيد
وكم من دمٍ سال كي لا تكون
هذه الأمة مهانة
وأعلموا ما اخذ بالسيف
لن يُرد إلا بالسيف والإيمان
فهي أقوى من كل سلاح
وأن كأس الحنظل
هو بالعز أشهى وأطيب
من الماء العذب الزلال
ولن يتمّ هذا إلا بالجهاد

وبه يحل العدل وتزخر الأمجاد
عودوا إلى تاريخكم الجليل
حيث الشعور والحس الجميل
وتستيقظ هِمم الشعوب
يا شعبي العربي المحبوب
وحدتك وعزتك والكرامة
على هذه الأرض إلى يوم القيامة
وأعلموا أن الله، وبالله التقوى
وبها تصبح النفوس أقوى
وبها ينتصر الحقٌ والشرف يصان
وبها نصل لحسن الخلق والامان
واتقان العمل.. استحقاق
والحرية والفخر والكرامة
نهر دفاق
وأن العلم والمعرفة سلاح
والعمل والأمن والعدل انفتاح
وأن تعاونكم على البر يُشفي الجراح
وأخر ما أقول لكم أيها الأبناء
الحمد لله.. ثم الحمد
لقد منحني عمرًا مديدًا
وكم تميتُ لو كنت شهيدًا
يا الهي ثبتني على الحق
وامنحني المغفرة.. بك استعين
أنت حسبي في كل وقت وكل حين
وأشهد كلّ ما خلّفته من رزق ومال
فهو جهد فلاح وهو حلال
تحكمه الشريعة السمحاء

תגובות

מומלצים