نظرة في الحرب الأخيرة

​​​​​ليس شيء يحدث في هذا الوجود عبثا، فوراء كل شيء حكمة ، فحكمة الله تختبيء فيما نراه، ولو بدى في ظاهره ظلما، ولكنه في الحقيقة عدلا الهيا يظهره الله لعباده بعد حين،لقوله تعالى : "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، وفي الانجيل: "من له اذنان للسمع فليسمع".

18.05.2021 מאת: منير فرو
نظرة في الحرب الأخيرة

 

يقول الاستاذ سعيد حمود ملاعب في كتابه "حضارة الحكمة والحكماء عبر العصور": " لا شيء يحدث عبثا... وأن وراء الأقدار التي تبدو غادرة في مظهرها حكمة... وأن كل قطرة دم تسيل لا تهدر سدى وان ظهر لنا من سطح الحوادث أنها أهدرت سدى ... ولكن الذين أوتوا البصائر يعرفون انه سيكون لها دور لأن كل سطر من ملحمة الوجود له معنى ..."،

فهذه الحرب وكما يسميها الناس بحرب يأجوج ومأجوج،أوالمعركة الحاسمةأوالفاصلة أو الملحمة العظمى، التي ستقع بين يدي الساعة، أو في آخر أيام هذه الدنيا ، التي يباد فيها كما يزعم البعض ثلثا العالم والله أعلم،وقد اسماها الساسة الأميركيون، الافنجاليون، الصهيو مسيحيون، بـ "شرق أوسط جديد"، لقد كثرت الروايات عن هذه الحرب  الدامية المهولة، التي فيها تشترك كل البشرية من أقصى الغرب الى أقصى الشرق، مما يتسبب في ضيق وبلاء شامل لجميع الأمم، فحسب النبوءات هذه الحرب ستدور رحاها حول مدينة القدس، المقدسة لدى الجميع، مما جعل الجميع يعتقد بان السيطرة عليها يعتبر وعد الهي وتقريب لظهور المسيح المنتظرأوالمهدي المنتظر،الذي هو واحد عند الجميع ،

ولكن بسبب الاختلاف عليه وعلى علامة مجيئه ومن سيختار؟ لان كل ملة تعتقد أنها الأمة المختارة وأن المسيح سوف يكون في نصرتها،مع أن المسيح في الانجيل يقول : "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات"، فاليهود ما زالوا ينتظرون الظهورالاول للمسيح، وينكرون بأن يسوع الناصري هو المسيح المذكورعندهم في التوراة، بينما ينتظر النصارى الظهور الثاني للمسيح ليقضي بين الاحياء والاموات،

وكذلك يؤمن المسلمون بظهور المسيح عيسى بن مريم مرة ثانية في آخر الزمان ويقتل الدجال، والشيعة الاثناعشرية يعتقدون بعودة المسيح عيسى بن مريم، وبظهورالمهدي المنتظرأوالقائم المنتظر، فباعتقاد الجميع لن تكون للمسيح او القائم المنتظر ولادة جديدة، بل ظهور جديد وعودة جديدة، لأن عيسى ع  لم يمت بل طلع الى السماء وسوف ينزل منها بمجد الله، والقائم المنتظر حاظر وموجود بين الناس، ولكنه مغيّب ومحجوب عن أعينهم، وهناك من يكاتبه ويراسله من أئمة الشيعة، والزمان هو الذي يحتم ظهوره، وذلك عندما تمتليء الارض جورا وظلما، وهو الضيق الذي ستشهده البشرية في آخر الزمان، فيأتي ليملأها قسطا وعدلا، وعليه ستشهد البشرية جمعاء حربا ضروسا، وصراعا مريرا. وقد اتفقت جميع الديانات على ان هذه الحرب سوف تكون في فلسطين حتى غوطة دمشق، ، وستجري الدماء كالسيول،ويسميها اليهود والنصارى حسب نبوءاتهم بـ "هارمجدون ".

وقد جاء ذكرها في العهد الجديد في سفر الرؤيا للقديس يوحنا: "وجمعت جيوش العالم كلها، في مكان يدعي هارمجدون"،كما جاءت أيضا: "وهي أرواح شيطانية تصنع المعجزات وتذهب الى الارض كلها لتجمعهم للحرب في اليوم العظيم يوم الله القدير"، وهار كلمة عبرية معناه تل، ومجدون تعني مجيدو، وبالعربية مجد ، يعني " تل المجد أو العلى" ،

وهي إحدى أشهر المدن الكنعانية العربية في فلسطين، عبر عصور التاريخ القديم، وقد ذكرت مجدو في المخطوطات الفرعونية زمن امنحوتب الثالث(1402-1364 ق . م)، والد أخناتون(1364 –1347 ق . م ) الذي تبيّن مؤخرا أنه ذي القرنين باني السد، وسيكون له ذكرلاحقا، وتقع هذه المدينة التاريخية في شمال فلسطين، في الجهة الغربية من مدينة "جنين"، وهذا التل يقع على الطريق الذي يخترق جبل الكرمل، ويتحكم بمدخل سهل مرج ابن عامر في الشمال ، ويُسيطر على الفتحة الاستراتيجية للممر، الذي يؤدي من السهل الساحلي ، إلى مرج ابن عامر، ويُشرف على الطريق المؤدية من مصر إلى سوريا، وهذا الموقع المُميز، أكسب المدينة مكانة مهمة عبر عصور التاريخ، حيث كان مسرحاً للعديد من المعارك الحربية في فلسطين، وأما المسلمون فيسمونها الملحمة الكبرى او العظمى، وهي باعتقاد الجميع حرب يأجوج ومأجوج،

ويعتقدون بأنهم أقوام مفسدون في الأرض، ويأجوج باللغة الصينية تعني سكان قارة أسيا ومأجوج سكان قارة الخيل، فيعتقد اليهود بان المسيح سوف ينزل من السماء، ويقود جيوشهم ويحققون النصر على اعدائهم  الغير يهود، لان اليهود ينكرون كل الديانات التي أتت بعد التوراة ويعتبرونها شعوبا كافرة، فهم في نظرهم شعب الله المختار، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة التوراة والشفوية التلمود، وبذلك يحكم اليهود العالم، اما النصارى فيعتقدون بأنها ستكون حربا أممية شعوبية، تقع في نهاية العالم وينزل في آخرها عيسى–ع- وتكون بين أتباع المسيح وبين أمم الكفر كلهم وهي عبارة عن معركة فاصلة بين قوى الخير وقوى الشر حيث تكون الغلبة لقوى الخيريعنى النصارى أتباع المسيح،وسيملكون الأرض لمدة الف سنة ( الالفية السعيدة الميلينيوم )،

حيث سـيعم الأمن والسـلام والهدوء، وقد فسّر الغرب قوى الشر بروسيا والصين وإيران والدول الاسلامية، لأن هذه البلاد تعتبر مسكن يأجوج ومأجوج الذين سيفسدون في الأرض، وينبغي محاربتهم،فأصحاب الانجيل يؤمنون بالعهد القديم التوراة والعهد الجديد الانجيل الذي يحتاج الى مجيء ثان للمسيح ليكشف رموزاته، ولكن لا يعترفون بالرسالة المحمدية أي الاسلام،لذلك ما زالوا يؤمنون بأن الشعوب التي تسكن البلاد العربية مخالفة للمسيح ويجب تنصيرهم أو حتى محاربتهم،وقوى الخيرالغرب وعلى رأسهم أميركا، وكان بوش الابن قد صرّح بعد كارثة التوأمين عام 2001، بأنها حرب صليبية بين قوى الشر( الاسلاميين الاصوليين ) وقوى الخير(الانجيليين) ،

مما جدّد الحملة على الشرق بحجة الارهاب الاسلامي،وعلى رأسهم جماعة القاعدة السنية وإيران الشيعية، ويرى المسلمون حسب الاحاديث النبوية،أنها معركة تحرير القدس،التي تذكر المراحل النهائية لحركة المسيح عيسى ابن مريم والإمام المهدي عليهما السلام  في آخر الزمان، وهي حرب سوف تقع بين المسلمين والروم أي النصارى يكون النصر فيها أولا للروم وبعدها ينصر الله المسلمين عليهم لقوله تعالى في سورة الروم :

" الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون  في بضع سنين لله الامر في قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصرمن يشاء وهو العزيز الرحيم " قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فإذا تصافوا للقتال قال الروم  للمسلمين: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم"، الروم هم بنو الأصفر الأوربيون والأمريكيون، والأعماق أو دابق موضعان بين حلب في سوريا وأنطاكيا في تركيا ، فإذا تصافوا للقتال، إذا إستعد الفريقان والجيشان للنزال وللمقاتلة وللتلاحم ولبدء المعركة الفاصلة الحاسمة ، قالت الروم خلوا بيننا، وبين الذين سُبوا منا نقاتلهم يعني اتركوا لنا أولاً هؤلاء الذين تركوا صفوفنا وتركوا ديننا وذهبوا إليكم لان كثيرمن أهل الروم سينضمون إلى صفوف المسلمين ويقاتلون مع المسلمين،وأيضا قيل : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود"،  فالاسلام أعترف بالتوراة والرسالة اليسوعية ولكنه يرى بأن عليهم دخول الاسلام للوصول الى الجنة لأن الاسلام آخر رسالة سماوية لقوله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام "، وبعدها تكون القيامة،وقد أوردت مصادر الشيعة والسنة أحاديث معركة المهدي الكبرى هذه، ويأتي ذكر بعضها في الحديث عن إيران وشخصياتها في عصر الظهور ، من قبيل حديث الرايات السود المستفيض:  

"تخرج من خراسان راياتٌ سودٌ فلا يردها شئ حتى تنصب في إيلياء)القدس) "، وأن طرفها المباشر السفياني أو الاشوري(العراق لأن أحداث العراق لها علاقة بقرب القيامة واحتلالها على يد الغرب بحجة امتلاكه الذرة أو تحريره ما هو الاتطبيق للاقدار وبداية الفتن الدينية وتناحرها وخراب مدنها كالكوفة والبصرة)، وخلفه اليهود ودول أوربا،لانها ستكون بين قوتين متنافستين على مركز سيادة العالم دول غرب اوروبا والاشوري ،والاشوري موطنه فارس ايران وتركيا ،والاشوري سوف يكون عدو اسرائيل الى اخر الزمان ،لذلك سوف يعقد اليهود مع القائد الروماني أي الغرب حلفا خوفا منه، وعليه ستكون جيوش الاشوري هي الخصم الاكبر للغرب، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا، أي طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني، ثم إلى طبرية ودمشق والقدس، وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة، وتورد الروايات أن المهدي عليه السلام  يعقد بعد هذه المعركة هدنة مع الروم، مدتها سبع سنين، ويبدو أن عيسى يكون وسيطاً فيها، فيغدر الروم وينقضونها، ويأتون بثمانين فرقة (راية) في كل فرقة إثنا عشر ألف، وتكون هذه هي المعركة الكبرى التي يقتل فيها كثيرمن أعداء الله تعالى،وفي النهاية ينتصر المسلمون على الروم بعد غلبهم لهم ويحتلون القسطنطينية وروما ويتم حكم العالم بالخلافة الاسلامية، فالسنة يعتقدون بخلافة نبوية راشدية، والشيعة بخلافة إمامية، فهذه الحرب سوف تأتي بالخراب والدمارعلى كثير من البلدان، حيث يحدث خسف ونسف وهدم وحرق لبلاد كثيرة،كما قيل في الأحاديث من أشراط الساعة : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب " ،

 ولا يبقى حجر على حجر بل تهتك كل الحرمات، وتفتك الشعوب بعضها ببعض، حتى يخرج مسحاء وأنبياء كذبة فيضلوا الناس، ويكون أعظمهم قدرة على المكر والحيل وخداع الناس بالخوارق الكاذبة الدجال الأعور الكذّاب،والذي جاء في الحديث : " ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن بين عينيه مكتوب كافر" ،والذي سيدّعي به كثير من الخلق أنه المسيح والملك الاوحد، ثم يدّعوا به الالوهية، فتنتشر دعوته في الارض فيفتن ، فيقوم متبعيه على من لا يتبعه، مما يحدث ضيقا لم تشهد البشرية مثله منذ بداية الكون وخلقه ،وقد ورد اسم ماجوج بالتوراة في سفر حزقيال : " يا ابن آدم ، التفت بوجهك نحو جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال .."،

فروش تعني روسيا وماسك تعني موسكوفا وتوبال تعني نهر توبول في كازاخستان ، حيث يرجّح بان يأجوج ومأجوج هم أقوام تسكن وسط وشمال آسيه (سيبريه) وما حولها ،وهي براري وفياف وبطاح شاسعة قد تمتد من الصين وبحارها حتى أعماق روسيه ونهري الدانوب والراين بأوروبه كما قد تمتد بلادهم جنوباً حتى السدّين السد الأول هو جبال الهملايا على الأرجح والذي بناه ذو القرنين ،  لقوله تعالى :

" يا ذا القرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا "،وذو القرنين حسب ما جاء في كتاب "فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج" للاستاذ حمدي بن حمزة أبو زيد عضو مجلس الشورى السعودي، هو اخناتون أحد ملوك الاسرة الفرعونية الثامنة التي حكمت مصر، وزوجته نفرتيتي، وكان معاصراً لموسى عليه السلام، وهو الرجل من آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه، والذي جاء ذكره في سورة غافر، وانه هو ابن الفرعون (أمنحوتب الثالث)، الذي أغرقه الله هو وجنده، عندما تبع موسى عليه السلام وقومه، حينما اتجهوا تجاه سيناء، فيما عرف بخروج بني إسرائيل من مصر، وقد انتقل الى الصين حيث بنى الردم أي السد واستمرت اسرته حاكمة للصين مدة 800 عام . فخروج يأجوج ومأجوج من وراء السد في جبال هملايا هو من علامات القيامة الكبرى، والسدّ الآخر أحد السلاسل الجبلية المجاورة مثل وتيان شان وكون لون وآلتاي  وشمالاً حتى سيبيريه وسواحلها، لذلك كل ملة تعتقد بأن هذه الحرب أكيدة وأنها تأتي لصالحه من أجل خلاصه وإعداده للفوز بنعيم الاخرة، لذلك نرى كل امة تريد الاسراع بهذا الخلاص الالهي وتجهيز جيوشها من أجل تحرير القدس، وهذا الإسراع يعتبر خطأ فادح، لانه يتناقض مع ما هو مطلوب في الاديان والمعتقدات من نشر السلام بين الشعوب والفضيلة التي أوصى بها كل دين ،

قال تعالى : "الله يدعو الى دار السلام"، والمسيح يقول : " طوبي لصانعي السلام لانهم أبناء الله يدعون "،والتوراة تقول : " حب لغيرك ما تحب لنفسك " ، فكل امة تريد فرض سيطرتها الكاملة،بينما كل الديانات تذكر بانه عند ظهور المسيح هو الذي يعطي الحكم للامة المختارة ،لقوله تعالى : " إن الأرض يرثها عبادي الصالحون"، والمسيح يقول لرعيته الصالحة والمضطهدة : "تعالوا الي يا مباركى ابى رثوا الملك المعد لكم من قبل تاسيس العالم "،وهذا يكون عند عودة المسيح -ع – والاعلان عن نهاية الدنيا وليس قبل ، فان ما نراه من الدعم الغربي وعلى رأسهم الأميركي لدولة إسرائيل، ما هو الا مخالفة لما نصّته الأديان، لان التوراة نفسها لا تعترف بدولة لليهود قبل مجيء المسيح، لذلك نرى الكثير من الحاخامات والمتدينون اليهود لا يعترفون بدولة إسرائيل ويعتبرونها مخالفة للمسيح،فيقفون مع الدول المعادية لاسرائيل لاعتقادهم بان اليهود يجب ان يكونوا مضطهدين في الارض فحينها يأتي المسيح المخلّص،وأيضا محاولة لاحتلال الشرق، والسيطرة على ثرواته الطبيعية وتحسبا من المستقبل الجيولوجي المهدد لأميركا وقسم من أوروبا بالزوال بسبب تغييرالمناخ ،

وذلك تحت غطاءالخلاص المسيحي والقضاء على قوم ياجوج وماجوج المفسدين،لان الامريكيين الصهيو مسيحيين هم أتباع الفكر البروتستانتي الذي أسسه مارتن لوثر الألماني في القرن الـ 16 قبل اكتشاف اميركا بأن عودة المسيح الثانية مشروطة برجوع بني اسرائيل أي اليهود الى أرض أبائهم وأجدادهم التي هي فلسطين، ومن هنا بدأت العلاقة المسيحية البروتستانتية واليهودية تقوى  في هذا الاتجاه وتغيّرت وجهة النظر عن اليهود فصار ينظر اليهم بالسيادة بعد ان كانوا عبيدا تحت وطأة الكنيسة بحجة مقاومتهم وصلبهم للمسيح، فقويت الاحزاب الصهيونية، من اجل العمل على فكرة بناء الدولة اليهودية، والتي يجب دعمها ماديا وسياسيا وعسكريا من قبل المسيحيين في الغرب،وانتقلت في مرحلة ثانية الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أخذت أبعاداً سياسية واضحة وثابتة كما أخذت بعداً دولياً ومن هنا جاء التوافق الاسرائيلي الاميركي الصهيو مسيحي، والتحالف اليمين الايفانجيلي والجمهوري، لأن دولة إسرائيل وعودة اليهود الى أرض الاباء والاجداد باتت عصب العقيدة البروتستانتية المبنية على النبوءات التوراتية، لأن باعتقادهم ان اليهود هم شعب الله المختار وهم القديسيون فمن يباركهم يباركه الرب، ومن يلعنهم يلعنه الرب، وعليه ستظل إسرائيل تلعب دورا هاما ومركزيا في مخطط السماء والارض، لقد قال القس "بات روبرتسون " :

" إن إعادة مولد اسرائيل هي الاشارة الوحيدة الى أن العد التنازلي لنهاية الكون قد بدأ، وأن بقية نبوءات الكتاب المقدس أخذت تتحقق بسرعة مع مولد إسرائيل "، تقول مؤلفة كتاب " المبشرون البروتستانت على درب الحرب النووية " الصادر في 17 /10/1986 الكاتبة الامريكية " جريس هالسيل :"إن التفسير التوراتي للمذهب البروتستانتي في الولايات المتحدة، تحول إلى مصدر تستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم، من أولئك المبشرين الذين لهم الآن في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية وإذاعة، وبعضهم في المراكز الحكومية، وفي الكونجرس الأمريكي، ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

كلهم يعتقدون بقرب نهاية العالم كأمر لا مفر منه، بل كأمر ينبغي تشجيعه، لا لشيء إلا لتحقيق النبوءات. ولهذا فهم يشجعون التسلّح النووي، ولا يهمهم أن يكون عجز الميزانية الأمريكية هائلاً، على اعتبار أن ذلك يقرب مجيء يوم (الهرمجدون) وبالتالي عودة المسيح.

والعالم في نظرهم يقترب من نهايته، والمعركة النهائية الفاصلة قادمة، وستدور رحاها في الشرق الأوسط، وبالتحديد في (مجدو) بفلسطين. ولهؤلاء المبشرين مؤسسات تخدم الحركة الصهيونية. وبعضها متخصص بجمع المال من أجل إزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي في مكانه " وأيضا تقول جريس هالسل في كتابها " النبوءة والسياسة ": " إن اليمين المسيحي كان مستعدا، بل راغبا بكل قوة في اشعال حرب نووية من أجل اسرائيل تحقيقا للنبوءات التوراتية " ومن هنا نستنتج اسباب التهديدات النووية الاميركية الايرانية والاميركية الكورية، والامريكية الروسية، والامريكية الصينية،والامريكية الهندية والباكستانية،وقال المستشارالاميركي السابق للامن القومي " بريجنسكي " : " إن على العرب أن يفهموا أن العلاقات الامريكية الاسرائيلية لا يمكن ان تكون متوازية مع العلاقات العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية  علاقات مبنية على التراث التاريخي والروحي "وأيضا يقول المنصّر الامريكي " فالويل " زعيم الاصوليين :

" أنه يتمنى أن تأخذ اسرائيل أراضي جديدة كالعراق وسوريا وتركيا والسعودية ومصر والسودان وكل أراضي لبنان والاردن والكويت لانها أصلا للامة اليهودية ،وأن الله قد بارك أمريكا لأنها تعاونت مع الله في حماية شعب غال عليه، وعلى هذا كل رئيس يترشح لرئاسة أميركا عليه أن يقسم اليمين على التوراة والانجيل بخدمة شعب الله المختار،وإقامة "إسرائيل الكبرى" من الفرات الى النيل،لإنجاز "المشروع الإلهي"، للإسراع بـ "الخلاص المسيحي" بعودة المسيح الثانية، وبناء الهيكل الثالث في القدس مكان الاقصى، وكان رئيس أميركا الاسبق رونالد ريغان قد قال في اجتماع له مع اللوبي الصهيوني : " إنني أعود الى نبؤاتكم القديمة في الثورة حيث تخبرني الاشارات بان المعركة الفاصلة بين الخير والشر مقبلة ويؤمن بأن الكرة الأرضية سوف تدمر بحرب نووية وان هذا قضاء ألهي لا محالة "، وربما هذا الإعتقاد بأن العالم سوف يدمر بحرب نووية، هو ما يجعل أمريكا تخشى أي قاعدة نووية في غير أمريكا واسرائيل، وكان بوش الاب قد قال عند الانتخابات الامريكية : " بان السيد المسيح يأخذ بيدي لاقود معركة الهارمجدون" ، فحسب الاعتقاد الصهيو مسيحي يجب ان يكون مشروع "الخلاص المسيحي" بما فيه "دولة إسرائيل الكبرى" مكتملا حتى عام 2000، ففي عام الفين شهد العالم تخوّفا كبيرا مما أحدث بلبلة، وكانت هناك ضجة عالمية توحي بتوقف الحواسيب والالات، لكنهم أخطؤا في حساباتهم فلم يحدث شيئا مما فكروا به ، فاعادوا الكرة لاحتلال الشرق، وذلك على حساب العمل التخريبي في برجي التوأمين،فاتـّهم الاسلام بالارهاب، وبدأت الحملة المسعورة على الاسلام والاسلاميين بحجة القاعدة التي يرأسها السعودي أسامة بن لادن والذي صنعته الولايات المتحدة في السبعينيات لمحاربة الغزو الروسي لافغانستان، فكانت الضحية افغانستان، ثم جاءاحتلال العراق مجددا والذي انتهى باعدام صدام الذي دعمته الولايات المتحدة منذ صعوده على الحكم في العراق ومحاربته لايران، ثم بداية الفتنة الطائفية السنية الشيعية التي سوف يكون لها امتداد لجميع الوطن العربي، والذي سيؤدي في النهاية الى نشوء دولة شيعية تمتد الى الشمال الافريقي، ويكون لها تاثيرعلى العالم، مما يحدث توازن قوى مع الغرب،و تنتهي إما باتفاق تعاوني ما بين إيران الشيعية والغرب وأميركا من ضمنهم، فلا بد من وجود تعاون سري بين إيران وأميركا من منطلق عقائدي وسياسة مشتركة، أو بحرب عظمى يمكن ان تكون نووية ولعلها تكون الحرب الأخيرة التي قيل عنها بأنها ستحدث قبل مجيء المسيح،والله أعلم ، وتعود أصول نظرية هارمجدون إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع سايروس سكوفيلد وجون داربي اللذين أسسا مفهومهما عن المسيحية على أساس النبؤات التواراتية والأنجيلية، واستنتجا أن الله مخطط على الأرض من أجل اسرائيل، ومخطط في السماء من أجل خلاص المسيحي،يؤكد سكوفيلد أن هذا العالم سوف يصل إلى نهايته بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية، وأن المسيحيين ينبغي ألا ينزعجوا من هذا الأمر، لأنه ما أن  تبدأ المعركة النهائية حتى يرفعهم المسيح إلى السحاب وينقذهم من الهلاك، وبعد انتهاء مأساة الحروب على الأرض يعود المسيحيون إليها من السماء ليعيشوا مع المسيح ألف سنة في جنة أرضية تنعم بالسلام المطلق، وتذكر الكاتبة هالسل أن 40 مليون من البروتستانت الأمريكين يؤمنون بهذه النظرية ،

وفي استطلاع امريكي تبين أن 85 مليون امريكي يعتقدون ان الحرب النووية لا مفر منها، ويرى أصحاب نظرية هارمجدون أيضا، أن العالم يتحرك الآن بسرعة كبيرة نحو هارمجدون، وأن الجيل الحالي من الشباب قد يكون آخر جيل في التاريخ، لكن قبل هذا الحدث علينا أن نخوض حربين الأولى ضد أجوج ومأجوج  الذي يرى أصحاب النظرية أنهم مرادف للاتحاد السوفيتي، والحرب الثانية هي حرب هارمجدون، ويقولون أيضا أنه سيبقى فقط 144 يهودي بعد معركة هارمجدون وسينحني كل واحد منهم أمام المسيح ، ومن المعروف بان كثير من رؤساء امريكيا يؤمنون بان هذه المعركة ستحدث خلال الجيل الحالي في الشرق الأوسط ،  وهذا يناقض الاعتقاد الكاثوليكي البابوي، وهذا يعني احتلالا للعراق ( اشور اسم العراق في التوراة وفي سفر صفنيا " ويمد يده على الشمال ويبيد أشور ويجعل نينوى خرابا يابسة كالقفر" ) وسوريا ولبنان(صور وصيدون ) والاردن (موآب وعمون)، فلسطين (أرض عماليك أكناف بيت المقدس وفي سفر صفنيا في التوراة " لان غزة تكون متروكة وأشقلون للخراب يا كنعان أرض الفلسطينيين إني اخربك بلا ساكن )، ومصر( ليبيا والكوشيون السودان الاحباش كما جاء في التوراة سفر صفنيا: وأنتم يا أيها الكوشيون قتلى سيفي هم ")، وعليه لا يستغرب ما يحدث في فلسطين وغزة من أحداث دامية بين الفلسطينيين أنفسهم فتح وحماس من جهة، ومع الجيش الإسرائيلي من جهة اخرى ،وفي السودان أيضا في قضية دارفور من صراعات قبلية ومجاعة وأوبئة، وإخلائهم من الغير يهود والاعلان عن القدس عاصمة لاسرائيل، فالتوراة تقول لشعبها المختار : "كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان من النهر، نهر الفرات إلى البحر الغربي تكون تخومكم... واقد اختارك الرب لتكون شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض"،ثم بعد إخلاء دولة إسرائيل الكبرى من غير اليهود تاتي مرحلة اعادة بناء الهيكل الثالث مكان الاقصى،

وهي أصعب مرحلة ستشهدهاالبشرية لأهمية الأقصى الدينية في العالم الإسلامي ولما سيحدثه هدم الاقصى من عواقب وخيمة، لأن في حال هدم الاقصى ستتضرر جميع الاماكن المقدسة في العالم،لأن هذا العمل سوف يحدث نقمة وفوضى عالمية مما يغضب الرب ويزعزع عرشه السماوي ، وعندها وضع اليهود سيكون في خطر كوضع الفلسطينيين اليوم، لاعتقاد الانجيليين السيطرة الفعلية وتحويل اليهود الى مسيحيين بقوة السيف، لاعتقادهم أنه سيبقى فقط 144 يهودي بعد معركة هارمجدون الفاصلة وسينحني كل واحد منهم أمام المسيح ، فإعادة بناء الهيكل سوف تحدث فوضى عالمية، وتناحر بين الأديان، مما يهدد أمن الاماكن المقدسةفي كل العالم، لذلك باعتقادهم لن يكون سلام في الشرق الأوسط، الا اذا جاء المسيح وجلس على عرش داود، وحارب أعداء إسرائيل، لذلك شرقنا سوف يبقى تحت مطرقة الغرب، وسندان الحروب، لا يهدأ له بال، ولا تقر له عين ، بسبب اقحامه رغما عن أنفه ودزّه في قضايا شائكة ومعقدة لا حل لها، واغتصابا لحقوقه، وسلبا ومصادرة لأرضه وبيته وثرواته، وإخصاء لفكره، وتدميرا لحضارته واقتصاده وثقافته وبيئته، وبلبلة في معتقده، وزعزعة لأمنه، وفوضى في حياته وسيكولوجيته،

وتحكما بنظام حكمه ومن يحكمه،بسبب تفسيرات خاطئة لنصوصات دينية،ولأنها فسّرت من أجل أهداف شخصية ،حيث يكون العالم باسره ضحية لهذه المعتقدات ، فاسرائيل بالنسبة للغرب"قميص عثمان"، يرقصون حوله من أجل تحقيق مصالحهم في الشرق، أو "مسمار جحا المغروز"، فيهددون كل من تسوّل له نفسه باحتلالها من جهة ويمنعون أي معاهدة سلام معها من جهة اخرى، لئلا تضيع من بين ايديهم وتتخلى عنهم، فاسرائيل ستبقى تحت قصف الكاتيوشا والقسام والعمليات الانتحارية والتهديد النووي بحجة الدفاع عنها ،لذلك كل مواطن في شرقنا سوف تحل عليه لعنة الغرب، وتصبح حياته جحيما حتى يستسلم للهلاك المحتم،لان الشرق سيكون أشبه بغابة حيوانات تنهش بعضها، حتى تخلي الارض لمن هو أقوى، أو أفضل، أو أصلح، حسب نظرية تشارلز روبرت داروين واضع كتاب "أصل الأنواع "،أو نظرية"المنهج الديالكتيكي" المبني على المادية الجدلية لمؤسيسها كارل ماركس وفريدريك أنجليز واضعي الفكر الشيوعي الذي يدعو الى الصراع مع الله والكفران به، والسعي وراء المادة الهادمة للإنسانية، وهو ما يناقض عقائد الشرق المؤسسة على الإيمان بالخالق، مما ينزع الإيمان من قلوبهم ويوقعهم في الحيرة، فحتمية وجود إسرائيل حتمية الاهية، وما تصنعه إسرائيل إرادة ربانية، لا يمكن الإعتراض عليها، ولها ان تشتكي أية دولة تهدد وجودها أو سياستها، وتبقى كلمتها العليا لا أحد يثنيها، ولا أي قانون عالمي يدينها، وهذا يعطيها المبرر في غزو او احتلال او رد لهجوم  او اعتداء او ابقاء او عدم ابقاء امم في أرضها، أو تحديد جغرافيتها ليلائم أمنها الطبيعي او الاقتصادي ولو كان هناك اعتراض من الجوار، ولكن هذا كله في النهاية يخدم الغرب البروتستانتي الإمبريالي ذات الاطماع المادية وليس إسرائيل نفسها ،  لذلك في حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله، لم تمنع الولايات المتحدة الحرب، بقولها:

انها مخاض لولادة "شرق أوسط جديد"، فكل ما شهده ويشهده عالمنا من حروب صليبية، وقدوم مستشرقين ومستعربين ومؤرخين ورحالة، وغزو ابراهيم باشا المصري(الألباني الأصل )، ونابليون بونابرت الفرنسي، وظهور الرأسمالية والعلمانية المناهضة للكنيسة الكاثوليكية البابوية، والثورة الصناعية، وحصارسجن الباستيل في باريس في14/7/1789، تحت شعار الخبز ثم تحول الى شعارالحرية والمساواة والإخاء،وظهورالمذهب الحر الطبيعي والكلاسيكي، والاختراعات والمخترعين والمفكرين، وظهور حركات سرية مختلفة الأشكال ولكن في مضمونها واحد كالماسونية والصهيونية والروتاري والبلشوفية، وظهور الشيوعية الماركسية وانتقالها الى روسيا والفاشستية والنازية،ثم تصميم وثيقة الاستقلال الاميركي ورسم العلم الأميركي والدستور الأميركي والدولار الأميركي واحتوائهم على أسرار غامضة توحي لامور مستقبلية ونبوءات دينية ،لان الدولار الاميركي فيه تصوير للمعتقد الصهيو مسيحي ففيه نسر محلق وفوق رأس النسر 13 نجمة وتعني عدد اعضاء اللوبي الصهيوني في الكونغريس الامريكي منذ إنشاء الولايات المتحدة الامريكية وكانت أمريكا 13 ولاية دلـّت على عدد أسباط بني إسرائي الـ 12 بالاضافة الى السامري أو من تبعه،لأن عدد النجمات في العلم الامريكي تدل على عدد الولايات الامريكية بما فيها إسرائيل، وعلى عدد كل ولاية يكون عضو صهيوني في الكونغريس الامريكي، وكلما زادت عدد الولايات زادت عدد النجمات في العلم  وزاد عدد أعضاء اللوبي الصهيوني في الكونغريس، واليد اليمنى للنسر تحمل غصن زيتون مكونة من 13 ورقة وهي دول حلف السلام، واليد اليسرى تحمل نبالا واسهما عددها ايضا 13 وهي دول القوة دول الحلف الاطلسي،ثم بعد ذلك مكتوب " One In Gode we trust” أي اننا نثق بالاله الواحد ونؤمن به،  ثم يأتي المثلث الذي يرمز الى الاهرام في مصر، ثم اختلاف موازين القوى من حربين عالميتين والباردة وسباق التسلح،ومحرقة اليهود على يد النازيين في المانيا ليتم نزوحهم من أوروبا الى إسرائيل، وغزو الفضاء والعولمة التكنولوجية، واحتلال للشرق من قبل الامبراطورية العثمانية وتركيا الفتاة العلمانية الاتاتوركية والامتيازات الاجنبية، والاستعمار الفرنسي والبريطاني والأميركي والايطالي،وتقسيم العالم ما بين روسيا الشيوعية وأميركا الرأسمالية، فروسيا تقف مع الدول العربية وقسم من الدول الاوروبية، وأميركا مع الدول الغربية وإسرائيل ومن يخدم مصالحها ،ثم الغزو الاميركي للفيتنام وكوريا والقاء قنابل ذرية على اليابان، وانشاء قوة اتحادية تحكم العالم كعصبة الامم وهيئة الامم والامم المتحدة اليونيفيل، وميثاق الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية،وقانون حق نقض الفيتو ، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان،

ولجنة بناء السلام، والحلف الاطلسي، ومنظمة اليونيسكو،والانتربول، والجامعة العربية وغيرها من المنظمات العالمية والهيئات الامميةوالتي هدفها تشكيل قبضة يد على دول العالم  بما فيهم الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية لأنها هدف للغرب،وظهور جمعيات المناشدة للسلام والتقارب الديني وحوار الاديان ، والقوميات الوطنية كالبعثية والاشتراكية، واتحاد ادباء وكتّاب وفنّانين وعلماء وأطباء ومحامين دوليين، واتحاد إقتصادي عالمي وأوروبي وشرق أوسطي وأفريقي، والتحكم بالسوق المالي والذهب والنفط، واستعمارا للجنوب الافريقي، وحركات دينية أصولية ومتطرفة ومقاومة، وصناعة زعماء وسياسيين وقياديين ودينيين وخطباء ونشطاء وأصحاب مراتب ووجهاء ومخاتير في كل مكان،  أواغتيالات أو انقلابات أومحاكمات واختطاف لشخصيات محلية وعالمية، وتطهير عرقي هنا وهناك كما حدث في صربيا والشيشان والصومال،ثم وعد بلفور البريطاني عام 1917 لاقامة وطن لليهود على ارض فلسطين،ثم بداية قدومهم الى فلسطين واقامة المستوطنات، ثم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 ،واصطناع الهزائم والانتصارات لها مع جيرانها،كحرب الـ 67 والغفران وحرب لبنان عام 1982 وعام 2006، ونشوب الانتفاضة الفلسطينية 1987،وانتفاضة الاقصى عام 2000، ثم ظهور منظمات وهيئات لها علاقة ببناء الهيكل الثالث مكان الاقصى، كالانجيليين المتجددين، وجماعة جوش ايمونيم، ومنظمة عتيرت كهنيم، ومؤسسة جبل الهيكل، ومنظمة الاغلبية الاخلاقية، وهيئة المائدة المستديرة، وحركة الاستيلاء على الاقصى، ومجموعة هار هبيت، وحزب هتحيا، والكثير غيرها من المنظمات العنصرية المدعومة غربيا، ثم توقيع معاهدات سلام وهمية بين إسرائيل ومصر ثم الاردن وفلسطين كمعاهدة كم ديفيد ومدريد وأوسلو وعمان ، واستمرار تهديد أمن إسرائيل من جوارها والعمليات الانتحارية والخطف، لامدادها عسكريا لتثبيت امنها، وتغيير معالم الشرق الجغرافية من سهول وجبال ومجامع مياه كبحر الميت وطبريا والمشروع القطري،وتعبيد شوارع فسيحة، وتقلّب الأحوال السياسية في إسرائيل، وتعدد حكوماتها( ولعل الحكومة الـ 19 ترمز الى زوال إسرائيل )، ما هو الا لتطبيق لهذا المشروع لان على معتقدي هذا الفكر خلق فوضى عارمة، أخلاقيا وماديا وجغرافيا ، والتحكم بانظمة الدول، بحيث تلبي كل دولة ما يملا عليها، وتصبح جيوشها خاضعة للاوامر الخارجية قامعة لشعوبها، والكذب السياسي والمخادع والمتلون خطابيا ودعائيا، ونشر خلف بين كل دولة، ورئيس، وملك،وتمرد اصولي، وقبلي، وحمولي، وعائلي، وسياسي، وطائفي، وديني،وعرقي، وحتى بين افراد العائلة نفسها،ووضع قوانين فاسدة، تدعو الجار ليشتكي على جاره، والابن على أبيه، والبنت على أمها،والكنة على حماتها، والسارق على من يسرق، والخائن على الأمين، والكاذب على الصادق وهلم، ليصح قول المسيح : " ما جئت لألقي سلاما بل سيفا، فاني جئت لافرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها و الكنة ضد حماتها واعداء الانسان اهل بيته ... وسيسلم الاخ أخاه الى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم" ، وتقسيم الدول الى دويلات على أساس عرقي أو عقائدي ليزداد الخلف بينهم كما في العراق سنة وشيعة واكراد، ونزاع على ماء، أو أرض، كالنزاع على كشمير، أو الجزر اليونانية،او كوجود المفاعل النووي في الهند المجاورة للصين وباكستان او في إيران او كوريا الشمالية ليكون سبب في إبادة ثلثي العالم كما يزعم البعض، ،وقضية سد اوزال في تركيا، او سد أسوان في مداخل النيل، اوهجرة الروس الى اسرائيل، لتحقيق نبوءة توراتية بقدومهم!، وقضية درافور في السودان بلاد الكوشيين والصومال وما يدور حولها لتكون سبب في خلق نزاع بين مصر والسودان وأيضا ليبيا، لان من وجهة نظر ريغان استنادا على التوراة بان أرض اسرائيل سوف تتعرض لهجوم تشنه عليها جيوش لا تؤمن بالله وان ليبيا ستكون من بينها، فمادام ليبيا من أعداء اسرائيل فهي بالتالي عدو لله، وبعدها يكون احتلال سوريا وخراب حلب، لانه لا بد من ادخال سوريا في حرب مع اسرائيل ليتم المشروع الالهي،ولا يستبعد في ان تكون هزيمة اسرائيل الاخيرة أمام حزب الله، لعبة لتشن سوريا هجوما على اسرائيل، مما يستدعي تأييدا عالميا لاسرائيل لان ترد، وبذلك يتم احتلال سوريا، وكانت محاولات كثيرة قد فشلت ، وما اختراق الطيران الإسرائيلي الأخير الا لنفس الهدف،ولكن كما هو معروف في الملاحم الدينية بان باحتلال سوريا وخرابها تكون النهاية،  كما قال الرسول صلعم : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق"،يعني حلب في سوريا وانطاكيا في تركيا ، لأن السموات حينها سوف تتزعزع لكثرة الجور والظلم وإراقة الدماء والله أعلم، فكل ما يحدث في عالمنا من معاهدات، او اتفاقيات، او صفقات تجارية، من اسلحة، او حروب واقتتال، او انفجارات هنا وهناك، او تخريب، او هروب لاجئين، او انقلابات عسكرية، او اطاحة بحاكم ما، او تغطية اعلامية لموضوع ما كأزمة إقتصادية أو صحية أو تشهير برئيس أو أي مسؤول، أو إثارة نعرة طائفية هنا وهناك، عبارة عن عملية جراحية لانجاح هذا المشروع الالهي المزعوم غربيا، وعلى هذا يجب حقن البنج للعالم كله باشغاله والهائه بالحروب والنزاعات والرفاهية الاقتصادية والتجويع والكوارث البيئية، والدعايات الكاذبة، واستغلال الاعلام والصحافة، المرئية والمسموعة والمقروءة، وتسخيرها فيما يخدم المصلحة، وصناعة التاريخ وحياكته على نول دقيق وهلم، مما يدخل الناس في سبات وغفلة، وذلك تطبيقا لقول المسيح : " هاأنذا آتٍ كالسارق ... لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض "، لذلك عليهم نشر المعاداة والشرور بين الناس جميعهم، سلطانا كان ام وزيرا، زعيما كان ام سياسيا، قائدا عسكريا أم  جنديا، فصائلا قومية أم وطنية، ام امة وملكا، سلطة دينية أم زمنية عائلة ام اسرة،معلما أم تلميذا،صديقا حميما أم عدوا، قريبا أم بعيدا،محليا أم أجنبيا،باختصار الصراع سوف يغذي  كل المجالات ليهدم كل المقومات التي بني عليها النظام الكوني والانساني ليعود العالم كما بدأ في أول نشوه ، كما جاء في سفر التكوين : "وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة"،     ففكرة السلام غير واردة في الشرق وحتى في العالم الا باتمام مشروع المسيح الاليم للبشرية باعتبار أنه لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح وأن أي تبشير بالسلام مجرد هرطقةوكلام فارغ من أي مضمون ، لذلك هذه القوى الخارجية تحاول تبرير ما تقوم به في العالم من قلائل واضطرابات وفتن بأنها تخدم الرب وتهيء عودة المسيح الثانية ،وكأن الرب قد أذن لهم بتدمير أرضه،فقد فسّروا التوراة والانجيل خطأ، وأساؤا فهم كلمة هارمجدون، والتي تعني معركة العلى أو الاعالي،أو كما سمّاها الرسول الكريم صلعم الملحمة العظمى لعظمتها، لان كلمة معركة توازي ملحمة، ومجدون أي مجد توازي عظمى أو عظمة، لأنها ستحدث قبل مجيء المسيح لتكون تمجيدا وتعظيما له، وليست كما فسّروها بالحرب البشرية وعملوا من أجل تطبيقها ليصنعوا بذلك النهاية بأيديهم، متوهمين بانهم يجهّزون لمجيء المسيح، لقوله تعالى : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون"، فيختلقون امورا لتطابق نبواءات المسيح في الانجيل والتوراة،سامحين االقتل، الدمار، التعذيب، التشريد، الظلم، القهر التحكم بالاسواق والاسعار واحتكارها،  تمردالشعوب على حكامهم، بث العلمانية الهادمة للاديان ، نشرالحروب والسموم والمخدرات، والمسكرات والاباحة، والغناء الخليع، والاموال الفاسدة، الاوبئة،الجوع ،والمحل، ثم نشر شعارالحرية والعدل والمساواة والاستقلال وتحرير الشعوب من حكامهم الدكتاتورين والفاسدين الذين هم سبب في وجودهم وتنصيبهم، وحقوق الانسان والمرأة،التجارة الحرة والمعونات الغذائية للبلاد المنكوبة، وحتى استطاعوا التحكم نوعا ما على المناخ، بفضل ما يعرف بالهندسة المناخية،مما أحداث الإحتباس الحراري الذي أصبح خطرا يهدد البشرية ، فصار بمقدورهم صنع اقمار ونجوم اعصار او برق او رعد او انزال مطر بفضل أيوديد الفضة مع بيركلورات البوتاسيم، والتسبب أيضا بالفياضانات، او حتى صنع زلزالا مدمرا بالقوى النووية كتسونامي، وتغيير مجرى الريح عن طريق استحداث المنخفضات الجوية بالتبريد باستخدام تقنية تعرف باسم" كيمتريل" ،أو المرتفعات الجوية بالتسخين،وذلك ليصح قول المسيح في الانجيل:"وسوف تسمعون بحروب واخبار حروب.انظروا لا ترتاعوا.لانه لا بد ان تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد، لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن ولكن هذه كلها مبتدأ الاوجاع "،فإسرائيل سوف تشهد أحداثا كثيرة كونها مركز الاحداث، فقوانينها سوف تكون عنصرية تجاه من هو غير يهودي، بهدف تهجيره وجلب كل يهود العالم الى أرض إسرائيل، ومن هنا جاء تطوير النقب لاخلائه من غير اليهود ، ويليه تطوير الجليل،ثم باقي المناطق، فعليه سوف تصادر أملاك من هو غير يهودي باسم القانون، وتفرض الضرائب وعقوبات مخالفة البناء،فالمناطق الغير يهودية في إسرائيل سوف تبقى متأخرة دون دعم مالي وتعاني من اجحاف واختناق اقتصادي وبيئي واجتماعي وحتى أمني لان بقاءها هو زمنيا ومؤقتا،وباختصار المفهوم الغربي يريد من دولة إسرائيل إنطلاقة توسعية عن طريقها يتم احتلال العالم اقتصاديا وجغرافيا وبيئيا، فاسرائيل ليس لها حول ولا إرادة بل الحول والارادة لمن يتحكم بها من دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فإسرائيل هي كالقلم بيد الكاتب يخط به ما يشاء لكن القلم ليس له إرادة لانه تحت قبضة الكاتب وعليه يجب ان يستجيب للكاتب، وفي حال إتمام المشروع الالهي والتهيء لبناء الهيكل مكان الاقصى الذي سوف يصادف التقاء أعياد الأديان الثلاثة الخاصة بالذبح الاضحى والبيسح والفصح، وعندها تذبح البقرة الحمراء التي تحرقها نار تنزل من السماء، وبعدها تغيّر عملة إسرائيل من الشيكل الى السيلع أي الصخرة (لا بد من علاقة مع قبة الصخرة )، وهي آخر عملة لإسرائيل،وعليه سوف تجتمع اثرياء العالم محمّلين بالهدايا والكنوز والجواهر واليواقيت ليقدموها للمسيح المنتظر الذي سيأتي في اعتقادهم في هذه اللحظة الحاسمة ليعلن حكمهم على العالم،وكما يقول الحديث النبوي : "وتأتيه الملوك من سائر الاقطار طائعين بالقرابين والهدايا"، لذلك سوف تحاط القدس بالجيوش لمنع اي محاولة لافشال بناء الهيكل مكان الاقصى وهذا سبب وجود الجدار العازل، لانه كما يقول المسيح في الانجيل : " فعندما ترون رجاسة الخراب التي قيل عنها بلسان دانيال النبي، قائمة في المكان المقدس (اورشليم )، ليفهم القاريء عندئذ ليهرب الذين في منطقة اليهودية ( يهودا والسامرة) الى الجبال(جبل الشيخ )،وأيضا: " ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش، فحينئذ اِعلموا أنه قد اِقترب خرابها"، فقبل ظهور المسيح والانتقال الى العالم الجديد الملكوتي لا بد من هذه الأحداث لانها كلام ثابت، ولكن لن تكون لصالح من يقوم بافتعالها، لقوله تعالى في هؤلاء : " فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون" ، لانه بافتعالها يخالفون أوامر المسيح ويدمرون الأرض بالحروب والقتل، لإن هدف عدوّ الخير اليائس من عودة المسيح أن يشغل المؤمن بعيدًا عن الفرح بمجيء المسيح، فيلهيه بالمشاكل الإنسانيّة كالحروب والصحيّة كالاوبئة والمجاعة والطبيعية كالزلازل، وبذلك يطابق عليه قول المسيح عن العبد الرديء: " و لكن ان قال ذلك العبد الردي في قلبه سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب العبيد رفقاءه و ياكل و يشرب مع السكارى"، فبهذا التفكيرالخاطيء نحن على أبواب حرب أخيرة للعالم ولعلها تكون مدمرة، يمكن استعمال النووي فيها، لانها سوف تكون  امتحانا ومخاضا وألما لولادة عالم جديد ملكوتي أعده الله لعباده الصالحين المضطهدين الصابرين لينالوا ثوابه،لقوله تعالى : " تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين"،  ولقول الانجيل للمختارين : "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"،وأيضا: "لا يضلكم احدلانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون،ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص"،وكقوله تعالى:" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين "وأيضا : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا "، فبعد الضيق"تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع"، فينزل المسيح  الممجد بالرب يقود عساكروجيوش جرارة لينشر عدل الله بين الشعوب وينصر المضطهدين البائسين المشردين والمعذّبين في الارض من الظالمين المستكبرين، لأنه كما قيل : " يخلص المضطر ويكشف الضر عن الأمم وينقذ الضعيف الذي لا ناصر عليه"، فإسرائيل ستكون كبش فدآء للغرب، والدول العربية بما فيهم فلسطين دماء هذا الكبش،فنحن أبناء جميع الديانات لا نقبل بأن تهان البشرية بتفسير خاطيء للدين،فلا نرضى بسفك دماء الابرياء، وجعلهم تحت وطأة الصراع والاقتتال والتشريد، ففي كل الديانات حرّم الله قتل النفس البشرية،  وكل الديانات ذكرت الوصايا العشر، فالديانات جميعها دعت الى عبادة الله تعالى الأب السماوي لجميع البشر،  وجميعها سماوية من السمو والعلو وعلى جميع متبعيها أن يكونوا كذلك، ساميين عاليين يدعون الى الصلاح والاصلاح، والمحبة والتسامح،لا الى التصارع والتلاحم، ولكن كما قال الاستاذ سعيد حمود ملاعب في كتابه: " لا شيء يحدث عبثا... وأن كل قطرة دم تسيل لا تهدر سدى... لأن كل سطر من ملحمة الوجود له معنى ..."والله أعلم
 

תגובות

מומלצים