اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل

اخواني اخواني ابناء التوحيد قال تعالى وهو عزّ من قائل : " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون".

07.12.2021 מאת: منير فرّو
اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

اخواني اخواني ابناء التوحيد اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، اليوم يكون الزرع، وغدا يكون الحصاد، فهلا حاسبتم انفسكم قبل ان تُحاسَبوا؟ وهلا عملتم عملا يكون فيه غدا نجاتكم؟ وهلا زرعتم زرعا يكون فيه غدا وفرة حصادكم ؟

اخواني ابناء التوحيد لقد قال الله وهو اصدق القائلين : " ان الساعة لاتية لا ريب فيها "، وهل عندكم ريب من قول ربكم فيه تشكون؟

 

 

اخواني ابناء التوحيد  تجنبوا غضب الله بالاقبال على اوامره والادبار عن نواهيه والعمل بما يرضية، فلا مهرب من حسابه، وهو ما من شك اننا اصبحنا على باب ذاك الحساب، الذي لا عين رات، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لان علم الحساب ملكوتي لاهوتي، لا تدركه الابصار، ولا تعيه العقول، لانه لم يحدث ان حاسب الله الخلق حسابا في مثله، فهو نهاية النهايات " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب"، و"يوم  لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم"، و" يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا".

 

 

اخواني ابناء التوحيد  " اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور  إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".

 

 

 اخواني ابناء التوحيد فقد  بلغ العصر آخره، وحكم فيه خالقه وقادره،  وزهق الحق وعلا عليه الباطل باطنه وظاهره، وظهرت سرائر الخلق وبانت ما اكنته ضمائره، وعما قليل يظهر الجزاء  ويعرف العامل عمله  أوله وآخره، حقه وباطله، ولا يضيع  مثقال ذرة ناهيه وآمره، فطوبى لمن اصلح مثواه، واتخذ من الدنيا ما ينفعه في اخراه، يوم لا مرد لقضاه، ولا دافع لبلواه، ولا خلاص لانسان مما جناه .

 

 

اخواني ابناء التوحيد  توبوا  الى خالقكم ما لكم من اله غيره، " اقترب للناس حسابهم "،  قبل " أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين  أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين  بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين  ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين  وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم

يحزنون ".

 

 

اخواني ابناء التوحيد قال تعالى في المسطور المبين في سورة يوسف الاية 105: " وَكَأَيِّنْ (كم)مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ"صدق الله العظيم

 

 

اخواني ابناء التوحيد ان الله تعالى خلق الارض وما عليها من بحار ومحيطات وسهول وجبال ومعادن ونبات وحيوان وانسان، والسموات وما فيها من افلاك وكواكب ونجوم واستقصات، كلها دلالة على عظمته تعالى وقدرته وحكمته، وانه لا اله الا هو هو القادر العظيم، والحاكم على كل شيء، وكان من حكمته في خلقه للكون هو الانسان الذي خلقه على احسن تقويم، وخصه بالروح والعقل الرزين، وقبول علم البيان والصنائع ليتشرف عن كل المخلوقات،  ويكون هو أي الانسان كمال صنعة الله والمتمم لها، و وخليفة في ارضه يتحكم على جميع ما فيها من المعادن والنبات والحيوان، كل مسخَر له يتصرف فيها ما يشاء كيف يشاء، ويحكم عليها بما يريد، كل ذلك بتمييز عقله، وكمال خلقته وهيئته،  لانه لو خلق الله كل ما في الكون ما عدا الانسان كانت الصنعة ناقصة الشكل والهندام، ومفللة النظام، وكانت سدى ليس لها معنى ولا تعظيم ولا تقدير ولا ادراك لقدرة الصانع وما صنع، والخالق وما خلق، والباري وما برا من المبروءات، كما قال تعالى في سورة المؤمنون الاية 112  : " افحسبتم انما خلقناكم عبثا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ "،  لذلك قال تعالى في سورة الذاريات الاية 56 : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فغاية الله من خلق الكون هو لعبادته وتوحيده تعالى ومعرفته على الحقيقة من خلال اتقان صنعته والاعتبار بكل ما خلق، لان الصنعة تدل على الصانع ومن احسن من الله صنعة ؟

 

 

اخواني ابناء التوحيد ومن رحمته تعالى التي وسعت كل شيء، انه اراد ان يهدي الانسان ويعرفه على انه الله خالقه ان ارسل له الرسل لهدايته، وخصهم بالعلامات والدلائل والمعجزات والعلوم والرسالات ليطمئن بها قلبه، ويتدبرها لبه، ويعيها بعقله، ليتبين البرهان، ويتضح له حقيقية الرحمن، وانه الله العظيم الشان الذي قال عنه في القرآن في سورة الرحمن الاية  29 : " سْأَلُهُ مَن فِي السماوات والأرض كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ "، والسؤال هنا سؤال المحتاج إلى رزقه ، وفضله ، وستره ، وعافيته الى ما لا نهاية من حاجة العبد في احتياجاته،  وهو  عز وجل  فى كل وقت من الأوقات ، وفى كل لحظة من اللحظات ، فى شأن عظيم . وأمر جليل ، حيث يحدث ما يحدث من أحوال فى هذا الكون ، فيحيى ويميت ، ويعز ويذل ، ويغنى ويفقر ، ويشفى ويمرض ويعطي ويمنع دون أن يشغله شأن عن شأن ، فهو تعالى الباريء الذي باريء له، وخالق لا شريك له ولا  ضد يقابله، وقادر الذي لا يُقدَر عليه، وغالب لا غالب له، فهو منه بدا كل شيء، واليه يعود كل شيء، وهو فوق كل شيء، وداخل في كل شيء، وهو تعالى كما قال عن ذاته المقدسة في القران المجيد سورة الشورى  والاية 11: "  ليس كمثله شيء"، فهو تعالى شيء ولكنه  ليس كباقي الاشياء، لانه هو تعالى خالق الاشياء فلن يكون من جنس ما خلق من الاشياء، فهو ليس بشيء فيكون هالك، وهو تعالى الباقي بلا زوال، ولا هو لا شيء فيقع عليه العدم، وهو موجود، ولا هو على شيء، فيكون محمولا عليه، وهو تعالى له ملك السموات والارض، ولا هو في شيء، فيكون تعالى تحت الاحاطة، وهو تعالى  المحيط بكل شيء، ولا هو تعالى متعلق بشيء فيكون قد التجأ الى ذلك الشيء وهو تعالى العزيز القوي واليه يلتجيء كل شيء، فهو تعالى منزه بصفاته عن كل شيء، فلا يتجانس مع ما خلق ولا يدخل في اوهام وخواطر الخلق .


 

اخواني ابناء التوحيد ان من خصائص الباري كما جاء في اقوال الحكماء : " ان اقتران الصفات باضدادها كاقتران الوجود بالعدم، والعلم بالجهل، والحياة بالموت، والقدرة بالعجز، فالباري تعالى منزه عن ان يوصف بها، بل انه خالق الوجود والعدم فصار تعالى مخصوصا بالخلقة، وجاعل الموت والحياة فصار مخصوصا بالبقاء، وموجد العلم والجهل فاختص بالعلم، فسبحان من هو منزه عن كل ما خلق،  وموجد الاشياء ليوجد بها وتدل عليه، لان الدال على وجود ذاته تعالى اختلاف مصنوعاته .

 

 

اخواني ابناء التوحيد ان وجود العالم من الله من عدم الى وجود، ومن لاشيء الى شيء، والدلالة على ان وجود العالم من الله كوجود الكلام من المتكلم او كوجود ضوء الشمس في الجو او كوجود الحرارة المسخنة في جسم النار، فالكلام ليس هو جزء من المتكلم كما ان ضوء الشمس ليس هو جزء منها، وكما ان حرارة النار المنتشرة منها وحولها وليست هي جزء من النار، بل الكلام من المتكلم هو فعل فعله او عمل عمله واظهره بعد ان لم يكن، وكذلك ضوء الشمس هو اشخاص منها وفيض وفضل منها، وكذلك الحرارة هو فيض من النار، وهكذا الحكم والمثال على وجود العالم عن الباري ذلك ان العالم ليس جزء منه تعالى بل فضل تفضل به، وفيض جود افاضه، وفعل فعله بعد ان لم يكن فعل، كما ان المتكلم اظهر الكلام بعدما لم يكن تكلم، ولكن لا ينبغي ان نظن ان وجود العالم عن الله طبعا بلا اختيار منه مثل وجود نور الشمس في الجو طبعا لا اختيار منها، ولا تقدر ان تمنع نورها وفيضها، لانها مطبوعة على ذلك طبعها رب العالمين، فاما الباري تعالى فمختار في فعله ان شاء فعل، وان شاء امسك عن الفعل تركا، مثل المتكلم القادر على الكلام ان شاء تكلم وان شاء امسك وسكت، وهكذا حكم ايجاد الباري واختراعه ان شاء افاض جوده وفضله ونعمته واحسانه واظهار رحمته وحكمته، وان شاء امسك عن الفعل تركا،  وان شاء لم يمتنع عن ايجاده فعله صنعا، اذ هو قادر على الفعل ترك الفعل مختارا، كما قال تعالى في القران في سورة فاظر الاية 41: " ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتنا ان امسكهما من احد من بعده " جل جلاله وتعاظم في علاه .

 

 

اخواني ابناء التوحيد وكما جاء من اقوال الحكماء عن علم الانسان بالباري عز وجل ووجدانه له باحدى طريقتين احاهما عموم والاخرى خصوص :

 

 

فالعموم هي المعرفة الغريزية التي في طباع الخليقة  اجمع بهويته، وذلك ان الناس كلهم، العالم والجاهل والخير والشرير والمؤمن والكافر ، كلهم يفزعون عند الشدائد الى الله ويستغيثون به ويتضرعون اليه،حتى البهائم ايضا في سني الجدب ترفع رؤوسها الى السماء تطلب الغيث، فهذا العلم منهم يدل على معرفتهم بهويته.

 

 

واما معرفة الخصوص فهي بالوصف له والتجريد والتنزيه والتوحيد، وهي التي بطرق البرهان، ويختص بها فضلاء الناس وهم الانبياء والاولياء والحكماء والاخيار والابرار كما وصفهم فقال في محكم تنزيله : سبحان الله عما يصفون، الا عباد الله المخلصين وهي معرفة ضرورية.

 

 

اخواني ابناء التوحيد وقال الحكماء ايضا : ان الايمان على نوعين : ظاهر وباطن ، فالايمان الظاهر هو الاقرار باللسان بخمسة اشياء:

 

 

احدها هو الاقرار بان للعالم صانعا واحدا حيا، قادرا حكيما، وهوخالق الخلق كلهم، ومدبرهم لا شريك له في ذلك احد .

 

 

والثاني هو الاقرار بان له ملائكة صفوة الله من خلقه، نصبهم لعبادته وخدمته، وجعلهم حفظة لعالمه، ووكل كل طائفة منهم بضرب من تدبير خلائقه بما في السموات والارض لا يعصون ما نهاهم عنه ويفعلون ما يؤمرون .

 

 

والثالث  الاقرار بانه قد اصطفى طائفة من بني ادم، وجعل واسطة بينهم وبينه الملائكة ليتلقى الملائكة من ربهم، ويلقون الى بني ادم ما يتلقونه من الملائكة من الوحي والانباء .

 

 

 والرابع الاقرار بان هذه الاشياء التي جاءت بها الانبياء، عليهم السلام ، من الوحي والانباء باللغات المختلفة ماخوذة معانيها من الملائكة الهاما ووحيا .

 

 

 والخامس الاقرار بان القيامة لا محالة كائنة،وهي النشأة الاولى، وان الخلق كلهم يبعثون ويحشرون ويحاسبون ويثابون بما عملوا من خير ومعروف، ويجازون بما عملوا من شر ومنكَر، وذلك قول الله تعالى في سورة البقرة الاية 285 : " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" وايضا قوله تعالى: " واليوم الاخر" فهذا هو الايمان الظاهر الذي دعت الانبياء، عليهم السلام، الامم المنكِرة لهذه الاشياء الى الاقرار به، وهو يؤخذ تلقينا كما يتلقن الصغار من الكبار، والجهال من العلماء والاقرار به .

 

 

واما الايمان الباطن  الذي هو باطن فهو اضمار القلوب باليقين على تحقيق هذه الاشياء المقر بها باللسان، فهذا هو حقيقة الايمان. واما المؤمن في ظاهر هذا الامر فهو المقر بهذه الاشياء بلسانه، لان الذين مدحهم الله في كتبه ووعدهم الجنة فهم الذين يتيقنون بضمائر قلوبهم حقائق هذه الاشياء المقر بها كقوله تعالى في سورة ال عمران الاية 7 : "  هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ  فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ  وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ  وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰابِ"، واما الطريق اليه فهو بالتفكير والاعتبار والقيام بشرائطها وواجب حقها ، كما قال تعالى في سورة البقرة الاية 214 : " ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ".

 

 

اخواني ابناء التوحيد ان الله تعالى خلق الانسان ليعرفه ويعبده ويوحده ليلحق بالكمال المطلق الذي هو الله، فالله تعالى هو حي باق ، والانسان هو مركب من نفس باقية ازلية، وجسد ترابي فان، والانسان يتقرب الى الله بروحه ثم جسده بتهذيب اخلاقه وتطهيرها من النفس الامارة بالسوء الى ان تصير نفس مطمئنة بالايمان حيث عالمها الروحي الملكوتي حيث هناك السعادة الابدية للروح الزكية الازلية والحية الجوهرية، والجسد الة مسخرة للروح فاذا غلب الخير على الروح قادت الروح الجسد الى الاعمال الصالحة حتى يرتقي الى عالم الملائكة المتطهرون، واذا غلب الشر على الروح قادت الروح الجسد الى الاعمال الطالحة فينسفل الانسان الى طبقة البهائم، بل يكون كقوله تعالى في سورة الفرقان الاية 44 : |" ان هم الا كالانعام بل اضل سبيلا "، فاذا تقرب العبد الى ربه بنفسه الحية واتحد الحي الذي يموت بالحي الذي لا يموت صيره الحي الذي لا يموت حيا لا يموت وعندها تحيا النفس وتتحد رقيقة الروح الانسانية بالحضرة الازلية القدسية، وتعيش في عالمها الملوكتي الروحاني الانسي حيث الخلود، كما قال يسوع المسيح في الانجيل الطاهر : " من امات نفسه من اجلي فقد احياها، ومن اماتها فقد قتلني "، فاحياء النفوس بالعلوم الالهية المتجسدة بالرسالات السماوية، الواصلة من الله الى خلقه على يد رسله عليهم السلام، فالنفس تحيا باتباع الاوامر الدينية والانتهاء عن النواهي، والتقرب الى الله بالصلوات والنوافل، واما  اماتتها فبالابتعاد عن الله وعدم التفكر في ما خلق وفي عقابه وثوابه وحسابه، وترك الصلوات التي هي الصلة بين الله والعبد والحبل الواصل بين العبد وربه واتباع الهوى وابليس واغواءاته  مما يحجب العبد عن ربه ويصنع له جدارا حاجبا بين العبد وربه وبين روحه الازلية والحضرة القدسية الالهية، باتباع الشيطان فيضل ضلالا مبينا ويعيش في ليل مظلم لا يرى منها النور فيعيش وكانه مدفون في قبر وهو حي لا يرى شيئا .

 

 

اخواني ابناء التوحيد بعد ان ارسل الله الرسل والانبياء ورسالاته الى الخلق وعرفهم طريق الصواب والهداية والثواب في النهاية وطريق الضلال والغواية والعقاب في الاخرة وان الساعة اتية لا ريب فيها ولا بد منها وانها ساعة مهولة تقدر ب50 الف عام وانها في غاية العظمة وانها يوم الحسرة والندامة ويوم ترى وجوها ضاحكة مبتسمة مبيضة لما عملته من الصالحات وامنت برب الارض والسموات ووجوه باكية عابسة مسودة تبكي بدل الدموع دما من كثرة الحسرات على ما فرطت في جنب الله وعملت الطالحات  تتمنى لو كانت ترابا او أي شيء جمادا ولكن لا ينفعها الندم ولا التوبة بل كما قال تعالى في سورة الفرقان الاية 27-29  : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّاَلِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتَا ليتني لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً* لَّقَدْ أضلني عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءني وَكَانَ الشَّيْطانُ للإنسان خَذُولاً"، وايضا ما قال الله تعالى في سورة الزمر : " أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون "،

 

 اخواني ابناء التوحيد فاستشعروا كلام الله واستيقظوا من الغفلة فقد أزفت الآزفة واقترب للناس حسابهم افما تنتبهون ولا تتعظون؟  فكم من اية وعلامة تمر عليكم افلا تبصرون ؟وكما قال جل جلاله : " كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ، كلا لو تعلمون علم اليقين  لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين  ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" جعلنا الله واياكم ممن يسمع القول فيتبع احسنه والله الموفق لمن سعى في مرضاته والسلام .
 

 

תגובות

מומלצים