في رثاء ابن العم والصديق الوفي الشيخ أبي حمد أحمد حسن صلالحة
"الموت لا والدا يبقي ولا ولدا هو السبيل الى أن لا ترى أحدا
الموت فينا سهام غير مخطئة من فاته السهم يوما لم يفته غدا"
لقد غيّب الموت عنّا فجر هذا اليوم الشيخ الجليل والصديق الوفي العزيز وابن العم الغالي على قلوبنا وقلوب أهله وأحبابه ,أبا حمد أحمد حسن صلالحة من بيت جن بعد أن غلبه ذاك الفيروس اللعين المسمّى بالكورونا بعد أن كان قويّا قبل أقل من أسبوعين.
نعم لقد فجعنا بنبأ وفاته في المستشفى فجر هذا اليوم رغم أنّ اخوته وأبناءه كانوا يطمأنوننا عن حالته عندما كنا نتصل بهم.
لقد غادرنا أبو حمد ونحن والأبناء والأخوان والأقارب والأحباب بأمسّ الحاجة اليه،فقد كان السند لكلّ محتاج وكان المربي الفاضل الذي أنشأ أجيال وأجيال على الخصال الحميدة المستوحاة من التعاليم التوحيديّة والانسانيّة
لسنوات خلت كنّا نتبادل الزيارات في المناسبات وفي غيرها وكنّا نتسامر ونتحدّث ونتناول شتّى المواضيع والأمور الاجتماعيّة ،السياسيّة،المدنيّة والحياتيّة ،ورغم أنّه يكبرني بأربع سنوات وجدت فيه الانسان الحرّ الخلوق ،الرجل الباسم الكريم والأخ والأب الحنون.
لقد سما أبو حمد في الحياة بايمانه الصادق وبعطائه المدرار لأبنائه ،لأهله،لأصدقائه ولطلّابه في زمن القحط والشحّ وزرع حقلا من الأشجار الطيّبة ،ثمارها طيّبه في الدنيا وفي الآخرة .
كان متواضعا في زمن النفخة والنرجسيّة وعشق الذات وكان رقيقا في زمن تحجّر القلوب وشجاعا في زمن الجبن والانهزاميّة ،أصيلا في زمن النفاق والرياء.
لقد كان حضوره كنسمة صبح وقلبه عامر بحبّ الناس،كلّ الناس،عامر بحبّ أهله وبلده ومجتمعه ووطنه وكان رمزا للوفاء والاخلاص وعنوانا للاباء.
"قيمة الانسان لا تقاس بما يملكه،بل بما يمنحه ،فالشمس تملك النار ولكنّها تملأ الدنيا بالدفئ والنور".
ما أصعب علي عقلي أن أرثيك يا ابن عمّي ،لكنني أرغم قلمي علّني أعبّر عن مشاعري الحزينة الصادقة وعن الألم الذي يعتصر قلبي لأعزّي نفسي وأعزّي الأهل والأقارب بفقدانك ولأوفيك حقّك ولو بقليل من الكلام.
رحمك الله يا ابن عمّي وأسكنك مع الموحدين جنّات النعيم وألهم الجميع الصبر والسلوان ولتبقى ذكراك العطرة باقيّة فينا ما حيينا.سلام على روحك الطاهرة وسلام عليك يوم ولدت ويوم متّ ويوم تبعث حيّا .نم قرير العين فأنتم السابقون ونحن اللاحقون.انّا لله وانّا اليه راجعون.
أبو شادي نمر طريف المغار
