حجرة سيدنا الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان

كان المرحوم الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز إبان إمارة التنوخيين وإماماً عليهم وكان متوجاً بالعمامة المكولسة عاش في القرن الرابع عشر في بلدة الفساقين (البساتين) وقد كان من أصحاب المنازل الكريمة

03.04.2021 מאת: موحد
حجرة سيدنا الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان

 

كان الشيخ أبو مرعي تقياً متعبّداً سلك درب الزهد والورع والتقوى وعرف عنه صلاحه وبركته حرّم على نفسه مفاتن الدنيا وملذاتها ولم يأكل إلا من عرق جبينه وكد يمينه وكان متقشفاً يكتفي بالقليل ولا يطلب سوى رضى الله والتقرب منهظ

ويقال أن الامير السيد عبدالله التنوخي قدس الله سره قصد الشيخ زهرالدين قبل بلوغه سن الرشد طالباً منه الإتصال بمذهب التوحيد فقال له الشيخ يلزمك بعض الوقت فتدخل الحاضرون وقالو للشيخ زهر الدين هذا الشاب حديث السن وعلى وجهه سمات الصالحين، فقال لهم الشيخ زهر الدين عليه أن يأتي أربعين مرة.  فكان قصد الشيخ زهر الدين أن يأتي كل ليلة جمعه فكان الأمير يضع قصفة ريحان كَ علامه في كل مره يأتي بها حتى أنجز الامتحان في أقل من شهر وعند إنتهاء الشهر جاء الأمير السيد الى بيت الشيخ أبو مرعي زهر الدين فلم يجده وأخبروه إنه في بستانه يحرث الأرض هو وإبنه فلحق به الى البستان سلم على الشيخ وطلب صفو خاطره ومن ثم قال له:

لقد انتهى الشهر واطلب صفو خاطركم وأريد منكم أن تسمعوا لما حفظت فقال لإبنه اذهب معه يا ولدي واستمع اليه ذهب ولده واستفتح الأمير السيد وبدأ بالقرائة غيباً وأخذ ينتهي من رسالة ويبدأ بالأخرى فتعجب الولد من ذكائه واستيعابه نادى الى والده فحضر الشيخ أبو مرعي فقال لوالده أكمل لعبد الله ما حفظه لأن ما أحفظه قد تلاه فإندهش الشيخ زهر الدين وقال للأمير عبد الله بأن يكمل فتابع عبد الله تلاوته والشيخ زهر الدين يصغي مندهشاً مسروراً حتى أكمل عبد الله تلاوة المعلوم الشريف 
وسمع ما سمعه من الأمير السيد فأخذه الذهول

 

وقد كان للأمير ما أراد على يد الشيخ اذ اوصله الشيخ الى مبتغاه بعد أن إمتحنه وتأكد من حسن سيرته ونقاء سريرته ويقال أنه تسلم الكتاب وختمه وبلغ وأخذ الشيخه في شهر واحد  

ويقال أن الشيخ زهر الدين بعد ان رأى فيه ما يوافق الامامة نزع العمامة عن رأسه وقال هذه تليق لك وليست لي وأنت أحق بها مني ودعا أُمراء إمارة الغرب وأكابرها وأهالي المتن والشوف والجرد وغيرهم على إجتماع عام يُعقد وبعد حضور الجميع وقف الشيخ زهر الدين ريدان وفاجأ الحاضرين بتنازله عن رئاسة الموحدين الروحية للأمير السيد عبد الله لحسن تديّنه وصدقه وزهده بالدنيا وحسن مسلكه التوحيدي وورعه وحبه لله تعالى كذلك ألبسه عبائة المشيخة وعمم رأسه بعمامة مكولسة ناصعة البياض وكان ذلك اليوم يوماً تاريخياً في تاريخ الرئاسة الروحية للطائفة
توفي الشيخ أبو مرعي زهر الدين سنة ٨٨٤ هجرية

و على مر السنين والعقود تغير المكان الذي يحتوي على حجرة الشيخ ابو مرعي زهر الدين وبعد مدة من الزمن اشترى رجل قطعة الارض التي تحتوي على الحجرة وكانت عبارة عن بيت قديم مهدوم قام الرجل ببناء بيت له وأصلح المكان القديم وجعله إسطبل للخيل وركن حصانه في المكان ولكنه استيقظ في اليوم التالي ووجد الحصان ميتاً عاد واشترى غيره وربطه بذات المكان وفي الصباح وجده ميتاً هو الآخر فظن ان الأمر فيه سراً وبعضهم يقول الحصان الثالث ايضاً فقرر ان يبحث عن السر، رفع انقاض البيت المهدوم واذا بضريح سيدنا الشيخ ابو مرعي زهر الدين مسجل عليه نبذة عن حياته  فبنى صاحب الارض المملوكة غرفة فوق الحجرة واضحت مزاراً يؤمها الزوار للتبرك وايفاء النذور وكل من يزوره يشعر بالطمانينة والخشوع.

 

תגובות

מומלצים