طاسة وضايعة

لم تعُد لنا هوية متّفقٌ عليها لأننا اتفقنا أن لا نتّفق, بعد أن جعلْنا الدولة الصهيونية تتمكّن منا وتفرّق بيننا, وأوْقعَت بين طبقات وشرائح هذه الطائفة بنجاح تام, بسبب أنانية وقصر نظر زعامتنا في الماضي والحاضر.

22.01.2017 מאת: سامي منصور
طاسة وضايعة

أعتقد كالكثيرين أن الوقت قد حان لتقرّر طائفتي العزيزة, أو لتجِدَ معنىً لوجودها. والكثيرون منا لا يريدون التفكير في هويّتنا وفي وجودنا, فمَن نحن؟ هل نحن طائفة ديمقراطية تسير حسب الدين القويم وتعليمات الرسل والدعاة؟ أم نحن طائفة دكتاتورية متصلّبة الرأي تعيش في ماضي التاريخ؟ أم نحن امة علمانية ترَكَتْ أكثريتها توصيات الدين ودعاته الأكرمين؟

فحسبَ ما يجري بيننا, والكل يرى ويغمض عينيه, لم تعُد لنا هوية متّفقٌ عليها لأننا اتفقنا أن لا نتّفق, بعد أن جعلْنا الدولة الصهيونية تتمكّن منا وتفرّق بيننا, وأوْقعَت بين طبقات وشرائح هذه الطائفة بنجاح تام, بسبب أنانية وقصر نظر زعامتنا في الماضي والحاضر, فقد اخذ البعض منا يتغنى " بحلف الدمّ " الذي لوّث دمَنا, والبعض يدعو إلى تثبيت هويته بالديانة والقومية الدرزية, وهناك مَن ينادي بالقومية العربية, والبعض يبغي القومية الإسرائيلية, بل إن هناك من ينتهج القومية الصهيونية, والأنكى أن هناك من يقول إننا السبط الثالث عشر, وكلّ ذلك لعدم الاعتماد على أنبل وأسمى قانون يوحّدنا, ولعدم وجود قيادة حكيمة ترعانا. إن دين التوحيد مرجع من أهم مراجع الديمقراطية, إذ أنه لا يرضى إكراه امرئٍ على أمر لا يناسبه, لأن هذا لا يعود بالفائدة على أحد.

والسؤال : هل نحن نطبّق مفهوم الديمقراطية في حياتنا؟ والجواب : نعم, ولكن دون أن نعرف معنى الكلمة, فقد أصبحنا شعبا يتخبط في جوانب الحياة, دون أن يحدد له هدفا يبغي وصوله, وصارت قياداتنا أكثر القيادات " ديمقراطية " كأنها تفسر الديمقراطية : " يلّا..كل واحد يعمل اللي في راسو وكل واحد محاسَب عن نفسو ", المهم أننا منخرطون في دولة اليهود وهم " يهتمّون بشؤوننا ", " واحنا بنقدرش نحارب دولة ".

كلا, أيها المشايخ الأفاضل والسياسيون الأشاوس : الطائفة أمانة في أعناقكم وأنتم خنتم الأمانة, وإذا الله تعالى سخّر لكم قيادةَ شعب, عليكم أن تكونوا بقدر المسؤولية رعاةً صالحين, وإلا عاقبكم الله عقابا عسيرا, لأن هفوة الكبير تفوق هفوة الصغير. علينا تغيير الكثير من نهجنا وأن نعتمد في حياتنا أعظم دستور كُتِب في التاريخ, ويشهد الله أن دستورنا لا يدعو إلى التّقوقع والتزمّت والانفراد.

علينا البدء بالاهتمام بالجيل الصاعد وتوعيته قبل أن يضيع في غابة الحياة. عليه أن يعرف أن هناك آخرةً على أساس الإيمان بالعلي العظيم وقدرته, وليس على أساس إخافته من هذه القدرة. علينا زرع الإيمان وتنميته بدءا من الجيل اليانع, وغرس معرفة الخالق في قلبه مع الاستمرار في دراسته.

علينا إقامة الندوات والمحاضرات والتباحث بالأسئلة والأجوبة, وهذا يتطلب تثقيف القيادة ثقافة تجمع بين الدين والدنيا, فقد بارك الله اجتماعهما في نفس واحدة, ومن هنا قلّما نرى شخصا متكلما عارفا يلقي موعظة ملائمة في المناسبة الملائمة, خاصة في موقف مأتم بدلا من اللغو والثرثرة واللعب بالهاتف الخليوي.

ورغم " حلف الدم " المزعوم إلا أن الفرق بيننا وبين اليهود شاسع, فعندهم الكثير من التفسيرات والمدارس, لكنهم يجرون اجتماعات ونقاشات حول كل موضوع, ويجتمع " حكماؤهم " من شتى المدارس المذهبية ( الشرقية والغربية والروسية وغيرها ) للبتّ في أمور حياتية, دون وصولهم إلى قرار واحد, مثل النقاش المستمر منذ قيام الدولة عن نوعية هذه الدولة : هل هي دولة تسير وفق أوامر دينهم وتعليمات كتابهم؟ أم هي دولتين لشعبين؟ أم هي دولة واحدة لجميع مواطنيها؟ أم يجب فصل الدين عن السياسة؟ وكل ذلك لخلق البلبلة بين باقي الشعوب قاطنة هذه البلاد.

وعلى ذلك نقول إن إسرائيل دولة علمانية رغم عدم اعترافها بذلك, والمصيبة أننا, نحن الموحدون, أخذنا نتشرب هذه العلمانية, ويعتنق الكثيرون من شبابنا هذا المذهب, مع التأكيد أن ليس كل علماني كافرا ملحدا, فاحترام الإنسان ومحبته لأخيه الإنسان, واحترام الرأي الآخر لا يُعَدّ كفرا.

وبما أننا لم نحظَ بدولة مستقلة لنا, وبما أنه كُتِب لنا العيش جنبا إلى جنب مع غيرنا من المِلل, ولكي لا يقال إننا متخلّفون أو رجعيون, علينا الخروج من القوقعة ومواكبة متطلبات العصر, مع الحفاظ على كنزنا الثمين وهذا ممكن مع الإرادة والعلم و" حبة فوق وحبة تحت ".

תגובות

4. دفيد ميامي بيتش miami FLORYDA לפני 7 שנים
طاسة
3. מוחדון נבי שועייב,, לפני 7 שנים
רק הדת משותפת לכלל הדרוזים,,,
2. كرملي לפני 7 שנים
كل كلمة في محلها
1. عسفاوي حق לפני 7 שנים
كلام جميل

מומלצים