أشفق عليك أيها الرجل الشرقيّ

أشفق عليك أيها الرجل الشرقي النمطي، تنظر إلى الأنثى بتعالٍ، تؤنب زوجتك، تعنفها، تهمشها، تنتقد كل شاردة وواردة فيها وتريدها في الفراش ملهمة ومبدعة وحارة. 

07.03.2018 מאת: هيام أبو الزلف 
أشفق عليك أيها الرجل الشرقيّ

تحمل المرأة الشرقية إلى فراشها خيباتها وأحزانها ومللها من رتابة حياتها التي لا تأتي بجديد، تستلقي لتنام، فتمتد إليها نفس اليد التي صفعتها قبل قليل لأن الطعام مالح بعض الشيء، وتبدأ بتقبيلها نفس الشفتين اللتين خرجت من بينهما كلمات التعنيف، فترضخ وتستكين فهي تقوم بواجب (الحياة الزوجية)، إلى أن تتم هذه العملية التي باتت مدروسة ومتوقعة كنهاية فيلم مصري، وروتينية أكثر من كنس جنبات الدّار، وفرم سلطة البندورة والخيار.

يشاهد الرجل الشرقي فيلمًا أجنبيًّا، فتندفع الدماء إلى أذنيه، تزوغ عيناه وتتدلى شفتاه بحسرة حين يشاهد مشهدا حميميًا ساخنًا، فينظر إلى زوجته خلسة ولسان حاله يقول "ليتك تملكين ولو جزءًا من حرارة "راين ميغان" لم لا تشاركني الفراش مثل هذه النمرة التي تجاري رفيقها حركة وفاعلية، بل تقوده هي إلى مسارات الشبق والتوتر، ثم يحطان معًا على غيمة من الاسترخاء اللّذيذ. ثم يدخل فراشه ويمد إلى زوجته يدًا مغمض العينين وعبثًا يحاول استحضار ((راين ميغان)). 

أشفق عليك أيها الرجل الشرقي النمطي، تنظر إلى الأنثى بتعالٍ، تؤنب زوجتك، تعنفها، تهمشها، تنتقد كل شاردة وواردة فيها وتريدها في الفراش ملهمة ومبدعة وحارة. 

إنْ أردت شريكة حقيقية في الفراش، فعليك أن تشعرها أولا بإنسانيتها، أن تنظر إليها بمستوى العينين، أن تكن لها الاحترام، أن تأخذ بمشورتها، أن لا تقف حجر عثرة بينها وبين طموحها ورغبتها في تحقيق الذّات، أن تلقي بمسامعها كلمات الحبّ، كيف تطلب منها أن تجاريك وأنت تعاملها كإحدى قطع أثاثك، كأمر مفهوم ضمنًا.

هل تتوقع الورود والرياحين من حديقة مهملة، مشتاقة إلى قطرة ماء؟

ولو قدر لك أن تتعرف على أجنبية فستغير من أجل عيونها كل أفكارك النمطيّة، وسلوكياتك التي تبعثها موروثات تعود إلى ما قبل زمن ألف ليلة وليلة.

يحق لصديقتك أو لزوجتك الأجنبيّة أن تكون لدا تجارب، وماضِ، يحق لها أن تحقق ذاتها على النحو الذي تريد، أن تمارس إنسانيتها المتمثلة بحريتها، فنراها تزاحم الرجل في جميع مجالات العمل، يحق لها أن تحجم عنك متى شاءت وأن ترغب بك متى أرادت، أما تلك الشرقية، فإن حاولت أن تجاريك، مدفوعة بحبها لك، أو مستجيبة لنداء جسدها المشروع، فستضعها في خانة الساقطات، أشفق عليك أيها الرجل النمطي، أيها الارمل الابدي، الذي يمضي حياته بدون زوجة بدون حبيبة. 

תגובות

1. عسفيا לפני 6 שנים
عسفيا

מומלצים