أمّي...!

24.03.2018 מאת: امال ابو فارس
 أمّي...!

أمي يا كلَّ كياني 
 مُذ رحلتِ انّني صرتُ اليتيمة 
أمّي يا كلُّ صلاتي
 منذ رحلتِ ما غدا للعيشِ قيمة
حين غاب البدرُ عنّي 
وانحنى نحو الأفول 
مالت الدُّنْيَا بمن فيها 
إلى نحوَ الذّبول 
أنتِ يا أيقونةٌ مهداةُ من ربّ العباد 
كيفَ صرتِ كالخيالِ
يتوارى في ابتعاد     
ها أنا أصبحتُ في أسرٍ لدنيًا من شتات  
حين غبتِ عن عيوني 
وانطلقتِ نحوَ أسرارِ الممات 
من سيرقيني؟! 
من سيمسحُ عن خدودي دمعتي 
مَن سيحميني 
مِن همومٍ كبّلتني في الحياة؟ 
صرتُ في نهر السّرابِ 
في انحصارٍ كالغريقة 
كلُّ ذكرى أصبحت كالنّارِ 
تكويني بأنيابِ الحقيقة:
أنّ أمي ما غدت إلّا خيالًا 
لن أراها او تراني
 حتّى لو زرتُ القبورَ 
حتّى لو طرتُ إلى أعلى السَّمَاءِ
في الليالي المظلمات
لن أراها أو تراني 
حتّى لو أطفأتُ عيني 
بالدّموعِ الحارقات
إن كلَّ ما تبقّى منكِ أُمِّي! 
ليس إلّا ذكرياتٌ عالقاتٌ 
في خيالي 
وعطورٌ في ثيابٍ 
كنتُ قد خبّأتُها سرًّا  
إلى يَوْمِ الممات!

תגובות

מומלצים