ابن البلد, حاكما للبلاد
في قديم الزمان في عصر قلّ فيه من الرجال من هو راضي وكثر من هو زعلان, عاش السلطان يسرائل بن جدعان حاكما للبلاد ومدعوم من كل العباد ... وكان أن قرر السلطان توحيد البلاد بغية التوفير والاقتصاد في المصاريف وفي الهبات
فدعا إليه الوزراء والقادة وأصحاب العلم والشهادة طالبا منهم النصح والإفادة في إيجاد سبل جديدة لتحديد التكاثر وتقليل الزيادة في نسبة الولادة التي زادت وما عادت مقبولة كالعادة .
وقف قائد القوات ومن للسلطان طلب في الحال أن يهب للرعايا ما استطاع من المال
لتحسين الوضع وتغيير الحال ....استغرب السلطان هذا الاقتراح وفي الحال طلب الإفصاح عن الفكرة ونسبة النجاح .
فكر القائد برهة ثم قال:
أولا يا سيدي السلطان, حيث يكثر المال فجأة من دون حساب, يكثر الأهل ويزداد الأصحاب
ويدب الخلاف بين أهل البيت يوميا ومن غير حساب, ويدخل الحقد وياسر الألباب.
عندها وبدون كلل يعم في الأزواج الملل, فيتركوا البيت والعمل دون وجهة أو أمل.
فيهرع الرجال إلى أحضان الهمل ويتركوا النساء في البيت للعمل والندب لما قد حصل.
فإذا ما فقد الاحساس بالحب والالفة بين الناس حصل التفرق والابتعاد وتفرق الأزواج ولم يبقى لهم حماس لملاقاة الزوجات ومبادلة الإحساس فتقل الولادة وتقل الزيادة .
أعجب السلطان بجواب القائد فطلب من المساعد استرجاع الهبات التي أعطيت للقائد على مدار السنين ليعيد للقائد ما نقص من حنين لزوجته المصون على مدار الشهور الأخيرة أجمعين.
