أيها الرجال الدروز عودوا إلى رشدكم
تيقظوا من غفلتكم, أفيقوا من جهلكم, وعودوا إلى دينكم وإلى جلابيب آبائكم, لا ترتدوا الملابس إلإفرنجية, ولا تختلطوا بالنساء في أماكن عملكم ومكاتبكم وابتعدوا عما يحرك شهواتكم
والأفضل أن تعودوا جميعا إلى ما تبقى من أراضيكم فتفلحوها.. وإلى اقتناء المواشي فتجوبوا المراعي بها.. تخلوْا عن الهواتف النقالة.. والإنترنيت.. لا تسوقوا السيّارات الفارهة.. واكتفوا من الطعام بما يقيتكم ويحفظ صحتكم. أيها الشّبان الدّروز.. إن بقاءكم في الشّوارع.. وصوتكم العالي ومشاداتكم ومسبّاتكم.. و قيادة الدراجات الناريّة وإزعاج النيام حتى الهزيع الأخير من الليل عيب.. رجوعكم فجرا من حانات الكحول ومن أحضان المومسات سوف يجعلكم تبكون يوما ندما على استلام الشّرح دون الدّين. لقد تخليتم عن الرجولة والمروءة في سبيل مال تأتي به النساء.. حتى تمردن عليكم وصرن هنّ ال "الرجال"))
ردّ على مقال الشيخ منير فرو
ما رأيكم أيها الرجال بهذا التعميم؟ هل تقبلون به؟ هل كل الرجال على هذه الشاكلة؟ هل كل الرجال جهلة.. باعوا نفوسهم لشيطان المال والإغواء؟ ما هو شعوركم لو أن كل ما قاله الشيخ منير فرو قد وجه لكم؟ ما هي الفائدة المرجوة لكم ولأسركم ولأبنائكم أن يوجّه للمرأة مثل هذا القذف والتشهير والتعميم البغيض؟
لماذا كلما أراد أحدهم ال"إصلاح" فإنّه يستثني الذّكور.. ما هذه النظرة الشوهاء عن المرأة؟ صحيح أن مجتمعنا يتخبّط.. وصحيح أن القيم الأخلاقية يجب أن تلازمنا.. ففيها بقاؤنا واستمراريتنا كطائفة يهددها خطر الزوال.. ولكن.. لكي نفعل ذلك.. علينا باتخاذ خطوات مدروسة.. من خلال وضع أهداف مبنية على رؤية مستقبلية واضحة.. تشتق منها أهداف عملية ينفّذها القوامون على التربيّة بطريقة لا تلغي حق المرأة وواجبها في تحقيق الذّات.
أصابع الاتهام تشير إلى الإناث حصريا في هذا المقال.. في حين يجب أن تشير إلى عدم تأهيل الجيل الحالي ومن سبقه إلى مناخ هذا العصر وإيقاعه.. من قال أن من تلازم بيتها أكثر شرفا.. ومن قال ان الخطّاءة تلزمها رخصة قيادة لكي تقوم بالرذائل؟ ومن قال أن الوظائف الأسريّة حصرا على الأم دون الأب؟ لم لا تكون الأسرة مؤسسة اشتراكية مبنية على الحوار والتفاهم؟
ثمة آباء يتشاركون مع زوجاتهم في عملية التربية الشّاقة والمضنية.. وفي أعمال المنزل الشّاقّة المؤبّدة.. والنتائج الإيجابية تتحدث عن نفسها.. أقولها كمربية عملت في سلك التدريس طويلا وتعاملت مع صنوف مختلفة من الأهل. ثمّ من قال أن اتخاذ القرارات وال"فرمانات" التي تخصّنا كطائفة يجب أن تلتف على المرأة.. لو أن المرأة كانت جزءا من القيادات الدينية والسياسة لكان الأمر أكثر نجاعة.
عزيزتي المرأة.. صوتك ليس عورة.. مساهمتك في رفع شأن أسرتك اقتصاديا ليست أمرا فاحشا.. لم تكوني يوما عبئا اقتصاديا.. كنت مرة يدا عاملة في الحقول وفي الحظائر والإصطبلات.. صنعت أطباق القش.. والجبن واللبنة.. بنيت الأفران الطينية وخبزت.. جهزت مونة الشتاء من منتجات أرض زوجك.. أنجبت سهرت.. قمت بالأعمال المنزلية. عملت وتعبت أكثر من زوجك بكثير.. أما وقد تخلى هذا عن الأرض.. فلا مفر لك إلا بالبدائل.. أن تدرسي وتنالي الشهادات.. أن تتوظفي وتعملي في أي عمل تختارينه شرط أن لا تنزلقي إلى إحدى الكبيرتين.
عزيزتي المرأة.. أنت من اكتشف الزراعة فوضعت أسس الحضارة.. والاستقرار.. انت كنت ربّة.. شيدوا من أجلها المعابد.. وقدموا القرابين.. أنت أثينا في حكمتها.. وعشتار في جمالها وخصوبتها.. كان أولادك ينسبون إليك ويتسمون باسمك.. إلى أن جاء أول دين سماوي.. فصار صوتك عورة.. وانكشاف وجهك وشعرك إثما يحرك الشهوات بالرجال.. كان الأجدر بهم.. أن يتعاملوا مع شهوات الرجال ويقوموا بلجمها وتهذيبها.. لا أن يقمعوك.
لست أفهم لم يخافون من قوتك.. ومن صوتك.. ومن رأيك حين تسمعينه باعتداد وكبرياء وقناعة.. كم أعتز بك وأنا أراك تحصلين على الألقاب الجامعية العليا وتحققين ذاتك.. لتثبتي أن قدراتك الدماغية لا تقل عن قدرات الذّكور.. بل وتفوقها في نواح عديدة. الرجل الحقيقي هو من يعي بأنك إنسان مثله تماما.. الرجل الحقيقي.. هو من يعتبرك سندا له وأن قوة شخصيتك مورد يحتاجه في السراء والضراء.. الجدير بالرجل أن يخاف من وعلى امرأة مستضعفة وخانعة. والجدير به أن يحرص على حبّ زوجته له.. فلا مخلوق يستمرئ العيش دون أن يُحبّ. . فمن يعامل زوجته بالعنف الكلامي والجسدي.. فسيفقد حبها له.. فيكون كمن سجل في شباكه هدفا ذاتيًّا.
عزيزتي المرأة.. الخروج من البيت والعمل.. حقّ لك وواجب عليك.. ليس عليك أن تختبئي في منزلك خوفا من تضعفي.. العمل هو المحكّ الحقيقي لمدى تذويتك لقيم الشّرف والعرض والأخلاق.. وهل الأخلاق بمسار واحد.. تلتزم بها الأنثى دون الذّكر؟ هذا التعميم البغيض.. ووسمك بالجهل والتخلّي عن القيم.. لا يجب أن يشعرك بالذّنب.. لقد قيل ما قيل بأسلوب غير علمي.. غير مبني على إحصائيات دقيقة.. وبدوافع رعناء غير مدروسة. لم تأتي إليك الحاجات طائعات كما قيل في المقال.. لم تكوني يوما كسولا غير منتجة.
لست أنت المسؤولة عن نسبة الطلاق العالية.. لقد كتب المقال وكأن النساء العصريات بلا شرف.. هل كانت النساء فيما مضى محصّنات ضد الضعف؟ كم واحدة ما زالت سمعتها في الحضيض حتى يومنا هذا؟ كم مرأة هربت مع من هم من غير دينها وأنجبت له الأولاد أيضًا؟ الدنيا ما زالت كما هي.. فيها الخير والأخيار.. والشرّ والأشرار.. وكم من ((الجهال والجاهلات)) لديهم من الصفات الإنسانيّة والميول الروحية أكثر حتى من ذوي العمائم والعباءات. وكان أجدر بالشيخ أن يخاطب امه اليمكنالية –بعد عمر طويل- بطريقة اكثر احتراما.
لقد ساءني هذا المقال كثيرا.. وبصراحة فهو من أسوأ ما قرأت على هذه الشبكة العنكبوتيّة. ولا يسعني إلا أن أطلب من المجلس الديني.. القيام بخطوة غير مسبوقة.. هي ضم النساء إلى ما تناقشونه في سبيل خير مجتمعنا وصحته.. وأتوقع من شيخ عاقل مستنير كمنير فرو.. ان يعتذر لنصف المجتمع المثقف الجميل المكافح.