هذا العالم اشر مكانا للحق والدين واكثره اعوانا للشيطان الغوي المهين

قال تعالى : " واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله " ، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، لقوله تعالى : " فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"، قال تعالى: " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون"

31.03.2020 מאת: منير فرّو
هذا العالم اشر مكانا للحق والدين واكثره اعوانا  للشيطان الغوي المهين

נהר הירמוך

 

"قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون "،

وقال أيضا في الذين يتبعون قيادة ضالة ومضلة :"ربنا إنا أطعنا كبراء سادتنا فأضلونا السبيل".

 قال تعالى : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، وقال تعالى أيضا وهو عزّ من قائل: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ومنذ تلك اللحظة وهناك في الوجود دعوتان، دعوة تدعي إلى الإيمان  بالرحمن، ودعوة تدعي إلى الكفران وإتباع الشيطان، ، دعوة  تدعو الناس إلى الصلاح وترك الدنيا والجاه والمجد فيها  وحب الزينة من المال والبنون والنساء والدور وإتباع الفضائل، والأخرى تدعو الناس إلى الفساد والانغماس بحب الدنيا والجاه والمجد فيها وحب الزينة من المال والبنون والنساء والدور والرذائل ، دعوة تبني، والأخرى تهدم، كما قال تعالى للذين يفسدون في الأرض : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا  إنما نحن مصلحون"، فهم لعمى قلوبهم وأبصارهم  يفعلون الفساد ويظنون أنهم يحسنون صنعا  ويعملون صلاحا، فاحترقت البشرية بصلاحهم نيرانا، حتى صح قوله تعالى عن فسادهم هذا : " " ظهر الفساد في البر والبحر، بما كسبت أيدي الناس".

ففساد البشرية بسبب علو واستكبار الأمم الجاحدة على الحق سبحانه، وعصيانها أوامره، واستخفافها بنواهيه، ونكرانها ما اُعد لهم من عقاب اليم  في الآخرة، واسترقاقها واستعبادها خلقه، والتنكيل والتعذيب وإجراء التجارب الطبية عليهم، حتى أنهم يحاولون محاربة الخالق العظيم بخلقه، وتسليط عليهم أقسى مرارات العذاب، فيسيؤون لبعضهم بالضرب والتهجير والتشريد والتجويع والتمريض، ويقتلون آخرين بالتجارب العسكرية التقليدية والبيولوجية والنووية والهيدروجينية، والتجارب الطبية ، وكأن الخلق موجودون كغنم بلا راعي، وصنعة بلا صانع، أو كأنهم فوض مهملون، يفعل بهم الطغاة المتجبرون ما يشاؤون، كما فعل فرعون في بني إسرائيل من قبل، تمادى في طغيانه ، وتجبّر في ملكه ، فأذاق بني إسرائيل صنوف العذاب ، وقتّل أبناءهم واستحيى نساءهم.

لقد ضرب تعالى في القران قصصا كثيرا عن أقوام  عاثوا في الأرض فسادا، كقوم عاد وثمود ومدائن لوط والأيكة وقوم مدين وفرعون وذو نؤاس وغيرهم الكثير، من تلك الأقوام التي علت وتجبرت في الأرض، وأهلكت وما أصلحت،  ولكنهم نالوا من الحق سوء العاقبة في الدنيا قبل الآخرة، وأنهم لمنتظرون العذاب يوم الجزاء، ليبقوا عبرة لمن يأتي بعدهم ويخطو خطاهم، كما قال تعالى : " ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل"، وكقوله تعالى : " ألم ترى كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد"، وقال تعالى: "ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم" ، وقال تعالى عن الذين يتبعون رسله : " فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز، واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين".

إن دعوات الضلال والفساد لا تخلو منها حقبة من الزمن، وذلك لقوله تعالى : " ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون" ، فمهما يعلو الباطل على الحق فسيعود الحق يزهقه لقوله تعالى : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "، وأيضا : "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"، وأيضا : " كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".

وإذا نظرنا إلى الدنيا فنراها صراع  بين اثنين، بين حق وباطل، إيمان وكفر، إقرار وإنكار، صدق وكذب، خير وشر وصواب وخطأ لا ثالث لهما ، ولكل جهة لها أصحاب وأتباع، ولكن في النهاية العاقبة و الغلبة للحق و أهله، مهما طال الزمان، لان  صاحب الحق يسير بتوجيه من الحق سبحانه، فيعتمد الصدق ويبتعد عن الكذب، لان حبل الكذب قصير، وباع الصدق طويل، وأيضا يبتعد عن المكر والدجل والحيل والتدليس والتلبيس والغش حتى تتضح له الحقيقة الساطعة، وتنكشف له الدنيا الزائفة، التي هي كقوله تعالى : " كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا "، وأما صاحب الباطل فيسير بتوجيه من الشيطان الرجيم، الذي ينفخ في عقله، و ينطق على لسانه بالكذب والمكر والدجل والحيل والتدليس والتلبيس والغش، لذلك الباطل لن ير الحقيقة واضحة بل مشوهة، فيصبح سوفسطائيا لا يدرك للأشياء حقائقها، فتختلط  عليه معالم  الحقيقة، فيضيع في مهمهة الحيرة حتى يضل ويضل غيره.

 

هكذا العلمانية فعلت بالبشرية، ضلت وأضلت وانطمست وطمست، وعميت وأعمت، فأوقعت في أشراكها من لم يقوى على الصمود أمامها، ومن لم يفطن لحيلها، كما يفعل العنكبوت بفريسته فيلف عليه خيوطه ليستسيغه، فسرقت عقله ولبه، وأعدمته نفسه وحسه،

لقد تمكنت العلمانية بمكرها وحيلها من كل الأديان، واستطاعت أن تدخل المساكن والبيوت وأماكن الصلاة، بيد خفية وألفاظ طرية، فمنذ ظهورها على الملأ  في أوروبا،  بعد الثورة الصناعية الفرنسية عام 1789 ، وتمردها على الكنيسة التي كانت هي السلطة العليا في المجتمع الأوروبي، واتهام رجال الدين  بالطواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران، فظهرت شخصيات علمانية ومفكرة، كفرت بالدين ودعت إلى الإلحاد، وأظهرت مذاهبا لم تكن متبعة، ووضعت لها كتبا تدعو  إلى الاعتقاد بدهرية الدهر، وان العالم باقيا ببقاء الدهر، بلا رقيب ولا حسيب ولا آخرة ولا قيامة، ولا عذاب ولا ثواب، وإنما هو مولود من الطبيعة بلا صانع، ومحدَث بلا محدِث،  فأحدثوا ثورة في نفوس الخلق، خاصة في أوروبا، ما لبثت إلا وانتقلت من الغرب إلى الشرق، محدثة بلبلة في نفوس الناس، وتمردا على أيمانهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ودعوا الناس إلى ترك الاعتقاد بالدين والانغماس في الدنيا،حتى جعلت منهم أعجاز نخل خاوية، فزينوا للناس حب الدنيا والشهوات كما قال تعالى عن إبليس لعنه الله : " زيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصير بالعباد".

فبدأت تظهر الصناعات والآلات وفلسفات الإلحاد، وهي ما تسمى بالثورة الصناعية في فرنسا والتي هي كانت سببا لتغيير الحياة على الأرض، وظهور الرأسمالية، الاحتكارية، الاستعمارية، الربوية، الاستعبادية، الانفرادية والامبريالية، والتي عالمنا اليوم يشهد مدى خطورة ما وصلت إليه من تهديد كوكبنا الأرضي بفعل الغازات السامة والكيماويات والأبخرة والتلويث البيئي، مما يزيد من ارتفاع حرارة الأرض وهو ما يطلق عليه " الاحتباس الحراري"، 

فلما اشتد الصراع بين العلمانيين والكنيسة السلطة الدينية الكبرى، بعد ظهور مبدأ العقل والطبيعة ، اخذ العلمانيون يدعون إلى تحرر العقل، وإضفاء صفات الإله على الطبيعة، نادى العلمانيون بإقامة أول حكومة في فرنسا،  وهي أول حكومة لا دينية، تحكم باسم الشعب، وبما أن هذه الحكومة قامت على عداوة من الكنيسة ورجال الدين بسبب الضعف الذي لحق بالكنيسة بسبب أياد دخيلة عليها عملت على تشويه اسم الكنيسة ورجال الدين بهدف إفسادها ونزع ثقة الناس بها، كما تفعل العلمانية اليوم على تشويه اسم الإسلام والمسلمين قامت باتهامه بـ " الإرهاب"، وهي مستمرة بفعلها هذا على تشويه كل الأديان وما تفرعت عنها من مذاهب واعتقادات، وتحولت من ثورة على مظالم رجال الدين، إلى ثورة على الدين نفسه، وكل دين آخر،

فاتخذت موقفا هداما للدين حتى دعت إلى فصل الدين عن الدولة، بعد أن كانت الدولة خاضعة لأوامر الدين ونواهيه، والكل بالواجبات سواسية، وسمحت بظهور التيارات الحرة الكلاسيكية الطبيعية الإلحادية، فظهرت النظريات الملحدة التي دعت إلى نكران وجود الخالق، ولو وجد فلا يوجد آية علاقة بينه وبين حياة الإنسان، وأيضا الحياة في نظرهم تقوم على أساس العلم المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، وعليه يجب إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة، باعتبارهم أن القيم الروحية هي قيم سلبية،  ويجب فصل الدين عن السياسة، وإقامة الحياة على أساس مادي وقوانين رياضية مادية، وأيضا تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة،.

لقد نادت العلمانية بشعارات الحرية والمساواة والإخاء، وبنت أمرها على أرستقراطية تقوم على المال،مما ساعد الانتهازيين وطبقات المافيا وأصحاب الصحائف السوداء من الصعود على السلطة بطريقة الانتخابات والرشوات والغش والخديعة،  ومن بين النظريات نظرية التطور والنشوء لتشارلز داروين، الذي تبحث في أصل الأنواع، والتي يقول فيها داروين : " إن الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها"، وفي زماننا هذا تبيّن عدم صحة هذه النظرية التي أتلفت نفوس الخلق بالاعتقاد بها ، وأدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد.

وأيضا نظرية فريدريك نيتشه ، وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات، وأن الإنسان الأعلى  ينبغي أن يحل محله،  وأيضا اعتمدت العلمانية على  مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية والأخلاق، وصاحبه هو الكاتب والمفكر الايطالي نيكولو ماكيافيللي(1469-1527)، وهو الذي وضع أهم أفكاره حول مفاهيم السياسة والحكم وإدارة شؤون الدولة في كتابه المسمى بـ( الأمير)، والذي ألفه للأمير الايطالي "لورنزو"، فقدم له نصائح يرى فيها البعض أنها تحمل معاني االنذالة والانتهازية، وعدم احترام حقوق الآخرين، ويعتبر حتى قتل الأبرياء أمرا طبيعيا من الممكن فعله من اجل الحفاظ على الملك أو الحكم، وله تنسب الجملة الشهيرة " الغاية تبرر الوسيلة"، أو " الضرورات تبيح المحظورات"، وهذه الجملة عملت بها الكثير من الحركات الانتهازية كالرأسمالية والشيوعية الماركسية الديالكتية والصهيونية والماسونية والفاشية والنازية وغيرها، وطبقّتها على البلاد التي اغتصبوها في أنحاء العالم.

وماكيافللي هو صاحب فكرة فصل السياسة عن الأخلاق، تماما بقوله : " نحترم الأخلاق ما دامت لا تعرقل تحقيق الهدف الأساسي !! واعتبر البشر أنانيين يحبون ذاتهم، لذا على الحاكم آن يكون قويا وان يسن القوانين القوية المحترمة، ولا مانع من الاستبداد لقسر الشعب على الاستقرار.

هكذا العلمانية مع توافقها مع الرأسمالية والعمل بموجب مبدأ مكيافيللي الانتهازي والظالم  عملت على هدم الأديان جميعها، بعزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما، وحتى ادخلوا على الأديان طقوسا كانت تتبعها عبدة الأوثان والأصنام قبل مهد الديانات.

وبفصل الدين عن الدولة فتحت المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية، فبعد أن كان المجتمع يخضع تحت سلطة دينية واحدة، بات ممزقا تحت طبقات وفئات وأحزاب ومذاهب وقوميات، مما جعل بينهم فروق وتمييزات عرقية، وبات كل إنسان يسعى إلى إسعاد نفسه ومن يدور بفلكه حزبا كان أم عرقا أم دينا أو مذهبا، ولو كان ذلك على حساب غيره، مما أوقع البغضاء والحسد والعنصرية فاغرق دول العالم بالتلاحم .

لذلك العلمانية ترجمتها الصحيحة هي اللادينية أو الدنيوية وبالعبرية " חילונית حيلونيت"، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم.

فالعلمانية تعمل على إنكار وجود هذا الكون من خالق يرى ولا يرى، وإنكار يوم العرض والحساب، مما ساعد في نشر الحريات في شتى المجالات، فانتشرت الإباحة والفوضى الأخلاقية وتعاطي الربا المشروط وهو سبب العلل الاجتماعية والاقتصادية،وأبيحت المحرمات والمحذورات وصارت تعمل وفق قوانين، ففتحت بيوت الدعارة والنوادي الليلية، وتفشى شرب الخمر والمسكرات والمخدرات، وحتى في أوساط الصغار، مما رفع من نسبة القتل والسرقة، ونودي بحرية المرأة وحقوقها وحريتها،وبعد أن كانت سيدة في بيتها صارت عرضة للاغتصاب والاستغلال الجنسي مما افقدها الأمان وصارت تلتجئ إلى الملاجئ ولكن حتى في الملاجئ  لا تجد الأمان،

فانفسدت الأخلاق،  حتى صار الإنسان يعيش حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني ، مهيجة الغرائز الدنيوية كالطمع والمنفع وتنازع البقاء، فأعدم  صوت الضمير،  وهدم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية، فوضعت قوانين مادية، بعيدة عن القوانين الروحية السماوية، تعمل بموجب العقل المادي، وهذا فتح أبواب الاستعمار والتوسع وسباق التسلح في السيطرة على مساحات شاسعة من العالم ، من اجل الاستثمار  والاستيلاء على ثروات الطبيعة في كل مكان، وتحت أي ذريعة تتلائم والمصالحة، وهذا هو سبب الحروب في العالم  والمجاعات ونشر الأوبئة، لان المستعمر عليه دائما أن يجد الباب الذي منه يستطيع الدخول إلى أي بلد،  وحتى لو عن طريق افتعال الأمراض أو الأزمات البيئية أو الاقتصادية أو أمنية أو السياسية كانقلاب في الحكم وغير ذلك، كما يشهد عالمنا بين الفينة الفينة أزمات اقتصادية ويمكن أن تكون مفتعلة أو كوارث طبيعية  ويمكن أن تكون مصطنعة بفعل الهندسة المناخية وتحكّم الإنسان بالمناخ والقشرة الأرضية لما وصل إليه من أسلحة تفجير واهتزاز للقشرة الأرضية وداخل البحار أو تهديد بيئي أو حروبا أصولية أو نزاعات قبلية أو عقائدية أو تمرد على السلطة أو انقلابا عسكريا مدعوما من خارج البلد ذاته، أو مرضا جديدا كالكورونا اليوم والايبولا والسارس وانفلونزا الخنازير من قبل يكون مخصصا في البلاد التي يتم احتلالها او لهدف ما في نفس يعقوب ، فيدب فيها الخوف والجزع أكثر من أي بلد آخر، أو عن طريق تحرير الشعوب من حكامهم الطاغيين أو عن طريق حقوق الإنسان وحرية الاعتقادات.

فالعلمانية وتوافقها مع الرأسمالية الجشعة، استطاعت أن تسيطر على العالم وتترأس اكبر الدول، وتفرض اذرعها المتعددة كرؤوس الشياطين، وتشدد قبضتها على جميع المؤسسات التي تدير الدول، وتنشر فيه الحروب والصراعات تحت غطاء نشر الحريات، فتقوّم دين على دين، وطائفة على طائفة،شعب على شعب، وأمة على امة، ودولة على دولة، وملك على ملك، وحتى جعلت من بيت الرجل جميعهم أعداء، كقول المسيح في الإنجيل الطاهر : " الإنسان ضد أبيه و الابنة ضد أمها و الكنة ضد حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته"، وذلك لتفكك البذرة التي يتكون منها المجتمع والدولة وهي الأسرة ليسهل السيطرة على كل فرد في هذا العالم ويقع ضحية لمخططاتها.

فجميع ما تقوم به العلمانية من دمار وفساد وإفساد ديني وخلقي ومحاربة للأديان ونشر الفتن بين الناس والأديان لتهلك نفوسهم جميعا، فهي تقود البشرية إلى ما يسمى بمحنة أو فتنة المسيخ الدجال الذي سيظهر في آخر الزمان، ليفتن الأرض ويدعي انه المسيح المنتظر، وبعدها يدعي الإلوهية على الأرض، ويقتل كل من يكفر به ، وهو الذي حذرت منه جميع الرسالات السماوية والرسل الكرام، حيث قال عنه خاتم الرسل عليه الصلاة وأتم التسليم : " "ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، إنها لم تكن فتنةٌ على وجه الأرض منذُ  ذراء الله ذرية  آدم ولا تكون  حتى تقومَ الساعةُ أعظم من  فتنة الدجال "،

لذلك يمكن القول بأن العلمانية اللادينية هي بداية ظهور الفتنة الأخيرة على الأرض قبل قيام الساعة وان جميع الصناعات والآلات التي صنعتها لإشغال الناس عن الآخرة ما هي إلا دجلا وحيلا ومكرا على الناس ليبتعدوا عن خالقهم ويفتتنوا  بما صنعت لهم أيديهم أعاذنا الله منهم ومن فتنهم  وكما وعدهم تعالى : " ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال : أساطير الأولين كلا بل ران على قولهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم أنهم لصالوا الجحيم ثم يقال : هذا الذي كنتم به تكذبون "، وعن الندم الشديد في يوم الآخرة يقول تعالى : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا  يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا "، ويقول الله تعالى للضالين عن الدين وسبله والذين اتخذوا من دون الهة  : " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون" ويكون جوابهم : "  ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين"،

أعاذنا الله وإياكم  من هذا الجواب،وألهمنا وإياكم إلى نور الهداية والصواب،  ووقانا وإياكم نار العذاب، وجمعنا وإياكم في الآخرة مع الأهل والأصحاب، ببركة رسوله وصحبه الانجاب، انه ولي الهداية وقابل دعوة من أجاب.

 

תגובות

1. מוחדון לפני 4 שנים
העולם החומרי = גיהנום...

מומלצים