الحق يمشي ولو عَرمشي

تنتشر في مجتمعنا الصغير عدة ظواهر سلبية، منها الاعتداء على المصالح التجارية، وخاصة التي أقامها رجال أعمال من خارج قرانا، وذلك تحت حجة بان هذه المصالح تعطل على المصالح القائمة لأهل البلد

02.02.2017 מאת: هادي زاهر
الحق يمشي ولو عَرمشي

وهنا لا نريد التطرق إلى  الجانب الأخلاقي الذي هو الأساس في التعامل بين البشر، ولا إلى المعادلة الاجتماعية المرتكزة على الإيمان التي تقول " كل إنسان يأكل قسمته "

وإنما نريد أن نرى من الناحية التجارية كيف ينعكس ازدياد المتاجر  المختلفة على أوضاعنا المعيشية، واضح تمامًا بان الإفادة هنا تشمل الجميع بدن استثناء، حتى أصحاب المتاجر المحليين أنفسهم لأنه عندما تزداد هذه المتاجر تصبح المنطقة، منطقة تجارية يعمها الناس من جميع إنحاء البلاد، تمامًا كما حدث في قرية "يركا" التي عارضت في السابق  إقامة المتاجر لمن هو من خارج البلد ولكنه اليوم أصبحت إمبراطورية تجارية يستفيد منها الجميع بعد أن فتخت أبوابها أمام جميع الشركات في البلاد.. صحيح أنه سيضطر التاجر المحلي إلى تخفيض الأسعار ولكنه سيبيع أكثر، وبالتالي سيربح أكثر، من ناحية أخرى أصحاب العمارات التي أقيمت سيؤجرون هذه العمارات التي ستعود عليهم  بالفائدة أولا، ثم على البلد أيضا حيث سيدفعون " الارنونة " للمجلس المحلي والتي ستنعكس مشاريعًا على البلد، أضف إلى ذلك تقليص البطالة التي هي أساس الشرور بواسطة تشغيل عدد كبير من شباب وصبايا البلد في هذه الورش والمتاجر، باختصار شديد أن الربح جراء مثل هذا الانفتاح سيكون عامًا.
 
النموذج أمامكم
عندما دخلت المواصلات العامة قرانا، لتشمل كل أنحاء قرانا عارضنا ذلك تضامنًا مع أصحاب سيارات الأجرة، ولكن النتيجة في معادلة الربح والخسارة كانت واضحة تمامًا، حيث كان الربح شاملًا، فقد خفضت الأسعار على المواطن الفقير.. وسهلت على أهلنا الكبار من شيوخ ونساء الوصول بسهولة حيث يشاءون.. وشغلت عدد كبير من الشباب كسائقين وبذلك دعمت اقتصادنا.. علينا أن ننظر إلى الأمور بشكل شمولي لنرى أبعادها.
 
جازاكم الله خيرًا
افتتح مع بداية هذا الشهر في قرية عسفيا " بيت بني معروف" وهو عبارة عن بنايتان محاذيتان لبعضهما البعض، وقد أقيم هذا البيت  ليكون بيتًا للعزاء ولنشاطات اجتماعية أخرى وهو مزود بجميع وسائل الراحة، تحيطه ساحات كبيرة لتتسع للسيارات، وقد بني هذا البيت بعد أن كبرت البلد ولم يعد "بيت بركات" والزقاقات المتواجد في البلد القديمة تتسع للمعزين وسياراتهم، كما أن "بيت البلد"  المتواجد بمحاذاة الشارع الرئيسي أصبح يشكل فوضى عارمة واختناقات مرورية، وهو كذلك بدون هذه الواسطة، وهنا مناسبة لنقدم الشكر الجزيل لكل من سعى لانجاز هذا المشروع الكبير، إن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في ما يقدمه لمجتمعه، جازاكم الله خيرًا.
 
ما هو البرنامج؟
ما هو مصير هذه البيوت؟ "بيت بركات" و " بيت البلد" هل ستغلق أم لدى المسؤولين برنامج لتشغيلها في خدمة الجمهور، نحن بدورنا نقترح  تحويلها إلى نوادي يعمها الشباب للترفية والتثقيف، خاصة ونحن نرى مدى الجنوح الذي ينتشر في مجتمعنا بسبب إهمال شريحة الشباب، مما لا شك فيه بان الفراغ يجرف الشباب إلى عوالم غريبة لا نريد لشبابنا الضياع وسط هذه العوالم، نحن نقول ذلك خاصة وأن المسؤولين وعدوا المواطن عندما كانوا بحاجة إلية، ببناء النوادي في الإحياء، وقد جاءت اليوم هذه (البيوت) لتكون بمثابة النوادي بدون عنائكم، تفضلوا فعلوها.
 
المؤشرات واضحة تمامًا
كل المؤشرات تشير إلى استفحال الجريمة في مجتمعنا وهناك من يصر على دفن رأسه بالرمل.. وهناك من يعترف ولكنه يحاول تبسيط هذه الظاهرة من منطلقه،  الأسباب التي تؤدي إلى استفحال الجريمة واضحة، هناك من يحصر أسبابها في البيت، متجاهلًا البيئة وما تحتويه من الفقر وفراغ ومن عدم الاهتمام بشريحة المراهقين والشباب، وهناك من يقول:- " حايد عن رأسي بسيطة" ولكنها سرعان ما ستدهكه نتيجة لهذا التوجه.. إننا نعود ونقول أن ما يحدث هو وباء سيصيب الجميع ما لم نتحد لمواجهته.
طلب حق
طلب عضو الكنيست د . يوسف جبارين من المستشار القضائي للحكومة عدم اعتبار الحرائق التي نشبت مؤخرًا قد جرت على أساس عدائي خاصة وانه أطلق سراح المعتقلين بعد أن تبين بان الحرائق لم تجري على أساس قومي، وطلب من  "نتنياهو" ووزرائه الاعتذار للجماهير العربية بعد أن استغلها هؤلاء للتحريض العنصري وبث سموم الكراهية، الأمر الذي يشير بوضوح بان أعضاء الحكومة الحالية يفتقدون إلى المسؤولية وأنهم يستمدون شعبيتهم بواسطة بث سموم العنصرية الأمر الذي يحمل في طياته  الكراهية التي يؤدي إلى المس بالعلاقات الإنسانية بين البشر.
 
اسلك غير هذا الدرب. 
هكذا هي الحكاية؟ ففي كل مرة يحدث ايًا من الأمور الشاذة يجري اتهام العرب بسرعة البرق.. حين تجري عملية نصب واحتيال فانا العربي هو المتهم بصورة أوتوماتيكية.. وحين تجري عملية اغتصاب فأنا العربي هو المتهم! وحين يحدث حريقًا بفعل الطبيعة وعوامل الطقس والرياح فانا العربي هو المتهم بسرعة هذه الرياح.. يكشرون عن مخالبهم أنيابهم ويتهيئون لافتراسنا وهنا نقول.. دعك يا صهيون، من هذا الجنون.. فان إنسان مثلك، لا تسلني من أكون.. دمك ليس أنقى من دمي.. لا تسلني لأي شعب انتمي.. فكل نفس بما كسبت.. ليس هناك شعب أفضل من شعب.. دماء البشر واحدة ! وهي نفسها مهمة القلب.. فارم عصاك واسلك غير هذا الدرب.
 

תגובות

מומלצים