بوريم ساميح

عيد بوريم ويُعرَف عندنا كعيد المساخر, بسبب الأقنعة وانتحال شخصيات مختلفة, هو عيد سعيد يحتفل به اليهود كل عام, إحياءً لذكرى تخلصهم من ظلم الوزير هامان

10.03.2017 מאת: سامي منصور
بوريم ساميح

في إحدى ممالك فارس القديمة, بفضل استير اليهودية التي تزوجت ملك تلك البلاد, فأنقذتْ شعبها من الضياع.

وفي هذا العيد يستعمل اليهود آلات تُحدِث ضجّة, كلما ورد اسم هامان في صلاة العيد, مثلنا تماما فنحن نحب الضجيج والضوضاء لكي نسمع أصواتنا فقط, كما يأكلون كعكة تدعى" آذان هامان ", تماما مثلنا فنحن نأكل آذان بعضنا بالنميمة والوشاية والتجريح والمسبات والإشاعات.

وبما أننا ( الموحدون )" أبناء السبط الثالث عشر " يحق لنا عيد كهذا, رغم أننا نعيش عيد مساخر على طول السنة ولأعوام طويلة, فنحن نجعل من كل أمر مسخرة حتى صرنا مسخرة. كنا مسخرة يوم هربنا من مصر وتشتت شملنا بعد الدعوة النبيلة, التي تغاضينا على مدى قرون عن تخليد ذكراها العطرة.

كنا مسخرة إبان الحكم العثماني لهذه البلاد, حيث وقع علينا الظلم دون استطاعة للدفاع عن أنفسنا, نحن الذين كنا نفخر بشجاعتنا وعزمنا, فنحن شجعان على بعضنا.

كنا مسخرة أيام الانتداب البريطاني, ففي الصراع على إقامة الدولة اليهودية كان منا مَن انحاز إلى العرب, وهناك مَن حارب مع اليهود حيث فقَدنا عشرات القتلى.

وقامت دولة إسرائيل ومن يومها الأول انتهجَت السياسة التي ما زالت تثابر عليها حتى اليوم ( فرِّق تَسُد ), فقد عيّنَت مجالس محلية في بعض القرى, وأخذتْ تبعث بمراسليها إلى العائلات, توغر صدر العائلة ضد الأخرى فزرعَت بنجاح تام بذور الفرقة والنفور وحتى العداء بين أبناء القرية الواحدة, فصرنا مسخرة عند الدولة أو دمية تلهو بها.

ثم فرضتْ علينا زعامة نيئة عمياء, وبنظرها الثاقب الذي رأى أننا ( على نيّاتنا ) وقّعت الحكومة مع زعامتنا اتفاقية التجنيد الإجباري, كشرط لاعتراف الدولة بنا كطائفة مستقلة فصرنا مسخرة عند باقي الأمم.

في الكنيست زجّوا لنا بممثلين كان يجب انتخابهم حسب تعليمات الحكومة و( الخزب ), فكانوا ( وما زالوا ) كالرجال الآليين يتمشّون  (بكبسة زرّ ).

أقيمت " جمعيات " لدعم ومساعدة فقراء الطائفة, فهل هناك من سوعِد ودُعِم أم أن المسؤولين ازدادوا غنىً وازداد الفقراء فقرا ؟ أما المسخرة الكبرى والأقرب إلى طامة فهي منهج التعليم الخاص بالمدارس الدرزية, الذي طُبِّق بمساندة بعض " عباقرتنا " ممن يهمهم أمر الأجيال الصاعدة, لأننا نعيش على كوكب آخر.

نحن نفتخر ويركبنا الزهو ونكاد نخرج من طوقنا, حين توفد الدولة مبعوثا يشاركنا الزيارة, ونتغنى ونصدح بالثناء عليها عندما ينبهر المبعوث من الرخام والثريات الفاخرة, وأعلام الأزرق والأبيض التي تغطي السماء, ونشكر الدولة حين ترسل مرسالا يشاركنا " الاحتفاء " بشهدائنا مشيدا بأمانتنا وتفانينا  في الدفاع عن الدولة, ويشنف آذاننا بالمساواة والحقوق و "أخوة الدم ", وهكذا صرنا مسخرة يضحك لها الكل.

وبما أن " العين علينا " فكل سلوك شاذ من احدنا, كالرشوة والمخدرات يحظى بعناوين عريضة في الصحف, كأن هذا لا يحدث يوميا عند الآخرين, أو كأنهم يقولون : كيف تدّعون الطهارة ونسبة الإجرام عندكم آخذة بالارتفاع ؟

صرنا مسخرة وقد اقتبسنا من الأجانب كل قبيح ومزرٍ, كلباس بناتنا المكشوف وتبرّج نسائنا واستعمال العنف في كل صغيرة وكبيرة. أما عن الأراضي فلضلاعتنا بالنضال لم يصادَر سوى ثمانين بالمائة منها, وهناك من باع أراضيه للدولة دون إكراه, بل هناك من تبرع بأرضه للدولة كي ترى إخلاصنا لها, والجائزة قهقهة للمسخرة.

وأما عن " قياداتنا " فلا نريد التكلم, ويكفي أنها السبب الرئيسي للمسخرة, بتصريحات في غير محلها وإطلاق شائعات غير صحيحة, تريد بها الظهور بمظهر المنقذ والواقي للمساكين.

بقي لي سؤال : ذكرنا في البداية الظلم الذي وقع على اليهود, فتُرى مَن يستطيع تخليص شعب يظلم نفسه بنفسه ؟

קפה

وكل بوريم ونحن بخير.

תגובות

1. يعقوب לפני 7 שנים
احلى مقال

מומלצים