أبناء الشياطين

وندعو الله سبحانه أن يلهمنا الصواب, لنردّ على كتاب بكتاب, وأن يُقينا شرّ الفاسقين لابسي لباس الإنس وهم أبناء الشياطين وبعد, فإن هناك من الأبالسة مَن يجلس أمام المرآة, ينظر إلى قبح نفسه خلال صورته, ويكتب ليُلصِقَ صفاتِه القبيحة بغيره, وخاصة بمَن يفوقه مركزا وأدبا وأخلاقا, وبمَن أطول منه باعا وأثرى عملا وأنبل أصلا وأطيب محتدا واعز عرقا وأعمق جذورا.

لذلك لم يتندَّ جبيني غضبا, ولم تنتفخ عروقي غيظا  بعد أن نشر مَن نشر, في شبكات التواصل الاجتماعية, بيانا وضيعا على شاكلة كاتبه, موقَعا باسم " شباب وشابات آل كيوف ", وفيه تطرَّق بسوء نية وبحقدٍ أسود إليّ والى أبنائي, واصفا إيانا " بحثالة المجتمع " و " الفاشلين البائسين ".

الحثالة يا شرّ المخلوقات هو مَن يعمل في الظلام, وهو مَن ينتحل اسم غيره ليبث الفساد ويدق الأسافين لزرع الفتنة, فأنا لم يساورني أدنى شك ولو للحظة أن كاتبي البيان هم  من آل كيوف, هذه العائلة العريقة التي برهنَت أكثر من مرة على مواقف مشرّفة, وعملَت الكثير من اجل بلدتها, وأنجبَت العديد من المثقفين ورجال العلم والدين, وفيها من الشابات الواعيات والشباب الابطال الذين يقفون وقفة الأسود عند النوائب, والتي تربطني بأفرادها عامةً علاقة وطيدة حميمة, مبنيّة على الألفة والمحبة والاحترام المتبادل والثقة والتقدير, ويجعلوني اشعر كفرد منهم.

ليس لي أعداء من آل كيوف الكرام, إذ أن أعدائي معروفون ( مع أني لا أعيرهم أي اهتمام ولا أراهم من شبر, وأنا على يقين أنهم وراء هذا البيان الوضيع بناءً على الأسلوب المتدني).

إن أعدائي هم أعداء المُثل العليا والأخلاق الحميدة والأعمال الطيّبة, وهم أعداء لكل خير ولكل خلق قويم. إنهم أعداء الصدق والكرم والأريحية والنبل. إنهم أعداء الكرامة والأمانة والوفاء, إنهم أعداء الضمير اليقظ الحيّ, إنهم أعداء المجتمع والإنسانية وبالتالي فإنهم أعداء أنفسهم, وهذا أنكى من عداء الغير.

كما تطرّق السفلة المارقون إلى رئيس المجلس السيد وجيه كيوف, واخترعوا كذبة جديدة كأنّ وجيه جرّ أباه إلى المحاكم, وهذا مِن خيال  مريض نفسي عصيب, فوجيه لا ينام ليله إلا بعد أن يطمئنّ إلى والده ويطلب صفاء خاطره, وينال بركته ودعواته ( الله فوق وأبو نزيه تحت ) فاخرسوا أيها المنافقون.

وتناول البيان السخيف " معاملة وجيه الدنيئة لعمال المجلس ", وهذه كذبة أخرى فعمال المجلس ( بحلفو بحياتو ) بعد أن نظّم لهم الأجور وصناديق التوفير وجميع مستحقاتهم, التي كانت ممنوعة عنهم سنين طويلة. قد يكون وجيه جافاً بعض الشيء, لكنه رجل العمل لا الثرثرة , ورجل الفعل من أجل بلدته وليس رجل الاحتضان وتقبيل الوجنات والدواوين, وسأهمس لكم بسرّ : لا أجد بديلا لوجيه كيوف حتى الآن ( طقوا وافقعوا), وإن وُجِد فالمجال مفتوح أمام مَن يريد ترشيح نفسه. وذكرَ المحبَطون المحتضرون البؤساء أبنائي " البائسين الفاشلين ", وأنا أقول بدون تواضع : كل أب يتمنى أن يُرزَق أبناء مثلهما, فهما بارّان لأهلهما صادقان مؤدّبان محترمان مخلصان, ومن أجل ذلك حازا على مراكز مرموقة في عملهما, فواحد ممرّض مختص يعمل مسؤولا عن قسم, والآخر يتقدم بخطى حثيثة نحو مراتب عليا.

أما ما ذكر المعتوهون عن عائلتي فاجتماعيا لم, لا ولن أتخلى عنها وأنا مع أبنائي نشاركها الأفراح والأتراح, أما سياسيا فلكل رأيه الخاص ونظريّتي هي انتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب, بغضّ النظر عن الاسم واللقب والعرق.

أنا لا أرضى بسياسة القطيع وأنا لست " يسمان " لأحد, والكل يعرف أني أنبذ العصبية القبلية نبذا قاطعا. فيا أيها القرامطة والفرّيسون, كفاكم الأعيب سخيفة كأطفال الروضة, كفى نبشا بالتراب فقد نبشتم كثيرا ولم تجدوا إلا عظاما حال لونها. وأخيرا :

وإذا أتتْكَ مذمّتي من ناقصٍ       فهي الشهادة لي أني كاملُ
وكم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم       ويكره الله ما تأتون والكرم

ملاحظة : تقدّمتُ بشكوى للشرطة بشأن بيان المتبجحين, ووعدَت بالاهتمام بالموضوع وكشف النقاب عن مصدره, وحينئذ لن أرحمكم ولن ادع رحمة ربنا تنزل إليكم, وعلى نفسها جنَت براقش.