تعزية لعائلة صالح

كنت في الشرطة خفيرا حارسا فوق السطوح أسهر الليل ناطورا باحثا عن شبح يلوح كانت الدنيا ظلاما مدلهما دامسا فوق السطوح وجنود الملك في القاعة سكارى يشربون الخمر فيضا في الكؤوس وأنا وحدي جليسا فوقهم أحصي الكؤوس.

26.06.2018 מאת: شحادة ناطور
تعزية لعائلة صالح

كان ذلك في توالي الأربعين يهجم الثوار ثم يهرعون هاربين من جنود يطلقون النار في كل مكان وأنا فوق السطوح صرت أبحث عن مكان هاربا أنجو بنفسي من رصاصات الجنود. وسقطت مضرجا بالدم أصرخ مثخنا وغريقا بالجروح.

هذا ما أخبرت أمّي حين أبصرت الجنود صرت أصرخ وأنادي أين أنت يا داهود؟ أدخلتني الدار أمّي وهي تحكي وتقول إنتظره يا حبيبي سوف يأتي ويعود! ومضى العمر سريعا وأنا أقنع نفسي أنه يوما سيأتي ويعود هذا ما قالته أمّي وأنا طفل صغير.

كدت أنسى حينها أسمي بعد أن أصبح الكل يناديني وأنا طفل صغير أين أنت بوداهود؟ وكبرت وعرفت أنني كنت أنا ذات يوم قبل اعوام شقيقا لداهود ! لم أعد اسأل أمّي هل سيأتي أو يعود ! ومضى العمر سريعا وتناسى الكل من حولي أسم داهود لم أخبر الزوجة والأولاد عن أسمي القديم ظلّ سرّا كامنا في القلب مطويا بين طيّات العهود كنت في الشرطة خفيرا حارسا فوق السطوح أسهر الليل ناطورا باحثا عن شبح يلوح كانت الدنيا ظلاما مدلهما دامسا فوق السطوح وجنود الملك في القاعة سكارى يشربون الخمر فيضا في الكؤوس وأنا وحدي جليسا فوقهم أحصي الكؤوس.

תגובות

1. عائلة المرحوم ابو صالح داوود לפני 6 שנים
من عائلة المرحوم ابو صالح داوود

מומלצים