لكي لا تقولوا ما جاءنا منبه ولا واعظ 

الموعظة الاولى: إن العبد لفي فسحة من أمره، ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ اربعين سنة، أوحى الله إلى ملائكته: إنّي عمّرت عبدي هذا عمرا، فشدّدا وأغلظا، واكتبا عليه قليل عمله وكثيره، وصغيره وكبيره.

14.04.2019 מאת: اعداد منير فرّو
لكي لا تقولوا ما جاءنا منبه ولا واعظ 

 

جاء عن لسان الله تعالى : 
عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح.
عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يجمع المال.
عجبت لمن أيقن بالقبر كيف يضحك.
عجبت لمن أيقن بزوال الدنيا كيف يطمئن اليها.
عجبت لمن أيقن ببقاء الآخرة ونعيمها كيف يستريح.
عجبت لمن أيقن لمن هو عالم باللسان وجاهل بالقلب.
عجبت لمن هو مطهَّر بالماء وغير طاهر بالقلب .
عجبت لمن اشتغل بعيوب الناس وهو غافل عن عيوب نفسه.
عجبت لمن يعلم ان الله تعالى مطلع عليه كيف يعصيه.
عجبت لمن يعلم انه يموت وحده، ويدخل القبر وحده، ويحاسب وحده، كيف يستانس بالناس؟

شَهِدَت نفسي لنفسي ان لا اله الا انا وحدي لا شريك لي، من لا يرض بقضاءي، ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر على نعمائي، ولم يقنع بعطائي، فليطلب ربًّا سوائي، وليخرج من تحت سمائي، ومن اصبح حزينا على الدنيا فكأنما أصبح ساخطا عليّ، ومن اشتكى مصيبة نزلت به الى غيري فقد شكاني، ومن دخل على غني فتواضع له من اجل غناه ذهب ثلثي دينه، ومن لطم وجهه على ميت فكأنما اخذ رمحا يقاتلني به، ومن كسر عودا على قبر ميت فكانما هدم كعبتي بيده، ومن لم يبالي من اين ياكل لم ابالي من أي باب ادخله في جهنم، ومن لم يكن في الزيادة في دينه فهو في النقصان، ومن كان في النقصان فالموت خير له، ومن عمل بما علم زدته علما الى علمه.  

إن الله تعالى يرسل ملكا ينزل في كل ليلة ينادي:
يا أبناء العشرين! جدّوا واجتهدو.
يا أبناء الثلاثين! لا تغرّنكم الحياة الدنيا.
يا ابناء الأربعين! ما أعددتم للقاء ربكم.
يا أبناء الخمسين! أتاكم النّذير.
يا أبناء الستين! زرع آن حصاده.
يا أبناء السبعين! نودي لكم فأجيبوا.
يا أبناء الثمانين! أتتكم الساعة وأنتم غافلون.

لولا عباد ركّع، ورجال خشّع، وصبيان رضّع، وأنعام رتّع، لصبّ عليكم العذاب صبّا. 

قال الله تعالى في كتابه المسطور : " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "، وقال وهو عز من قائل : " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي في الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"،  صدق الله العظيم.

فاسرعوا الى التوبة، فاليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، فطوبى لذلك العبد الصالح اذا جاءه سيده وجده مستعدا للقائه فانه سيمنحه نعيما لا ينفذ، وثوابا ابديا ما لا عين رات، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وتبا للعبد الطالح الغافل عن ربه واوامره، والمستعبَد لنفسه وشهواته، فسيعاقبه بجحيم لا ينفذ، وعذابا ابديا ما لا عين رات، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

والى اللقاء مع موعظة اخرى باذن الله تعالى وتوفيقه.

 

תגובות

מומלצים