نظـــــــرة في الـعـلمـانية اللادينية "حيلونيت"

وإذا نظرنا إلى الدنيا فنراها صراع  بين اثنين، بين حق وباطل، إيمان وكفر، إقرار وإنكار، صدق وكذب، خير وشر وصواب وخطأ لا ثالث لهما ، ولكل جهة لها أصحاب وأتباع، ولكن في النهاية العاقبة و الغلبة للحق و أهله، مهما طال الزمان

19.06.2017 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظـــــــرة في الـعـلمـانية اللادينية  "حيلونيت"

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، لقوله تعالى : "  فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"، قال تعالى : " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ،قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون "، وقال أيضا في الذين يتبعون قيادة ضالة ومضلة :"ربنا إنا أطعنا كبراء سادتنا فأضلونا السبيل".

 قال تعالى : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، وقال تعالى أيضا وهو عزّ من قائل: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ومنذ تلك اللحظة وهناك في الوجود دعوتان، دعوة تدعي إلى الإيمان  بالرحمن، ودعوة تدعي إلى الكفران وإتباع الشيطان، ، دعوة  تدعو الناس إلى الصلاح وترك الدنيا والجاه والمجد فيها  وحب الزينة من المال والبنون والنساء والدور وإتباع الفضائل، والأخرى تدعو الناس إلى الفساد والانغماس بحب الدنيا والجاه والمجد فيها وحب الزينة من المال والبنون والنساء والدور والرذائل ، دعوة تبني، والأخرى تهدم، كما قال تعالى للذين يفسدون في الأرض : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا  إنما نحن مصلحون"، فهم لعمى قلوبهم وأبصارهم  يفعلون الفساد ويظنون أنهم يحسنون صنعا  ويعملون صلاحا، فاحترقت البشرية بصلاحهم نيرانا، حتى صح قوله تعالى عن فسادهم هذا : " " ظهر الفساد في البر والبحر، بما كسبت أيدي الناس".

ففساد البشرية بسبب علو واستكبار الأمم الجاحدة على الحق سبحانه، وعصيانها أوامره، واستخفافها بنواهيه، ونكرانها ما اُعد لهم من عقاب اليم  في الآخرة، واسترقاقها واستعبادها خلقه، والتنكيل والتعذيب وإجراء التجارب الطبية عليهم، حتى أنهم يحاولون محاربة الخالق العظيم بخلقه، وتسليط عليهم أقسى مرارات العذاب، فيسيؤون لبعضهم بالضرب والتهجير والتشريد والتجويع والتمريض، ويقتلون آخرين بالتجارب العسكرية التقليدية والبيولوجية والنووية والهيدروجينية، والتجارب الطبية ، وكأن الخلق موجودون كغنم بلا راعي، وصنعة بلا صانع، أو كأنهم فوض مهملون، يفعل بهم الطغاة المتجبرون ما يشاؤون، كما فعل فرعون في بني إسرائيل من قبل، تمادى في طغيانه ، وتجبّر في ملكه ، فأذاق بني إسرائيل صنوف العذاب ، وقتّل أبناءهم واستحيى نساءهم.

لقد ضرب تعالى في القران قصصا كثيرا عن أقوام  عاثوا في الأرض فسادا، كقوم عاد وثمود ومدائن لوط والأيكة وقوم مدين وفرعون وذو نؤاس وغيرهم الكثير، من تلك الأقوام التي علت وتجبرت في الأرض، وأهلكت وما أصلحت،  ولكنهم نالوا من الحق سوء العاقبة في الدنيا قبل الآخرة، وأنهم لمنتظرون العذاب يوم الجزاء، ليبقوا عبرة لمن يأتي بعدهم ويخطو خطاهم، كما قال تعالى : " ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل"، وكقوله تعالى : " ألم ترى كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد"، وقال تعالى: "ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم" ، وقال تعالى عن الذين يتبعون رسله : " فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز، واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين".

إن دعوات الضلال والفساد لا تخلو منها حقبة من الزمن، وذلك لقوله تعالى : " ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون" ، فمهما يعلو الباطل على الحق فسيعود الحق يزهقه لقوله تعالى : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "، وأيضا : "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"، وأيضا : " كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".

وإذا نظرنا إلى الدنيا فنراها صراع  بين اثنين، بين حق وباطل، إيمان وكفر، إقرار وإنكار، صدق وكذب، خير وشر وصواب وخطأ لا ثالث لهما ، ولكل جهة لها أصحاب وأتباع، ولكن في النهاية العاقبة و الغلبة للحق و أهله، مهما طال الزمان، لان  صاحب الحق يسير بتوجيه من الحق سبحانه، فيعتمد الصدق ويبتعد عن الكذب، لان حبل الكذب قصير، وباع الصدق طويل، وأيضا يبتعد عن المكر والدجل والحيل والتدليس والتلبيس والغش حتى تتضح له الحقيقة الساطعة، وتنكشف له الدنيا الزائفة، التي هي كقوله تعالى : " كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا "، وأما صاحب الباطل فيسير بتوجيه من الشيطان الرجيم، الذي ينفخ في عقله، و ينطق على لسانه بالكذب والمكر والدجل والحيل والتدليس والتلبيس والغش، لذلك الباطل لن ير الحقيقة واضحة بل مشوهة، فيصبح سوفسطائيا لا يدرك للأشياء حقائقها، فتختلط  عليه معالم  الحقيقة، فيضيع في مهمهة الحيرة حتى يضل ويضل غيره.

 (الجزء 3/1 ), يتبع في العدد القادم .

תגובות

מומלצים