بين الطاعون والطرطشة؟!!

هل شاهدتم ذات مرة الجرذ يلعب كالعصافير على الاسلاك الكهربائية.. يصعد على العواميد يقفز من سلك إلى سلك، بل يطير من سلك إلى سلك ويزقزق.. يقوم بحركات بهلوانية.. يتدلى ثم يستدير حول السلك، يعبر بحركاته هذه عن اقصى درجات البِشر بعد أن كان يعيش في انابيب الصرف ولم يعد يطيق البقاء هناك.. اين يحدث هذا؟

11.06.2016 מאת: هادي زاهر
بين الطاعون والطرطشة؟!!

هذه هي احجيتنا.. امور قد لا تصدق

انه يحدث في داليتنا، قرية دالية الكرمل، وتحديدًا في حي "وادي الفش".. مدخل القرية التي كان يجب أن نفخر بها.. حيث كان يجب أن نستقبل ضيوفنا القادمين من شتى انحاء البلاد بالاريج.. لا بالرائحة المنبعثة من المجاري التي تدفع القادم إلينا إلى سد انفه واطلاق مسبة بعد أن كان يحمل الانطباع الرائع عن داليتنا فخيبنا أماله وغيرنا انطباعه وجعلناه يلعن الساعة التي قرر بها أن يزورنا.

منظر غريب من نوعه.. الجرذان ترقص على الاسلاك وتتدلى حيث كان يجب ان تتدلى العناقيد.. الجراذان تمردت على هذا واقعها التعيس.. لم تعد تستطيع البقاء في جحورها
(القيادة ) تعتبر أن ذلك الامر غاية في الايجابية تعتبره خاص بنا، امر لا يحدث في كل مكان.. فعلًا اين تجد منظرًا مشابهًا؟؟ الجرذان التي يجب أن تكون تحت حيث لا يراها أحد تلعب فوق على الاسلاك الكهربايئة ، امر استثناني فعلًا جاد الزمان علينا به ولن يجد به على الاخرين.. لماذا نجحد النعمة.. كفى مع التطرف.

وهناك من البشر من يحلو له هذا المنظر.. يبقى في نفس المكان ولا يحاول الابتعاد عنه كما فعلت الجراذين.. وهناك من يدافع عن هذا الواقع بكل جوارحه، ولكن الحقيقة ان هناك من حاول ان يكون موضوعيًا وعبر عن اشمئزازه لكنه عاد وقال ان ذلك من مخلفات العهد الماضي "ويقتلني اللا موقف ولكن يقتلني نصف الموقف اكثر" وهناك من يستأنس بالخازوق وبرائحة المجاري.. وبالطاعون القادم إلينا بواسطة هذه الجرذان.. من أي طينة هؤلاء.. غريب واقعهم السيكلوجي.. انهم احياء.. بل احياء جدًا يتحركون وفقًا ليقاع الولاء الاعمى.. لا يهمهم الابعاد السلبية جراء ذلك.. لا يخشون جرثومة الطاعون التي تحملها الجراذين القادمة إلينا من أعماق انابيب الصرف.. اولادهم في اسفل درجات السلم..

يسيرون وفقًا للمسار المرسوم.. لا يتعرجون شمالا او يمينا حتى قيد انملة.. لا يتململون ايا كانت الإهانة.. أياً كان الحدث.. لا يتمردون حتى عندما تمر سيارة ( وترطش) مياه المجاري على وجوههم.. .. ويستنشقون رائحة المجاري فرحين.

תגובות

מומלצים