نعم.. نعم للغرباء

هذا ما تقول عسفيا وهذه هي الحقيقة والواقع المرّ, وشعارات " لا للغرباء " و " عسفيا للعسفاويين " وغيرها ليست أكثر من حبر على ورق, وإلا كيف تفسرون وجود حوالي مائتي عائلة يهودية وحوالي ثلاث مائة عائلة غير عسفاوية تقطن في هذه البلدة ؟!

22.11.2017 מאת: سامي منصور
نعم.. نعم للغرباء

هل أعمانا حب القرش ( ليس تلك السمكة المخيفة فنحن اجبن من محاولة اصطيادها ), وهل جني المال مباح بكل وسيلة حتى على حساب الكرامة ؟ لن أطيل عليكم ولكن يجب أن نتساءل : هل هناك خطة جهنمية وبرامج شيطانية لتهويد هذا المكان, مكاننا منذ أكثر من ستة قرون؟ شخصيا لا استبعد أن يكون الجواب : اجل. اجل لأننا شعب كريم مضياف يعطف على الغرباء ويضمهم إلى صدره, فيبيعهم دورا وأراض ويأجرهم أخرى بأسعار لن يجدونها في مكان آخر.

اجل, لأن عسفيا عُرِفَت منذ سنين طويلة بلدا للاجئين, فمَن لم يعُدْ له مكان في بلدته أو مَن لم يعُد مرغوبا به, لجأ إلى أحضان عسفيا فيجد فيها مرتعا وملاذا, بل إن بعضهم يقوم بأعمال لم نعهدها من قبل. أنا لست عنصريا ومن حق كل إنسان أن يعيش في أي مكان يختاره, ولكن الأمر عندنا تفاقم ( وزاد عن حده ) وليس ببعيد ذلك اليوم الذي تُطمَس فيه قيَمنا وأخلاقنا, تربيتنا وتراثنا, أرضنا واسمنا, لأن احدهم يقتني دارا وأرضا يحيطها بشريط عليه لافتات : مُلك خاص. لقد أصبحنا نراهم في مشرق البلدة ومغربها شمالها وجنوبها, وعلى مختلف الأجناس والألوان : الأبيض والأسود والأصفر, بلباس الرجال القصير ( الشورت ) دون حياء ودون مراعاة لمشاعر الآخرين, وأما عن لباس نسائهم وفتياتهم فليس لنا تعليق ( واللي بيفهم يفهم ).

عندما كانوا قلة كانوا لطفاء يتكلمون بأدب, يبتسمون وهم يكيلون المديح لأهل هذا البلد الذي استقبلهم بترحاب, ولكن ما أن تكاثروا حتى بدأت وقاحتهم وتعسفهم تظهر شيئا فشيئا, وإذ ببعضهم يتصرف كأنه من بُناة هذه البلدة, فلا يعجبه أن ينتظر دوره في مصلحة ما بل يندفع كأنه صاحب الحق ويتكلم بصفاقة وتعالٍ. وأخشى ما أخشاه ا نياتي ذلك اليوم الذي يطالبون به بحضور " حاخاميم " يؤلّبونهم ويعلمونهم أن هذه البلاد بلادهم, وأننا نحن الدخلاء عليها, ويضعون المزوزوت على الأبواب ويرغموننا على إغلاق مصالحنا في أعيادهم وان نصوم ونمتنع عن السفر في " يوم كيبور ", ومن ثم تغيير اسم البلدة من عسفيا إلى " حوسيفا ".

وهناك ظاهرة الرحلات اليومية إلى البلدة, وهي تحوي مختلف الأعمار والأجناس أكثرها من الشبيبة, يتصرفون كأنهم في بيتهم مبتدئين باركان حافلاتهم على الأماكن المعدّة لسياراتنا, ويضيقون على الشارع في كثير من الأحيان فيسببون اختناقات مرورية ( ناقصنا ؟! ). أليس هذا ليثيروا أعصاب بعضنا وخاصة الشباب المتحمس, كي يحدث جدال بين سائقينا وسائقي الحافلات يتحول إلى مشادة, حتى نظهر بمظهر المعتدين الهمجيين أمام الرأي العام ؟! ثم تراهم يتجولون في أنحاء البلدة وبأيديهم الخرائط, يصوّرون حدودها ومناظرها بحجة الاستمتاع, ويسيرون في وسط الشارع غير عابئين بسائق على عجلة من أمره, أو امرأة ملثمة تخجل من المرور بينهم  وأصوات قهقهتم تملا الفضاء. ولا نريد هنا أن نتكلم عن المجلس المحلي الذي دخله الغرباء من أوسع باب ليديروا شؤون البلدة, " بفضل " غباء أعضاء المجلس أبناء البلدة الذين اجبِروا على التنحي عن مقاعدهم, بعد أن وجّههم الشارع الشاذ. عسفيا تقول : أهلا وسهلا بالغرباء.

תגובות

מומלצים