أَخْبِروا أُمّي

27.10.2019 מאת: امال ابو فارس 
 أَخْبِروا أُمّي

 

 أَخْبِروا أُمّي 
أَنَّ بِئْرَنا قَدْ جَفَّتْ وَفُشِيَتْ أَسْرارُها 
وَغَطّى العُشْبُ بابَها 
أَخْبِروها أَنَّ جُرْنَ الْكُبَّةِ 
وَحيدٌ في الرُّكْنِ 
يبكي بِلَهْفَةِ الْمُشْتاقِ
يَشْتَهي طِلاءَ شِفاهِهِ بالحِنّاء 
بعدَ أن خَطَّ الْمَشيبُ حواشيه
المهترئة 
والجاروشةُ 
لا تجِدُ مَنْ يَمْسَحُ دَمْعَةَ الْغِيابِ عَنْ عَيْنَيْهِا

أَخْبِروها 
أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِن نِساءِ حارَتِنا 
سِوى الْإطاراتِ الْخَشَبِيَّةِ
 في حائِطِ الزَّمَنِ
تَحْمِلُ وُجوهَهُنَّ مُعَلَّقَةً بَيْنَ كَفَّيْها
 
أَخْبِروها 
أَنَّ الرُّمّانَةَ وَالتّينَةَ وَاللَّيْمونَةَ
 قَدْ ثَكِلَتْ رَحْمَها 
وَالشَّوْكَ تَطاوَلَ في فَضولٍ
لِيَصِلَ غُصونَ تشرين الحَزينَة

أَخْبِروها 
أَنَّ حِكاياتِها ما زالَتْ تُرَدِّدُها الجُدْرانُ 
وَثيابَها 
في انتظارِ عرْضٍ بَيْنَ الْحِكاياتِ الْقَديمَةِ 

أَخْبِروها
 أَنَّ اُخْتِيَ قَدْ غادَرَتْ 
وَانْضَمَّ إِلَيْها أَخي 
في مَواسِمِ الْغِيابِ رَحَلوا جميعًا
 مُسْرِعينَ...
وَتَرَكوا أَشْباحًا منَ الْوَجَعِ 
تَتَوَسَّدُ أَحْلامَ اللَّيْلِ
بِصَمْتٍ وَذُهولٍ: 
كَيْفَ لِلّذي كانَ أَلّا يَكونُ؟ 
كَيْفَ لِلنَّفْسِ أَنْ تَحْمِلَ هذا الاغْتِرابَ
والاستِلابَ...
وَالشَّجَنَ؟!

أَخْبِروها 
أَنَّهُ لَمْ يَتَبَقَّ مِنْ مَنْزِلِنا سِوى الْجُدْرانِ
وَثِيابِ أَبي خَلْفَ الْبابِ
يائِسَةً
تنتحبُ 
وتُطْلِقُ زفراتٍ 
لا يُرَدِّدُها الصّدى!

 

תגובות

מומלצים