المحامي كميل منصور "ينبغي اقامة لجنة شعبية عسفاوية مستقله "
بدلا من خطابات لم ولن تجدي نفعا, وبدلا من أن نعمل على تعميق الهوّات والخلافات والانشقاقات والشرذمه بين أبناء البلد الواح , أدعو لتشكيل لجنة شعبية عسفاوية واحده مستقله وغير سياسية , مكوّنه من الغيورين على مصالح عسفيا.
لم يتسنّ لي المشاركة في المظاهرة يوم الثلاثاء 30.8.16 في عسفيا ضد تجمع المياه , وذلك بسبب ظروف شخصية .
لكن , ولو سنحت لي فرصة المشاركة والحديث , لوددت ان اقول كما يلي:
أخوتي وأخواتي , أهالي بلدي الكرام :
أنا لم أصوت لوجيه كيوف . لم ادعمه . لم أرشحه . لم أنتخبه ولم أكن يوما ولست ملتزما بخطّه السياسي .
انني أكنّ كل الاحترام والتقدير لأخوتي الغيورين على مصالح عسفيا وعلى رأسهم أستاذي أبو ريدان مصلح عزام , واخرين .
ولكنني أؤيّد الحوار العملي والبنّاء , سواء مع وجيه كيوف أو مع أي انسان وأية جهة, وفي شتّى المواضيع , وبما في ذلك موضوع مجمع المياه, وذلك لمصلحة بلدي عسفيا , لمصلحة الوحدة العسفاويه , لمصلحة النسيج الاجتماعي في عسفيا, لمصلحة حاضر ومستقبل عسفيا , لمصلحة الأجواء الحسنه والعلاقات الطيبه بين جميع اطياف المجتمع العسفاوي , ومنعا لتفاقم الوضع بشكل لا تحمد عقباه !
انني أعلم أن رأيي هذا مغاير للاجماع العام السائد اليوم , ولكنني أؤمن به جل ايماني .
النضالات , اية نضالات , لا تقاس بالخطابات الرنانه التي يصفق لها الجميع.
انّ نجاح غايات النضال , أي نضال , يقاس بهبة جماهيرية عارمه تقف خلف وأمام النضال ذاته , وبالاستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل نجاحه .
النضالات الحقيقة تقاس أولا وقبل كلّ شيء بقول كلمة الحق – بموضوعيه , باحترام , بعقلانية , بصراحة , بصدق , بحزم , بعزم , بأمانه , بجرأه , دون أيّ وجل وجبن ودون أيّ نفاق وتلوّن ومحاباة .
قلنا لا للغرباء – هل حللنا المشكلة ؟ لا . ففي كل يوم يأمّ عسفيا للسكن فيها أناس من جميع أنحاء البلاد لا بل من انحاء المعموره, سواء بواسطة استاجار أو شراء البيوت العائدة لأهل عسفيا ! وفي كل يوم تستباح أراضينا من قبل اناس "منا وفينا" !؟
قلنا لا للهوائيات – هل حللنا المشكلة ؟ لا ولا . ففي كل يوم نسمع عن حاله أخرى مؤلمة بشأن اصابة الأطفال والرجال والنساء بالامراض السرطانية الفتاكه , والتي سببها الرئيسي هو الهوائيات المكشوفه والمخفيه , والعائده لاهل بلدنا !
قلنا لا لمصادرة أراضي الجملة والمنصورة , ووقفنا بالمرصاد للدولة سواء في الكنيست أو في الحكومة أو في المحكمة العليا . وهل حللنا المشكلة؟ لا ولا ولا . اذ بسبب الواشين والخونه والفاسدين من بيننا فشل النضال واغتصبت باقي ما تبقى من اراضينا , ونحن ما زلنا نخطب ونصفّق لبعضنا!
قلنا, لا بل قالوا وصرخوا "لا للدمج" ! وفعلا تم حلّ الدمج . وماذا كانت النتيجة ؟ عدنا لمعاداة بعضنا البعض سياسيا وعدنا للسياسة العائليه والحمائليه والمصلحجية , ورجعنا "نحيك منديلنا" وفشل مشروع "جعل عسفيا جنه على الارض"!!
مشروع بناء "بيت بني معروف" - بسبب تقاعسنا واحباطنا وعدم دعمنا الكافي وخلافاتنا الداخليه استمر بناء هذا المشروع سنين طوال في حين تم ببلاد اخرى تشييد بيوت الشعب بفترات قصيرة وبدعم خاص من رجال أعمال واخرين . اين "رجال الاعمال" في بلدنا ؟! اين المقتدرون ؟!! عار علينا ان يضحى هذا المشروع نضالا عالقا , وخير الكلام بهذا الشان ما قلّ ودلّ !
وفي جعبتي أمثله اخرى كثيرة, كفشل الرياضة في عسفيا , وبالأخص كرة القدم وكرة الطائرة , بسبب عدم دعم الفروع الرياضية المختلفة , وانا أكتفي بهذه الامثله التي ذكرت .
وفي النهاية – بدلا من خطابات لم ولن تجدي نفعا, وبدلا من أن نعمل على تعميق الهوّات والخلافات والانشقاقات والشرذمه بين أبناء البلد الواحد , أدعو لتشكيل لجنة شعبية عسفاوية واحده مستقله وغير سياسية , مكوّنه من الغيورين على مصالح عسفيا , من اكاديميين ومثقفين ورجال دين , من جميع الطوائف والعائلات , ترافق وتراقب عمل وبرامج كل رئيس مجلس , سواء منتخب أو معين, وتسعى لبناء جسر من الحوار العملي والموضوعي والأخلاقي بين المواطنين والسلطة المحلية , وتكون مرجعا للمواطن وللسلطة المحلية على حد سواء - علنّا بذلك نتفادى خطر الانجرار وراء العنف على أشكاله وأبعاده الخطيرة , علنّا نتفادى الوقوع في أسفل الهاوية , علنّا ننقذ ما يمكن انقاذه بعد , وعلنّا ننجح بالمساهمة ببناء بعض المشاريع وبحل بعض المشاكل والقضايا العالقة والمستعصية .
أفليس هذا أفضل وأجدى للمواطن العسفاوي الذي سأم الوضع وبات يفقد الامال لا بات اليأس موطنه ؟!!