نظـــرة في الـعـلمـانية اللادينية "حيلونيت"

هكذا العلمانية مع توافقها مع الرأسمالية والعمل بموجب مبدأ مكيافيللي الانتهازي والظالم  عملت على هدم الأديان جميعها، بعزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه

12.07.2017 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظـــرة في الـعـلمـانية اللادينية "حيلونيت"

(الجزء 3/3 )

فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما، وحتى ادخلوا على الأديان طقوسا كانت تتبعها عبدة الأوثان والأصنام قبل مهد الديانات.

وبفصل الدين عن الدولة فتحت المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية، فبعد أن كان المجتمع يخضع تحت سلطة دينية واحدة، بات ممزقا تحت طبقات وفئات وأحزاب ومذاهب وقوميات، مما جعل بينهم فروق وتمييزات عرقية، وبات كل إنسان يسعى إلى إسعاد نفسه ومن يدور بفلكه حزبا كان أم عرقا أم دينا أو مذهبا، ولو كان ذلك على حساب غيره، مما أوقع البغضاء والحسد والعنصرية فاغرق دول العالم بالتلاحم .

لذلك العلمانية ترجمتها الصحيحة هي اللادينية أو الدنيوية وبالعبرية " חילונית حيلونيت"، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم.

فالعلمانية تعمل على إنكار وجود هذا الكون من خالق يرى ولا يرى، وإنكار يوم العرض والحساب، مما ساعد في نشر الحريات في شتى المجالات، فانتشرت الإباحة والفوضى الأخلاقية وتعاطي الربا المشروط وهو سبب العلل الاجتماعية والاقتصادية،وأبيحت المحرمات والمحذورات وصارت تعمل وفق قوانين، ففتحت بيوت الدعارة والنوادي الليلية، وتفشى شرب الخمر والمسكرات والمخدرات، وحتى في أوساط الصغار، مما رفع من نسبة القتل والسرقة، ونودي بحرية المرأة وحقوقها وحريتها، مما سبب في ازدياد  نسبة الطلاق بسبب هذه الحرية المطلقة للمراة لان المناداة بحرية المطلقة تعني تسييبها واخراجها عن كونها امراة خلقها الله لترعى زوجها وابنائها في البيت وعند خروجها فقد باتت امام تحدي صعوبة المكان خارج البيت مما جعلها غير منصاعة للبيت واوامر الزوج وخدمة البيت فاهملت بيتها واخربت نفسها وباتت في خطر من غشها عرضة للتحرش والاغتصاب والاستغلال الجنسي وسائر التعديات كونها عنصر لطيف يضعف امام الصعوبات والظلم مما افقدها الأمان وصارت تلتجئ إلى الملاجئ ولكن حتى في الملاجئ  لا تجد الأمان، والانكى من ذلك العلمانية وضعت سننا وقوانين في الزواج والطلاق تتنافى مع الشرائع السماوية وسننها وعدلها الالهي واعطت المراة حقوقا تفوق الرجل خلافا لكل القيم مما سبب المشاكل والعداوات في كل مجتمع وزاد من نسبة العنف في الاسرة.

فكل الاشياء السلبية التي غزت المجتمع الانسان سببه الافكار العلمانية الهدامة التي هدمت الدين ونزعته من قلوب البشر   فافسدت الأخلاق،  حتى صار الإنسان يعيش حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني ، مهيجة الغرائز الدنيوية كالطمع والمنفع وتنازع البقاء، فأعدم  صوت الضمير،  وهدم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية، فانتزعت من البيت هيبة الرجل بسبب خلق قوانين اعطت المراة ان تشتكي زوجها وتقدمها للمحاكم والسجن في حال غضب عن تصرفاتها المتحررة والخارجة عن اصول الدين والعادات بسبب الحرية الزائفة وايضا الولد يشكي والديه للقانون والقضاء  اذا ما تقاسيا عليه لهدف تاديبه

فالعلمانية سيطرت على كل افراد الاسرة وجعلتهم يخضعون لافكارها الهدامة مما افقد الاسرة السعادة وادخل بينهم العداوة، وهكذا ايضا فعلت في الدول مزقتهم الى دويلات ونشرت بينهم العداوات  ووضعت قوانين مادية، وهذا فتح أبواب الاستعمار والتوسع وسباق التسلح في السيطرة على مساحات شاسعة من العالم ، من اجل الاستثمار  والاستيلاء على ثروات الطبيعة في كل مكان، وتحت أي ذريعة تتلائم والمصالحة، وهذا هو سبب الحروب في العالم  والمجاعات ونشر الأوبئة، لان المستعمر عليه دائما أن يجد الباب الذي منه يستطيع الدخول إلى أي بلد،  وحتى لو عن طريق افتعال الأمراض أو الأزمات البيئية أو الاقتصادية أو أمنية أو السياسية كانقلاب في الحكم وغير ذلك، كما يشهد عالمنا بين الفينة الفينة أزمات اقتصادية ويمكن أن تكون مفتعلة أو كوارث طبيعية  ويمكن أن تكون مصطنعة بفعل الهندسة المناخية وتحكّم الإنسان بالمناخ والقشرة الأرضية لما وصل إليه من أسلحة تفجير واهتزاز للقشرة الأرضية وداخل البحار أو تهديد بيئي أو حروبا أصولية أو نزاعات قبلية أو عقائدية أو تمرد على السلطة أو انقلابا عسكريا مدعوما من خارج البلد ذاته، أو مرضا جديدا يكون مخصصا في البلاد التي يتم احتلالها، فيدب فيها الخوف والجزع أكثر من أي بلد آخر، أو عن طريق تحرير الشعوب من حكامهم الطاغيين أو عن طريق حقوق الإنسان وحرية الاعتقادات.

فالعلمانية وتوافقها مع الرأسمالية الجشعة، استطاعت أن تسيطر على العالم وتترأس اكبر الدول، وتفرض اذرعها المتعددة كرؤوس الشياطين، وتشدد قبضتها على جميع المؤسسات التي تدير الدول، وتنشر فيه الحروب والصراعات تحت غطاء نشر الحريات، فتقوّم دين على دين، وطائفة على طائفة،شعب على شعب، وأمة على امة، ودولة على دولة، وملك على ملك، وحتى جعلت من بيت الرجل جميعهم أعداء، كقول المسيح في الإنجيل الطاهر : " الإنسان ضد أبيه و الابنة ضد أمها و الكنة ضد حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته"، وذلك لتفكك البذرة التي يتكون منها المجتمع والدولة وهي الأسرة ليسهل السيطرة على كل فرد في هذا العالم ويقع ضحية لمخططاتها فهي تضحك الانسان في بداية الطريق وتجعله يندم في اخر الطريق.

فجميع ما تقوم به العلمانية من دمار وفساد وإفساد ديني وخلقي ومحاربة للأديان ونشر الفتن بين الناس والأديان لتهلك نفوسهم جميعا، فهي تقود البشرية إلى ما يسمى بمحنة أو فتنة المسيخ الدجال الذي سيظهر في آخر الزمان، ليفتن الأرض ويدعي انه المسيح المنتظر، وبعدها يدعي الإلوهية على الأرض، ويقتل كل من يكفر به ، وهو الذي حذرت منه جميع الرسالات السماوية والرسل الكرام، حيث قال عنه خاتم الرسل عليه الصلاة وأتم التسليم : " "ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، إنها لم تكن فتنةٌ على وجه الأرض منذُ  ذراء الله ذرية  آدم ولا تكون  حتى تقومَ الساعةُ أعظم من  فتنة الدجال "

لذلك يمكن القول بأن العلمانية اللادينية هي بداية ظهور الفتنة الأخيرة على الأرض قبل قيام الساعة وان جميع الصناعات والآلات التي صنعتها لإشغال الناس عن الآخرة ما هي إلا دجلا وحيلا ومكرا على الناس ليبتعدوا عن خالقهم ويفتتنوا  بما صنعت لهم أيديهم أعاذنا الله منهم ومن فتنهم  وكما وعدهم تعالى : " ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال : أساطير الأولين كلا بل ران على قولهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم أنهم لصالوا الجحيم ثم يقال : هذا الذي كنتم به تكذبون "، وعن الندم الشديد في يوم الآخرة يقول تعالى : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا  يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا "، ويقول الله تعالى للضالين عن الدين وسبله والذين اتخذوا من دون الهة  : " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون" ويكون جوابهم : "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين"

أعاذنا الله وإياكم  من هذا الجواب،وألهمنا وإياكم إلى نور الهداية والصواب،  ووقانا وإياكم نار العذاب، وجمعنا وإياكم في الآخرة مع الأهل والأصحاب، ببركة رسوله وصحبه الانجاب، انه ولي الهداية وقابل دعوة من أجاب.

תגובות

1. واقعي לפני 7 שנים
القليل من الانصاف يا ساحب المقال

מומלצים