نظــــــرة فــي الصّهـــيونـــيّة

لقد أدرك هيرتزل إمكانية الاستفادة من المخططات الإمبريالية الغربية في مسعاه لاستعمار فلسطين نظراً لتفكك السلطنة العثمانية والتسابق الإمبريالي المحموم على المستعمرات وعلى فلسطين بوجه خاص, الجزء 32

08.02.2017 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظــــــرة فــي الصّهـــيونـــيّة

وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص في محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإسلامية،

 إلا أن الفرصة لم تسنح إلا خلال الحرب العالمية الأولى عندما اتضح أن العرب يتجهون نحو الاستقلال والوحدة، الأمر الذي يهدد المصالح الإمبريالية، فكان وعد بلفور والزواج الإمبريالي البريطاني الصهيوني المعروف، مما يدل على تحكم الغرب المسيحي بالحركة الصهيونية وتوجيهها وتحريكها  كيفما ومتى يشاء،.

وقد أثرت الصهيونية السياسية على جميع التيارات الصهيونية بشكل أو بآخر، فعن طريق الصهيونية واذرعها المتنوعة استطاع الغرب ارجاع اليهود الى أرض اسرائيل رغما عن الدول العربية ومن يقف معها، وبما أن الغرب كان يخفي تحت اعادة اليهود الى ارض ابائهم مفهوما شرسا، فكان شعار الصهيونية " الغاية تبرر الوسيلة "، لذلك الصهيونية جاءت عبارة عن بروتوكولات تحوي في مضامينها أفكارا فيها خطورة كبيرة على مصير البشرية ومقوماتها وتحطيمها سياسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا وحتى دينيا، لذلك كثيرمن اليهود انتقدوا بنود وبروتوكولات الحركة الصهيونية وخاصة الصهيونية الدينية التي ترى بالصهيونية السياسية الخاضعة لافكار ومعتقدات الغرب خطرا على الشعب اليهودي، لذلك حاول بعضهم تغيير بعض البنود لازالة الخطر.

وقد صرّح رئيس الكنيست سابقا السيد ابراهام بورغ : " إن علينا كيهود تغيير الكثير من الافكار الصهيونية، خاصة بعد أن اقمنا دولتنا العبرية، لان اسرائيل كانت بحاجة الى هذه الافكار حتى اقامة الدولة كالسقالة التي تزال بعد الاتمام من اعمار البيت، فلا يعد لها حاجة كما كان، ولكن بعد اقامة الدولة يجب إلغائها كي ننضم الى العالم الذي نعيش فيه ونتأقلم مع حضارته، وأن لا نبقى في حالة خوف من الشعوب الأخرى بحجة أنهم يريدون قتلنا كما كان في السابق، العالم تغير ومفاهيمه تغيرت وأصبح هناك حريات، وإذا بقينا على الأفكار القديمة فإننا سنفقد دولة إسرائيل وسنعود للشتات"، وعلى هذا الأساس طالب بورغ بأن على كل يهودي أن يحمل جنسية أخرى أو جواز سفر آخر ليتهيأ إلى الشتات مرة أخرى مما لاقى هجوما عنيفا عليه من قبل اليهود المتزمتين ووصفوه  بالألقاب والصفات البذيئة مطالبين بنبذه من المجتمع الإسرائيلي واليهودي وحتى الصهيوني كونه رئيسا للمنظمات الصهيونية العالمية، وهذه البروتوكولات التي سميت بـ "بروتوكولات حكماء صهيون"تتلخص ب :
 
1- تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية،

2- تهدف الصهيونية إلى السيطرة اليهودية على العالم كما وعدهم إلههم  يهوه ، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات( ومن هنا نستطيع فهم ما يجري في الأقطار العربية وظهور الحركات التكفيرية والأصولية والسلفية والوطنية والمقاومة ومناداة الشعوب العربية بالحريات وما تقوم به من قتل وتشريد ومن يقف وراءها ومن هو المنتفع من وراءها وأيضا قرارات هدم البيوت التعسفية  في البلاد بحجة البناء الغير مرخص وكله حجج واهية من تحتها خطط ومخططات ونوايا غير إنسانية لا يرضى بها الله ولا جنده ) .

3- اليهود أسياد هذا العالم وباقي الشعوب خدم لهم .

4- يسعى اليهود لهدم الحكومات في كل الأقطار، والاستعاضة عنها بحكومة ملكية استبدادية يهودية، ويهيئون كل الوسائل لهدم الحكومات لاسيما الملكية، ومن هذه الوسائل إغراء الملوك باضطهاد الشعوب، وإغراء الشعوب بالتمرد على الملوك، متوسلين لذلك بنشر مبادئ الحرية والمساواة، ونحوها مع تفسيرها تفسيراً خاصاً يؤذي الجانبين، وبمحاولة إبقاء كل من قوة الحكومة وقوة الشعب متعاديتين، وإبقاء كل منها في توجس وخوف دائم من الأخرى، وإفساد الحكام وزعماء الشعوب، ومحاربة كل ذكاء يظهر بين الأميين الغوييم (غير اليهود) مع الاستعانة على تحقيق ذلك كله بالنساء والمال والمناصب والمكايد..وما إلى ذلك من وسائل الفتنة. ويكون مقر الحكومة الإسرائيلية في أورشليم أولاً، ثم تستقر إلى الأبد في روما عاصمة الامبراطورية الرومانية قديماً 

 5- إلقاء بذور الخلاف والشغب في كل الدول، عن طريق الجمعيات السرية السياسية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية، والأندية على اختلاف نشاطها، والجمعيات العلنية من كل لون، ونقل الدول من التسامح إلى التطرف السياسي والديني، فالاشتراكية، فالإباحية، فالفوضوية، فاستحالة تطبيق مبادئ المساواة. هذا كله مع التمسك بإبقاء الأمة اليهودية متماسكة بعيدة عن التأثر بالتعاليم التي تضرها، ولكنها تضر غيرها.

6- يرون أن طرق الحكم الحاضرة في العالم جميعاً فاسدة، والواجب لزيادة إفسادها في تدرج إلى أن يحين الوقت لقيام المملكة اليهودية على العالم لا قبل هذا الوقت ولا بعده. لأن حكم الناس صناعة مقدسة سامية سرية، لا يتقنها في رأيهم إلا نخبة موهوبة ممتازة من اليهود الذين أتقنوا التدرب التقليدي عليها، وكشفت لهم أسرارها التي استنبطها حكماء صهيون من تجارب التاريخ خلال قرون طويلة، وهي تمنح لهم سراً، وليست السياسة بأي حال من عمل الشعوب أو العباقرة غير المخلوقين لها بين الأميين الغوييم (غير اليهود).


 7- يجب أن يساس الناس كما تساس قطعان البهائم الحقيرة، وكل الأميين حتى الزعماء الممتازين منهم إنما هم قطع شطرنج في أيدي اليهود تسهل استمالتهم واستعبادهم بالتهديد أو المال أو النساء أو المناصب أو نحوها.

 8- يجب أن توضع تحت أيدي اليهود ـ لأنهم المحتكرون للذهب ـ كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها.وان الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام وإفساد الشبان والقضاء على الضمائر والأديان والقوميات ونظام الأسرة، وإغراء الناس بالشهوات والقضاء على الضمائر والأديان والقوميات ونظام الأسرة، وأغراء الناس بالشهوات البهيمية الضارة، وإشاعة الرذيلة والانحلال، حتى تستنزف قوى الأميين استنزافاً، فلا تجد مفراً من القذف بأنفسها تحت أقدام اليهود.

 9-وضع أسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود، لا على أساس قوة العمل والإنتاج والثروات الأخرى، مع أحداث الأزمات الاقتصادية العالمية على الدوام كي لا يستريح العالم أبدا، فيضطر إلى الاستعانة باليهود لكشف كروبه، ويرضى صاغراً مغتبطاً بالسلطة اليهودية العالمية.  يتبع في العدد القادم.....

תגובות

מומלצים