كانوا فرسان بالفطره

13.02.2019 מאת: نزار قريشه
كانوا فرسان بالفطره

وصلوا الضيوف الى قرية صلاخد قاصدين مضافة الشيخ الشهيد احمد حمود قريشي وبعد الترحيب والتأهيل والتسهيل ...

قصد مصب القهوة المرة ليضيف ضيوفه وما ان انتهى من ضيافتهم قالوا له الضيوف لما لم تصب لأخوك شحاذه حمود قال اخي شحاذه لم يأتي بقلاعه من الأتراك ومن لم يأتي بقلاعه لا يستحق شرب القوة المرة وهذ يعني انه لم يبلغ سن الرجوله بهذه الكلمات انتهت قصة الضيوف والأخ الاكبراحمد..

اما ماكان من شحاذه فقد صعب عليه الأمر حتى كاد يخرج من جلده ولكنه عقد العزم وبيت النيه لأن يأتي بباروده من الجيش التركي يثبت لنفسه ولأخيه انه رجل ويستحق شرب القهوة

وماهي الا ساعات حتى عمد الى خنجر احتزمه وقنوه اي عصا قصيره تحمل في اخرها كرة تسمى بالمفهوم الشعبي دبسه لوضعهم بها مسامير لحذو الخيل أداة قتل بدائيه انما ضربتها لا تثنى وعقد العزم على مداهمة تل المفعلاني غرب قرية مفعله وما ان تحرك وجد المسير حتى وصل الى مدينة شهبا قاصدا المبيت عند احد اصدقائه من أل البعيني دون ان يخبره بما سينوي فعله

وفي اليوم الثاني توجه الى تل المسيح قاطعا الطرق الجبليه الوعره حتى شارف على تل المفعلاني الذي كان به تجمع للجيش التركي مستفيدين من ارتفاع التل ليشكلوا قلعه طبيعيه وبعد مراقبة حثيثه للموقع قرر الانقضاض على الحرس في الجهة الغربيه من التل وماان انتصف ليل تلك الليله حتى انقض على الحارس التركي وخلصه بندقيته عائدا بها الى قرية صلاخد ليقدمها هديه لاخوه ويشرب القهوة المرة ويقول هذه قلاعه من الأتراك هلم صب القهوة لاخوك

وما ان بلغ سن الخدمه الاجباريه في الجيش التركي حتى ساقوه ورفاقه للمحاربه بدول البلقان ومن ثم ارسلوهم الى بلاد المغرب العربي طرابلس الغرب وكانوا قد حكموا عليه ورفيق له من اخواننا مسيحين بلدة عرى كان جدي يحدثني عن اسمه لكن خانتني ذاكرتي بإسمه وكان سجنهم قلعة طرابلس الغرب الذين قالوا فيها المؤرخين الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود وكانت هذه القلعه مرتفعه اضافه ان مياه البحر تحيط بها من ثلاثة اتجاهات وبيوم كان قد كتب لهم عمر جديد قرروا ان يرموا بأنفسهم في البحر وان ماتوا فهو خير لهم من ان يموتوا في سجون الاتراك وكان لهم ما ارادوا....

وكانت قفزتهم بصحبة رفاق لهم حيث سبحوا الى ان ابتعدوا وكان مسيرهم شاق على شاطئ يبلغ نحو الف كم متر في الاراضي الليبيه ثم المصريه ثم الفلسطينيه وعندما قيض الله لهم النجاة وصلوا الى بلدة الثعله الى بيت ابن عمه محمد ذيب ففتحوا باب المضافه وتدثروا بما يسر الله لهم حتى فجر اليوم الثاني ليدخل صاحب المضافه ليجد ضيفان قد غطوا بنوم عميق فكبر ناره وولم دلاله وصوت نجره يسحن البن ليوقض من نام ويدعي من ايقضه صوت المهباج وتأتي اول طلائع الزائرين والمعزب ينظر بوجه ضيوفه وقد التبس عليه زيهم وملابسهم وشعورهم المجدله الطويله ثم يخرج ويقول لاحد اخوته ان ذاك الضيف عيناه تشبه عيني ابن عمي شحاذه قريشي من صلاخد ولكن شحاذه قد غابت شمسه في دول البلقان منذ عشرة اعوام

وهذا الزي غريب عن بلادنا انه قنباز فلسطيني يلبسه اردني وهكذا وهنا اثار التساؤل افكار المعازيب ليأتوا ليسلموا على الضيوف بنظرة الفاحص المدقق

وهنا الضيف قد علم بإنشغال بال معازيبه وظنهم به فأراد ان يخفف عليهم زمن التساؤل قائلا يامعزب ضيوفكم اولاد الديره خوي فلان من اخواننا مسيحية عرى وانا سمعتكم تقولون ان عيناي تشبه عيون ابن عمكم شحاذه فأنا ابن عمكم بشحمه ولحمه وهنا كانت الفرحه التي لاتوصف بزمن كان من يعود الى دياره من الجيش العصملي كأنه ولد في ليلة القدر ومازالوا على هذه الحال مدة ثلاثة ايام واما رفيقه قال ابن عمكم قد وصل اهله واما انا فأن المسافه بين الثعله وعرى احسها ابعد من طرابلس الغرب لا استطيع ان ابيت هنا ولو ساعه فأمنوا له من يرافقه على فرس ليصل بأمان الى اهله

وعاد شحاذه الى بيته في صلاخد وقد تزوج واستقر وبدأ في عمل التجارة بين دمشق والسويداء وسوق الرمثا  والازرق والزرقاء  في الاردن الى ان قامت ثورة الشريف حسين ثم الى ماآلت له الاحداث وصولا الى قدوم الفرنسين واحتلالهم سوريه ولبنان فكان لبطلنا من الاقدام والشجاعه ان لايبات على ضيم فشد حزامه على خنجره متأبط قنوته انفة الذكر الى بيت معزبه انذاك محمد ابو عسلي ومن ثم ذهب بإتجاه قلعة السويداء راصدا تحركات عناصرها ليعود لبيت معزبه ويأخذ واجبه ثم يودع معازيبه متوجها الى مايسمى انذاك بكروم المضبعه الوعره ليربط فرسه متسللا عبر الوادي شمال القلعه وصولا الى سورها الغربي الشمالي ليتشابك بالسلاح الابيض مع الجندي الذي استطاع التغلب  عليه واخذه لبارودته الفرنسويه القصيره فارا تحت وابل من رصاص الفرنسين وصولا لفرسه ثم تاركا خلفه قنوته التي فرط بها لتكون دلالة عليه فيما بعد وفي اليوم الثاني استنفر الجيش الفرنسي باعث عن صاحب القنوه ..العصا..

ولكن احد لم يتعرف عليها سوى معزبه الذي قال بدوره لم نعلم عن صاحبها شيء وخصوصا انها غريبه ولا احد من السويداء يحملها...وماكان  من  شحاذه فقد وصل الى اخيه احمد ليقول له الأن كملت عدة الفارس باروده وفرس وسيف ليلتحق بصفوف ثوار الجبل يلتفون خلف قيادتهم يسطرون ملاحم البطوله والفخار ليستشهد احمد الاخ الاكبر بمعركة صلاخد المعرفه بمعركة الهشه ويستشهد شحاذه وحمود تحت بيرق صلاخد في معركة المسيفره خلف قائد المعركه المرحوم محمد باشا عز الدين الحلبي لأسباب قريبه وبعيده لا نريد خوضها في هذه الظروف تاركين خلفهم اربع ابناء عمومه حملوا بيرق اهلهم في معارك اللجاه وقلعة رشيا حيث عطشوا الثوار ولم يستطيعوا الى الماء سبيلا الا من بئر تحت نيران العدو فقال احدهم هل احد منكم يعرف خاله وينزل ليسقي الثوار انبرى يوسف ابن احمد قريشي ليقول انا اعرف خالي وكان خاله وهبي ابن عبد الله الحلبي قرية بريكه  فقال  لهم اريد ان يكون بينكم رجل يعرف خاله ليخرجني فنزل الى قعر البئر ليسقي الثوار عن اخرهم عندها انهمر على الثوار رصاص الفرنسين تاركين يوسف قريشي بقعر البئر وحيدا الا من صوت خاله وهبي الحلبي ليقول هاك الحبل يا يوسف اطلع وانا خالك ثم تتوالا الاحداث

ويمر الزمن ونرى من كان يصف الثوار بالعصابات وقطاع الطرق يتقاضى راتب بالفرنك الفرنسي ومن يتنكر لسلطان ويحاربه ويصفه بزعيم العصابه يورث ابنائه نفس الجبن والخيانه والعماله ونفس الفرنكات الفرنسيه ومن كان يبلغ عن مغاور وكهوف الثوار بطل مسلسلات باب الحاره ومات وهو يتقاضى راتب ثائر ومن كان يلقط الفشك اصبح هو وابنائه زعماء تقليدين الى ان وصل خنجر جدي يرافق البيرق الى يداي ليقول لي جدي هذا خنجر جدك فقلت بسخريه خنجر ......فقلت

العود اوصاني هالتحفي الك
وصية جدودك احفظها ت تحفظك
ضحكت بنفسي وقلت هذي ورثتك
خنجر حديد تعاقبوا عليه السنين
رد بزعل ابنك ترى لا تعلمو
بكره دولاب الزمن بفهمو
ياما قبلك من شباب استهتروا
ورجعوا لتاريخ الجدود الاولين

اوقفت امعنت وبكلامو تأملت
ويمكن من حدة جوابو اتأثرت
امسكت الخنجر من غمدو اتخلصت
صاح اتركني مرحومه ذيك السنين

خنجر حديد بيحكي حنا منكرون
هذا حلم ياصاح ومس من الجنون
اما بظني بخرة النا الظنون
بقصه قديمه من سوالف غابرين

قالي اسمع يافتى قصة بطل
هجر دارو ودع الاهل ورحل
لابس دامر احمر بصبغة خجل
محزم بخنجر لصدور الغاصبين

من بعد جهد وصل لذيك الهضاب
طب ضحيوي ع جماعه من الشباب
لاقاه شاب يمسك لرفة طناب
مايقابل الخنجر طواب مفرنسين

رفع يدو وضربها ب بحر التراب
من يطلب الموت تذللو الصعاب
وصارت القلعه تلبس وشاح الغياب 
لما دنا من سورها فرخ الشاهين

حس حجاره هللت لطلتو 
ابن اللجاة عرفتو من سمرتو
شافه حزينه لشعرها قصتو
لما اعتدوا عليها جند الغاصبين

قالا ابشري بنت الجبل ياغالي
سلطان جاي من الجبال العالي
هذي افعال المقرن الشمالي
والقبلي شعل بسيوف الثائرين

قلبو رقص لما بالخنجر ضرب
شلفة صقر خذها من يد العرب
اماااا شممت بقدومي ريحة عطب
علقت بثوبك يوم ثاروا البراكين

وفزعت على صوته الكباتن والجنود 
وصاحوا حطوا بوجهه كل السدود
مثل الفهد قفز من بين  القيود
ماصحيوا الا للباروده خاسرين

ولما النفير اندق وامر بو طلال
وسال الجبل والمفعلاني بالرجال
ما كان يخطر في ذهن الاحتلال
قدامهم طوفان جيش موحدين

ويا كثر صدمة ميشو والجيش
الكبير
طعن وضرب قهر ورعب خيولن
تغير
ورغم  السويدا وقربها  ع الطوابير
شاف فرنسا خلف البحر بس باعين

وبعد انحسار المد ع الجزر البعيد
وبان النصر لأهل الجبل عيدا سعيد
عليت على اصوات النشامى الزغاريد
يومن لفوا فوق الجمال محملين

واول امس شفت النشامى الشواهين
زادوا على امجاد الجدوالاولين
يوم الشبكي يعلقون النياشين
ويقضون ع دولة دواعش ملاعين
عندا عرفت قيمة جدودي الميامين
الورثوا لاحفادهم السكاكين
هذا انكتب في بطون الدواوين
من يوم هاني والمزرعه وحطين
والله يرحم سلطان ع مر الازل
عدد زهور اللوز وحبات السبل
وكل النشامى من شهداء الجبل
الضحوا بدماهم فدا لغيرة الدين


 

תגובות

מומלצים