עברו 45 שנה למותו של שיח' אבו חסן מונהאל מנסור

אנשים נמדדים במעשים ולא בכוונות או דיבורים, שיח' אבו חסן מונהאל מנסור היה איש צדיק וישר שחי ופעל באמונה שלמה ובמעשים טובים, השם שלו הלך לפניו ונשאר שנים אחרי מותו, המחנכת אמאל אבו פארס כתבה על המנוח.

22.08.2017 מאת: פורטל הכרמל והצפון
עברו 45 שנה למותו של שיח' אבו חסן מונהאל מנסור

مقال للمعلمة امال ابو فارس بعنوان "كنوز ثمينة من بلدي الشيخ ابو حسن منهال منصور رحمه الله"

لقد اقترن اسم الشيخ ابي حسن منهال مع التواضع والتنسك بالرغم من ثراء عائلته. فقد منع نفسه عن كل ملذات الحياة ونعيمها. الصحفي مناحم براش لقبه بالقديس من قرية عسفيا.

لا يمكنني أن أصف مشاعري لكم في كل مرة ابحث فيها عن كنز جديد. فالكلمات تعجز عن وصف احاسيسي ومشاعري الزاخرة بالإجلال والإكبار لهذه الكنوز التي نعتز بها ونفتخر ان ننتسب اليها. ولا يمكنك إلا ان تقف مدهوشا ومشدوها امام ما تسمعه اذنيك وتراه عينيك.

ولد الشيخ المرحوم "العالم العامل المرتقب المحتسب الصابر الشكور سيدنا الشيخ ابو حسن منهال منصور" في قرية عسفيا سنة 1888. هكذا وصفه حفيد الشيخ ابو فارس محمود عبد الخالق من لبنان اول من لبس اللفة المكلوسة بعد الشيخ الفاضل نفعنا الله ببركاتهم في قصيدة رثى بها شيخنا بعد مماته.

لقد تزوج شيخنا العالم من الفاضلة ام حسن هيفا حسون ابنة المرحوم نجم حسون من دالية الكرمل، وأنجبا من الأولاد: حسن، الذي توفي في ريعان شبابه، ثم رزق بحسن آخر وتوفي في رعيان شبابه، ثم رزق بابنة وتوفيت في عز صباها، وصبر على فراقهم صبرا يعجز العقل ان يتصوره. كيف لا فشيخنا ليس مثله أحد، إنه نسيج وحده. بعد ذلك رزق بابي فاضل عبد الله، وأبي منهل أمين، وأم عماد هدية، وأم نصر كاملة، وأم يوسف منيرة. كما تجدر الاشارة الى ان حفيده الشيخ البروفيسور فاضل منصور.

لقد اقترن اسم الشيخ ابي حسن منهال مع التواضع والتنسك بالرغم من ثراء عائلته. فقد منع نفسه عن كل ملذات الحياة ونعيمها، فكان لا يأكل إلا القليل مرة واحدة كل اربعة وعشرين ساعة، ولا يتناول شيئا خلال النهار غير هذه الوجبة. حدثوني انه مرة من المرات لقلة اكله اصيب بضعف فاغشي عليه وجاءوه بطبيب من قرية شفاعمرو يدعى موفق ذياب، بعد ان عاينه الطبيب، لم يجد به شيئا فقال له: "ان ضعفك يا شيخ لهو من قلة الاكل وان الجسم كالسيارة لا تسير بدون البنزين، عليك ان تتغذي! ولا ينفع ما تفعله بنفسك".

שיך מנהל זלحدثوني عن عزيمتة وقوة إرادته، أنه مرة اشتهى الكبة فما كان من اهل البيت إلا ان قاموا بصنع الكبة له. لكنه تناولها بين يديه وتأملها ثم وضعها في الصحن، ولم يضعها في فمه بالرغم من حبه للكبة. فقد تنسك شيخنا عن الاكل اللذيذ كي يقهر نفسه،  ولا يقدر على قهر هذه النفس إلا ذوي العزائم القوية. فما كان يأكل سوى ما تنتجه الارض بالإضافة الى اللبن والبيض الذي كان يطلب من اولاده ان يشتروه من بيت الشيخ ابي حسون ابو ركن فقد كان حليبهم وزرعهم حلالا.

وكان يقول أيضا: "اذا اردتم ان تشتروا حليبا فاشتروه من دار ايوب الخليل ومن دار ابو عفيفة (وهما عائلتان مسيحيتان) لان حليبهم حلال. فقد كانوا اذا ما رعي طرشهم في ارض ليست لهم يحلبون الحليب ويرمونه حتى يكون لهم حلالا".

لقد دقق شيخنا العالي المقام في كل امور الدين الكبيرة منها والصغيرة، وسلك مذهب الصالحين والعباد الذين لا يحيدون عن الطريق ابدا. فعندما كان شيخنا الجليل يزور قرية ما من اجل هداية الاخوان او في جنازة ما، كان يأخذ طعامه معه لعدة ايام او يدفع ثمنه اذا اصر احدهم على استضافته، كي ينال اجرا وثوابا مما سعى اليه.

يروى عن تدقيقه في اصغر الامور انه زمن الانتداب البريطاني كانت لسكان قرية عسفيا ارض في الجلمة. وفي وقت الحصاد كان عليهم ان يحضروا الدواب لكي يحملوا الحب من الحقول، وإذا ما بقي الحب في الحقل فانه سيسرق لا محالة.

حدث ذات يوم ان كان المنتوج كبيرا واحتاج الشيخ منهال الى الدواب والبغال لحمل الحب الى البيت، لكن تعذر ذلك فقد جيء له ببغل مشكوك بمصدره، فأبى الشيخ ان ينقل الحب على ظهره معرضا المحصول للسرقة. وفي اليوم التالي جيء له بدواب حلال فوجد المحصول كما هو بقدرة الله وأعاده الى بيته.

لقد تميز شيخنا بذاكرة نادرة بالرغم من انه اصيب بالعمى في شبابه. فقد درس اصول الحكمة ودرس الانجيل والقرآن وتعمق بهما ايضا. لقد ادهش كل من سمعه بالمعلومات العميقة والدقيقة التي كان يوعظ بها على المشايخ والجهال . وقد زار القرى الدرزية في جبل الدروز قبل قيام دولة إسرائيل ليهدي الناس الى عبادة الله، وقد تاب على يديه في تلك الزيارة سبعون رجلا كانوا يلبسون "العقال". فقد سلب قلوب سامعيه وشدهم اليه حتى ان بعضهم اعتبره نبيا من الأنبياء.

لقد سخر الله قلوب الناس إليه فأحبه كل من رآه من الدروز وغير الدروز. حدثوني على لسان الاستاذ توفيق سربوخ من قرية بيت جن، انه عندما قام بزيارة الشيخ منهال في مستشفى العيون هداسا في اورشليم القدس، استوقفه طبيبه المعالج البروفيسور مايكلسون قائلا: "لا ادري! لا استطيع ان ادخل عيادتي إلا بعد ان ازور الشيخ منهال، فهناك قوة ما تشدني لزيارة هذا الشيخ ولا ادري ما هي". ثم ان ممرضات المستشفى كن يجئن بأولادهن الى المستشفى لكي يباركهم. وفي مرة التقت بعض الممرضات من مستشفى هداسا في منطقة البحر الميت بمجموعة من معلمي قرى الشمال فسألت إحداهن: "هل تعرفون ان عندكم نبيا؟"  فأجابوها بالنفي. قالت لهم: "بلى انتم لا تعرفون ذلك اما نحن فقد رأينا عجبا من شيخ يدعى منهال من قرية عسفيا. حين زار المستشفى الذي اعمل به قبل مدة، كنا نطفئ ضوء الغرفة المتواجد بها، وحين نرجع نراها مضاءة من جديد دون ان يمسها احد". وفي احد الايام جاء زائر من مدينة غزة الى القرية، وسأل عن الشيخ الجليل، فقيل له انه توفاه الله، فما كان منه إلا ان اخذ يقبل الحيطان ويبكي على شيخنا الورع ولم يعلم احد سر هذا الرجل.

העיתוןفي صباح يوم الاحد الموافق 22/8/1971 فوجئت قرية عسفيا بمقالة في جريدة "يديعوت احرونوت " كتبها الصحفي مناحم براش وكان عنوانها: "القديس من قرية عسفيا". لقد جاء فيها ما يلي: "الشيخ الدرزي ابو حسن منهال منصور الذي توفي في هذه الايام تنسك عن ملذات هذا العالم.

كان الشيخ منهال يردد قائلا: "المهم ان تعبد الخالق لأنك من اجل ذلك خلقت".  "كان مثالا للإنسان الصالح" هكذا وصفوه العاملون  وكل من التقى به في مستشفى هداسا. وقالوا ايضا عنه "لقد  توفي القديس في هذه الايام ويا حسرتاه ويا اسفاه عليه"، وقد كانت علامات الاسى العميق تظهر على اعينهم وعلى هاماتهم وهم يتحدثون عن القديس الذي كان ولم يعد بعد.

لقد كان رمزا ومثالا للإنسان الصالح. "يبدو ان الخصال الحميدة والجميلة التي اوجدها الخالق تعالى في فترة ما قبل الذنب القديم الأول، قد احتفظت عنده" هكذا يقول عنه العاملون في المستشفى. حتى الحاخام الاكبر يعقوب ركوبسكي، حاخام المركز الطبي لمستشفى هداسا، يعتقد بأنه اذا كان في هذا العالم من اولياء لله صالحين فان الشيخ منهال هو أحدهم، وعندما يتحدث عنه ترى كآبته وحسرته على فراقه". كل هذا كتب بالعبرية لكننا اختصرناه لكم.

لقد تعلم الشيخ الجليل في خلوات البياضة في لبنان برفقة الشيخ امين طريف رحمه الله والذي يصغره بسنة واحدة. يحكى عنهما انه كان يأتي لزيارة الشيخ امين طريف رحمه الله زائرون ليسالوا عنه لان والده كان قاض لواء عكا، وكان الشيخ امين يتركهم للشيخ منهال. وعندما سأله الشيخ منهال عن سبب تركه هؤلاء الزائرين له قال: "انت يكفي ان تقرأ درسك مرة واحدة فتحفظ كل ما تعلمته عن ظهر قلب، اما انا فاحتاج للتكرار اكثر منك بكثير. ولا اريد ان يذهب وقتي في استقبال الزائرين وترك العبادة".

حدثوني على لسان المرحوم الشيخ ابو رفيق علي الرتيب، انه كان موجودا في زيارة في مقام النبي شعيب عليه السلام زمن الحكم ألإنجليزي وكان في المقام خمسة رجال يلبسون "اللفة المكلوسة" من اسرائيل ولبنان وسوريا، وكان الشيخ الجليل ابو حسن منهال الواعظ الوحيد في تلك الزيارة بينهم وهذا يبين لنا مكانته العالية بين اخوانه رجال الدين نفعنا الله من بركاتهم.

שיך אמין ושיך מנהל זלأما عن تواضعه فحدثوني: انه عندما قاموا بتلبيسه هو والشيخ امين طريف اللفة المكلوسة التي تظهر في الصور المرفقة لهذا التقرير، لم يرض شيخنا ان يضعها على رأسه من شدة تواضعه. ثم انه كان يتربع منذ ساعات غياب الشمس حتى ساعات الصباح تربيعة واحدة بدون حراك. ويقضي ليله في العبادة ولا احد يعرف ساعات نومه لقلتها فقد خاف ان يقضي ساعة واحدة بدون عبادة الله وذكره.

وقد رويت لي عنه قصة مؤثرة جدا: فقد كان الشيخ ابو حسن منهال يقرأ فرضه في الخلوة وبقي على هذه الحالة حتى ساعات منتصف الليل، فشعر بالتعب فقام وعاد الى بيته لكي ينال قسطا من الراحة. اثناء عودته وجد باب المقهى المتواجد جنب الطريق مفتوحا، تنبعث منه اصوات رجال يلعبون "الشدة"، فقال في نفسه: هؤلاء الرجال يلهون في شؤون الدنيا ولا يتعبون؛ وأنا اتعب من عبادة ربي؟! فلام نفسه وعاد الى الخلوة ليكمل ما تيسر له من منهل العلم والمعرفة حتى ساعات الفجر.

لم يغلق شيخنا الجليل بابه في وجه غريب او قريب من كل الطوائف حتى ذاع صيته بين الناس والتجأ اليه الكثيرون في حل مشكلات كانت عالقة. لقد كانت كلمة الشيخ ابي حسن منهال مسموعة لأنهم يعلمون بما هو عليه من صدق وأمانة.

لقد سمعت قصة رواها لي حفيده الشيخ ابو عنان فاضل منصور فقال: في الماضي كان سكان قرية عسفيا يسقون ارضهم في الجلمه من نهر المقطع (القيشون)، وشرقي المقطع كانت هناك "كفار حسيديم "، وكان يسكن فيها والد يافا يركوني الملقب باليمني. كانت لديه بساتين عنب وتفاح. في يوم من الايام  وضع جسورا من حديد على طول النهر، وبعد يوم تفقدهم فلم يجدهم. سال الفلاحين من عسفيا، فقالوا له انهم يعرفون من فعل ذلك، لكنهم اشترطوا عليه ان يهديهم صندوق عنب وصندوق تفاح مقابل المعلومات فوافق طبعا على طلبهم. قالوا له اذهب لعسفيا لبيت الشيخ ابي حسن منهال وقل له ان فلان قام بأخذ جسور الحديد من بساتيني. وصل اليمني الى بيت الشيخ ابو حسن منهال واخبره بالقصة. فبعث برجل ليحضر الشيخ الذي اخذ الجسور. استجوبه الشيخ وسأله كيف وصلت الجسور الى بيته فأجاب: "لقد لقيتها صدفة". فقال الشيخ وهل يوجد "وادي لقايا"؟ فما كان من الشيخ بعد ان تأكد بأنه الفاعل إلا ان أخبره بأنه "مبعود" عن الدين حتى يعيد الجسور الى مكانها. فخاف الشيخ ان يبات "مبعودا" من الشيخ وقام بإرجاعها في ساعات الليل عن طريق باب الاعوج للجلمة. فقال اليمني: "يا الله مبعود من قبل الشيخ منهال عند الدروز اهم من محكمة العدل العليا". هذه القصة تثبت استقامة الشيخ وتبين لنا احترام الكبير والصغير له.

שיך אמין ושיך מנהלفي النهاية
صدقوا او لا تصدقوا! لقد قمت بتصوير المرحومين الشيخ ابي حسن منهال والشيخ المرحوم ابي يوسف امين وهما يلبسان اللفة المكلوسة بكاميرتي الخاصة. صورتها ست مرات في الضوء ثم في العتمة، وفي كل مرة ظهر هذا الضوء على الصورة.

وسوف اقص عليكم قصة رواها لي رجل يبلغ اليوم الخامسة والخمسين من عمره.

لقد حدثني قائلا: انه عندما كان في سن الثالثة عشرة من عمره، وكان يسكن بجوار بيت الشيخ ابي حسن منهال. حدثني ان المشايخ كانت تأتي الى بيته بالعشرات للمذاكرة ولكي ينهلوا من بحر المعرفة التي خصه الله بها. فقد كان الجميع في القرية يدعونه "الشيخ العالم". كان الصبيان انذاك يجتمعون للعب في الحارة وعندما كان الصبيان يعلمون بقدوم المشايخ يتوقفون عن اللعب ويقفون في الزاوية ينظرون اليهم حتى يدخلوا بيت الشيخ، ثم يتابعون اللعب من جديد، وكان هؤلاء الصبيان يقومون على خدمة الشيخ وزوجته فيشترون لها من الدكان ما تريد لكي تقدم للضيوف.

حدث ذات يوم ان ارسلت زوجته ام عبد الله هذا الرجل وهو في الثالثة عشرة من عمره  لشراء بعض الحاجيات لها، وعندما رجع نادى: "يا ستي ام حسن" فلم تجب زوجة الشيخ. دخل البيت فرأى الباب الذي كان لونه اخضر مشقوقا بعض الشيء، دخل منه ووجد الشيخ يجلس متربعا على الارض وأمامه كتابا يقرا به وكانت خلفه قنطرة علقت عليها مسبحة، ورأى القنطرة مضيئة خلفه تبعث النور عليه وعلى الكتاب، بينما يسود الظلام البيت. فخاف الصبي ورجع الى الوراء وفر هاربا من شدة خوفه ولم يخبر احدا عما رآه لأنه ظن انه غير مقبول ان يتحدث عن اسرار دينية امام أحد، فهذه الاسرار يجب ان تبقى قيد الكتمان. وأكد لي قائلا انه اليوم بلغ الخامسة والخمسين من عمره وهذا المنظر لا يفارقه ابدا.

בית השיך מנסורتوفي شيخنا العالم في 31/7/1971 وشيع جثمانه الطاهر يوم الاثنين الموافق 2/8/1971 حيث توافد المشيعون من كل الاقطار ليودعوا جثمانه الطاهر. لقد نعاه الشيخ المرحوم امين طريف على صفحات الجريدة معلنا لكل الموحدين في خلوات البياضة ولبنان وسوريا وإسرائيل الفاجعة التي المت بالقرية اثر وفاة الشيخ العالم ابي حسن منهال رحمه الله، كما القى كلمة تأبينية في حقه امام المشيعين.

لقد رثاه الشيخ محمود عبد الخالق في قصيدة جاء بها:
وفاة الشيخ العالم العامل المرتقب المحتسب الصابر الشكور سيدنا الشيخ ابي حسن منهال منصور.
بدا علم في عسفيا متكاملٌ                                  غدا في رحاب الدين والطهر مفضالا
تألق في العلم الشريف مجاهدًا                            ترافقه التقوى مقالا وأفعالا
فاضحى مفيدا حاذقا ومعلمًا                               بمنهاجه المحمود هديا لمن ما

תגובות

2. עספאני לפני 7 שנים
אללה ירחמו
1. נוצרי בן עיספיא לפני 7 שנים
סבא שלי היה חבר ושכן של שייך מונהאל

מומלצים