أخوّة مزيفة 

طالَعَنا في صحيفة " يديعوت احرونوت ", يوم الاثنين 18.12 خبر مفاده أن اثنين من الجنود اليهود قاما باعتداء وحشي على زميلهما الدرزي, الذي رفض طلبهما بإخلاء غرفة كان ينام بها بعد إنهاء مناوبته.

23.12.2017 מאת:  سامي منصور
 أخوّة مزيفة 

وقد كُسِر انف الجندي الدرزي وأصيب بنزيف في مختلف أنحاء جسمه. وفي اليوم التالي أعادا الكرة وضرباه ضربا مبرحا دون أن يحاول احد إنقاذه. وبعد مرور عدة ساعات نُقِل إلى المستشفى لتلقي العلاج ( صورة الجندي المصاب تظهر في الصفحة 16 ).

وقد ندد فضيلة الشيخ موفق طريف بهذا الاعتداء الذي حدث, متمنيا انه لم يحدث على " خلفية طائفية ", لكن الله يعلم والكل يعلم ليس من أجل سرير نوم, وإنما جراء عنصرية عرقية نعيشها على مدى سبعين عاما, حتى غدَت عضوا في جهازنا الهضمي, فنحن نفطر بها ونتغدى بالتمييز العرقي ونتعشى بالتفرقة والإجحاف, ونتحلى بالكراهية والاحتقار الدفينين, وصارت كملبس لنا ترافقنا في المكاتب الحكومية, في دور اللهو, في الملاعب, في الشارع وفي الجيش والشرطة, في المطار والميناء, في التربية والتعليم, في الأراضي وأين لا ؟ لا يحق لنا, بني معروف, الاستهجان ولا العتب ولا اللوم, بل لم يعُد هناك مجال للندم فنحن مَن فتح باب الفتنة على نفسه, ونحن مَن وضع هؤلاء العنصريين على ظهره, ونحن مَن عوّدهم الاستهتار بنا, وقياداتنا على أنواعها وعلى مرور السنين هي التي صنَعَت لنا هذا المصير, وهي التي ربَّت أجيالَنا على " يس مان أمرك سيدي ".

ولِمَ نغضب منهم في حين يجب أن نغضب من أنفسنا. هل نغضب لكرامتنا التي أهدرناها بأيادينا؟ أم هل نثور على دولة أعطيناها لسبعة عقود دون أن نعرف كيف نأخذ منها ؟ لقد فات الأوان على الغضب والثورة لأننا امة بليدة بسيطة " كلمة بتاخذها وكلمة بتجيبها, و" هاي قسمتنا واللي بيجي من الله ما أحلاه ", لأننا شعب الله المختار بل المخ..طار الذي لا يحسن المحافظة على كرامته, فنركض لأخذ صورة مع كل " خلقة " مبعوث من الحكومة لمصالحتنا وتطييب خاطرنا, لأننا مستهترون بحق أنفسنا, لأننا أنانيون نجري وراء المصلحة الشخصية والجاه والشهرة, لأننا قطيع بدون راعٍ يحميه من الذئب الذي ينهش لحمه ويستولي على مراعيه, لأننا لا نحب بعضنا بعضا.

لا تعجبوا, بني قومي, لهذا التصرف ولا تنتظروا سواه, فهذا ما تأمر به تعاليمهم التي توارثوها منذ مئات السنين وأهمها " כבדהו וחשדהו " أي احترمه لكن لا تثق به . وقبل حوالي أربع سنوات مُنِع جنود دروز برفقة ضابط من دخول قرية الأبحاث النووية قرب ديمونة, ضمن مناورة عسكرية فلم يبقَ مسؤول إلا واستنكر ذلك, وكلهم صرحوا أننا أخوة و " لحم واحد ".

يجب أن يعلم العنصريون أن الدروز جنود بواسل, وحرس الحدود محاربون قديرون ورجال الشرطة متمرسون .

ولكن يظهر أن هناك بوابات لا يجوز لنا تخطيها, ووراءها يُنسى الإخلاص, وتنعدم قدراتنا ويختفي الوفاء. بقي أن نعترف وتعترف الدولة أنها عنصرية مغلفة بغلاف الأمن الواهي, وأنها دولة تمييز عنصري وعرقي, تتوهم أنها تحمي نفسها بفقدان إنسانيتها.

أما قصة כבדהו וחשדהו فتحكي عن حاخام يهودي استضاف شخصا, فأكرمه الحاخام وأطعمه واسقاه وصعد به إلى السطح ليبات ليلته, فقد كان اليهود يبيتون زائريهم على سطح الدار.

ولكن الحاخام أزاح السلم  وفي الصباح وجد ضيفه ممددا على الأرض, وبجانبه حاجيات كان ينوي سرقتها, إذ لم ينتبه للسلم. عندها قال الحاخام : لقد أكرمتك ولكنني شككت بك وها قد صدق ظني بك, فراحت مثلا إلى الأبد. 

תגובות

מומלצים